قال ناشطون سوريون معارضون، اليوم الثلاثاء، إن لجاناً انتخابية في مراكز اقتراع على انتخابات الرئاسة التي يجريها النظام في المناطق الخاضعة لسيطرته، تقوم بالتصويت نيابة عن أشخاص غائبين عبر برنامج "واتس آب".
ونشر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، صوراً تظهر لجاناً انتخابية يقوم أعضاؤها باستقبال صور لبطاقات شخصية خاصة بمواطنين عبر برنامج "واتس آب"، والقيام بالتصويت نيابة عن أصحابها الغائبين عن طريق أخذ بياناتهم من البطاقات الشخصية ووضع أوراق انتخابية في صناديق الاقتراع.
و"واتس آب" برنامج للمحادثات الفورية على شبكة الانترنت، وهو يستخدم في الهواتف الذكية وأجهزة الاتصال الحديثة، ويتيح إرسال واستقبال صور ومقاطع فيديو بين المشتركين.
وظهر في الصور، التي اطلع عليها مراسل "الأناضول"، أعضاء في اللجان الانتخابية يقومون بنقل البيانات من صور بطاقات شخصية تظهر على شاشات أجهزة خلوي، وتدوينها في السجل الانتخابي قبل وضع أوراق اقتراع لصالح مرشح معين، لم يتسنّ معرفته.
ولم يبين الناشطون الجهة أو الأشخاص الذين يقومون بإرسال صور البطاقات الشخصية، وسبب عدم حضور أصحابها إلى مراكز الاقتراع للتصويت بشكل شخصي، بحسب ما تضمنه قانون الانتخابات العامة كشرط للتصويت.
ورجح عبد الله الأسود الناشط الإعلامي أن تكون صور البطاقات الشخصية تعود لأشخاص خارج البلاد ولم يتسن لهم الإدلاء بأصواتهم في البلدان التي يقيمون فيها لسبب ما، أو أنها تعود لأشخاص يقومون بالإدلاء بأصواتهم في أكثر من مركز انتخابي وذلك لزيادة عدد المشاركين في الانتخابات عبر زيادة عدد أوراق الاقتراع.
وقال الأسود إن النظام السوري لن يوفر فرصة أو طريقة لزيادة عدد المصوتين لتصوير الاقبال على الانتخابات التي ينظمها في المناطق التي يسيطر عليها فقط، على أنه "جماهيري".
وتعد جميع الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة النظام دائرة انتخابية واحدة يحق لأي مواطن سوري الإدلاء بصوته عبر بطاقته الشخصية في أي مكان يتواجد فيه وذلك بحضور بشكل شخصي إلى مركز الاقتراع، وذلك وفق قانون الانتخابات العامة.
ولم يتسن التأكد من كلام الناشط أو صحة الصور التي نشرها الناشطون من مصدر مستقل، كما لم يتسن الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري بسبب القيود التي يفرضها في التعامل مع وسائل الإعلام.
وقررت اللجنة القضائية العليا للانتخابات في سوريا، اليوم الثلاثاء، تمديد فترة التصويت في الانتخابات الرئاسية 5 ساعات إضافية تنتهي في الساعة 12 ليلا(21)تغ، وذلك في كل المراكز الانتخابية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بحسب وكالة أنباء النظام (سانا).
وبررت اللجنة قرارها الذي نشرته (سانا)، عصر الثلاثاء، بـ"الإقبال الشديد على صناديق الاقتراع الذي فاق كل التوقعات".
ووصفت وسائل إعلام النظام السوري، الإقبال على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، على أنها "تسونامي انتخابي" و"زحف جماهيري" نحو مراكز الاقتراع.
في الوقت نفسه، قال ناشطون سوريون معارضون، إن النظام بارع في فبركة وتصوير "طوابير المقترعين" وذلك من خلال تجاربه الكثيرة في الاستفتاءات والانتخابات البرلمانية الصورية التي نظمها خلال أكثر من 40 عاماً من عمر حكم
الأسد الأب(حافظ)والابن (بشار).
وفتح النظام السوري، صباح اليوم الثلاثاء، 9601 مركز اقتراع لاستقبال المنتخبين في المناطق الخاضعة لسيطرته في أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد، في ظل رفض عربي وغربي واسع، ومقاطعة المعارضة التي تصف الانتخابات بـ"المهزلة" و"انتخابات الدم".
وقدرت وزارة الداخلية التابعة للنظام، الأسبوع الماضي، عدد السوريين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة بأكثر من 15 مليوناً داخل البلاد وخارجها، ويستطيع الموجودون بالداخل الإدلاء بأصواتهم في 9601 مركزاً انتخابياَ تضم 11 ألف و776 صندوق اقتراع، بحسب ما تذكره وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام، وذلك قبل أن تضيف اللجنة العليا للانتخابات إليها صناديق جديدة مساء الثلاثاء.
كما أعلنت الوزارة أن الانتخابات الرئاسية ستقام في جميع المحافظات السورية عدا محافظة الرقة (شمال) التي تعد المعقل الأساسي لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش".
وترفض دول عربية وغربية إضافة إلى المعارضة السورية، تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية، وتصفها بـ"المهزلة" و"انتخابات الدم"، كونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي" الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة.
في الوقت الذي يقول النظام إنه ينظم أول انتخابات تعددية في تاريخ سوريا، ويخوضها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد (ورث كرسي الحكم عن أبيه الراحل حافظ الأسد عام 2000)، كل من البرلماني ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري، مع توقعات مراقبين بفوز الأسد بأغلبية كبيرة.
ومنذ مارس/آذار 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم نظام بشار الاسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران بالشكل الرئيس.
وتقول إحصائيات للأمم المتحدة أن نحو 10 ملايين سوري من أصل عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5 مليوناً، نزحوا عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقتل فيه أكثر من 162 ألفاً في إحصائية أصدرها مؤخراً المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة ومقرها بريطانيا.