اعتبر النائب الثاني لرئيس
السيليكا (ميليشيات ذات أغلبية مسلمة) الجنرال محمد موسى دافان، أن نتيجة
التقرير الذي خلصت إليه لجنة التحقيق الدولية المكلفة بملف أزمة إفريقيا الوسطى الذي أشار لضلوع
الأنتي بالاكا (مليشيات مسيحية) والسيليكا في "جرائم ضد الإنسانية" هو "موثوق به".
وقال الجنرال دافان، في حوار مطول مع الأناضول، إن "نتيجة تقرير
الأمم المتحدة يتمتع بالمصداقية كونه صادرًا عن منظمة دولية محايدة حيال أزمة إفريقيا الوسطى".
وأضاف دافان: "لا يمكن إنكار أنه حصلت تجاوزات من كلا الجانبين (الأنتي بالاكا والسيليكا)".
وفي تصريحات سابقة، قال الناطق باسم السيليكا أحمد نجاد، إنه من "غير المنصف" وضع سيليكا وأنتي بالاكا "في سلة واحدة".
وأضاف نجاد: "أنتي بالاكا، هم المتهمون بأنهم أعداء السلام وأعداء القوات الدولية لدعم إفريقيا الوسطى. مقابل ذلك، لم تقم سيليكا بشيء سوى الدفاع عن نفسها، لا سيما وأنها لم ترتكب أبدا انتهاكات ضد مدنيين".
وفي تقرير سلّمته يوم 5 حزيران/ يونيو الماضي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قالت لجنة التحقيق الدولية المكلفة بملف أزمة إفريقيا الوسطى إن "أنتي بالاكا وسيليكا، ارتكبوا "جرائم ضد الإنسانية"، وإن إفريقيا الوسطى مهددة بـ "محرقة" إذا لم تقم المجموعة الدولية بالتحرك في الوقت المناسب.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد كلف اللجنة في كانون الثاني/ يناير الماضي بمتابعة ملف إفريقيا الوسطى.
وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/ آذار من العام الماضي، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ذات الغالبية المسلمة ومسلحو "أنت بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات، وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.