كشفت صحيفة التايمز اللندنية عن وصول أول دفعة من الجنود الليبيين للتدريب على أيدي القوات البريطانية.
واستقبلت قاعدة عسكرية تعود لأيام الحرب العالمية الثانية في منطقة كامبريدج شاير، الدفعة المكونة من 360 جنديا في دورة تدريبية مدتها 24 أسبوعا.
وتقول الصحيفة إن وصول الجنود واستقبالهم جاء رغم مخاوف من محاولة بعضهم طلب اللجوء في
بريطانيا في ضوء الظروف التي تمر بها
ليبيا هذه الأيام.
لكن البرنامج المتوقع أن يتم تدريب 1000 جندي ليبي من خلاله بدأ بداية غير موفقة، فقد قامت جماعة مسلحة محلية بالهجوم على معسكر تجميع الجنود قبل سفرهم لبريطانيا. وتم حرق كل ملابس الجنود العسكرية وجزء من المعسكر الذي يقع خارج العاصمة طرابلس. وقام المهاجمون بسرقة أجهزة كمبيوتر.
ويقول سامي العقوري "لم يعد لدينا زي بسبب الهجوم". ونقل عن العقوري وهو من مدينة بنغازي: "لم تعد الحياة كما كانت، ولم يعد بإمكانك الخروج مع زوجتك وأبنائك وأنت تشعر بالآمان".
لكن العقيد خالد عكاري الذي شارك في اختيار أفراد الدفعة يعتقد أن "الرجال يشعرون بالنشوة"، حيث يرى أن البرنامج مهم لهم لأن بعضهم جاء من بلدات وقرى في قلب الجنوب الليبي "فهذه هي المرة الأولى التي يسافرون فيها خارج البلاد، ومع ذلك فكلهم حماس للبرنامج".
ومع هذا فقد اعترف العقوري أنه يحبذ البقاء في بريطانيا في حالة السماح لعائلته بالحضور، ولكنه أضاف: "هدفنا الرئيسي هو فرض الأمن على ليبيا وجعل البلد أكثر أمنا".
وتم التأكد من هوية كل مشارك في البرنامج وملفه الأمني وذلك للتقليل من إمكانية هروب أي شخص بعد إكماله الدورة. ونقل عن مصدر في وزارة الدفاع "هناك مخاوف من محاولة بعضهم البقاء في بريطانيا".
ومع ذلك عبر الجنود عن تصميم على العودة والمشاركة في تحقيق الأمن للبلاد ومواجهة خطر القاعدة.
وقال محمد ساسي من مدينة سبها في الجنوب الليبي أن لا نية له بالبقاء في بريطانيا "ليبيا أحسن بلد، ولكنها بحاجة لبعض المساعدة وترتيبها وهو ما سنقوم بعمله".
وتم استئجار مترجمين لمساعدة 200 مدرب من الفرقة الثالثة الإسكتلندية لمساعدتهم بالتواصل مع المتدربين الليبيين.
وأكدت وزارة الدفاع أن قاعدة بيزينغ للتدريب جاهزة لتوفير أحسن وأفضل تدريب لأول مجموعة من الجنود الليبيين.