عبر ناشطو حقوق الإنسان في
مصر عن بالغ استيائهم، بعد انتشار فيديو لأحد الاعتداءات الجنسية التي حصلت في
ميدان التحرير أثناء
الاحتفالات بتنصيب السيسي رئيسا يوم الأحد. ويعرض الفيديو الذي لم يتجاوز طوله دقيقتين، حادثة اغتصاب جماعي لفتاة بعد تعريتها بشكل شبه كامل.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مواقع التواصل الإجتماعي امتلأت بالتعليقات حول الفيديو؛ فعلقت إحدى المشاركات (سوزي) بالقول إنه تم تحذيرها بأن هناك من هو أقوى منها بكثير ولكن لم يتحمل مشاهدة الفيديو. وتضيف أن على النساء في مصر محاربة هذا الواقع، ولن يتغير شيء قريبا، وخاصة بسبب تواطؤ الدولة.
وتقول سارة سعفان في تغريدة لها على "تويتر"، إنها لم تستطع مشاهدة أكثر من 28 ثانية.. وتضيف أن علينا أن نتوقع من الصراخ على الأقل وجود من يحاول مساعدتها، وإن كان شرطيا.
وتعلق سارة نجيب قائلة: "كم إحصائية وبحث نحتاج لنستنتج أنه ليس حادثا عابرا، إنما هو وباء؟".
وتقول ندى واصف: "يجب فعل شيء ويجب أن لا يسمح للحادث أن يمر هكذا".
أما دينا عادل فتقول: "لا أدري إن كان هناك أمل في نشر الوعي بخصوص الاعتداءات الجنسية في مصر. الطريق الوحيدة لإنهاء الاعتداءات هو أن تعاقب الدولة عليها عقابا شديدا".
بينما تقول هالة صفوت، إنها تبكي كلما تذكرت تلك المشاهد من الفيديو، وتقول إنه أسوأ اعتداء ضد امرأة في ميدان التحرير.
وساد اشمئزاز عام لما سماه عدد كبير من الناس بـ"وباء
التحرش الجنسي"، وغضب من فشل الشرطة في حماية النساء في منطقة من أهم المناطق العامة في القاهرة.
ووجه الكثيرون غضبهم نحو مقدمة البرامج على تلفزيون التحرير مها بهنسي التي سمعت وهي تضحك خلال حديث المراسلة عن الاعتداءات الجنيسة، وتعلق قائلة: "مبسوطين بقى.. شعب بهيص".
وكتبت مي السعدني في تغريدة لها: "لا أعرف أيهما أكثر إثارة للاشمئزاز الاغتصاب الجماعي والعنف الجنسي أم اعتبار المجتمع لها أمرا طبيعيا؟".
وقالت بهنسي يوم الاثنين، إنها لم تقصد مقاطعة التقرير ولكنها كانت فقط تعلق لضيوفها في الاستوديو، ولم تكن تعلم أن الميكروفون شغال، ولكن المراسلة سمر نجيدة علقت على هذا قائلة إن ما قالته يلقي بالشك على دقة المعلومات التي تنقلها المراسلة، كما أنه لا معني لما قالت، سواء كان الكلام موجها للمراسلة أم للضيوف في الاستوديو.
وعلقت الصحفية البريطانية من أصل مصري سارة كار، على صفحة "فيسبوك" الخاصة بها، بأن تعليق المذيعة بهنسي "يوضح بشكل جلي أن التحرش والاعتداء الجنسي في مصر مشكلة مستشرية".
وتساءلت كار: "لماذا قالت ما قالته؟" ثم قالت: "ربما لم تكن مستعدة لسماع ما سمعته، وربما لأنه تم تلقينها بأن مهمة الإعلام هو حجب الحقيقة كجزء من مجهود مصر أولا؟... وربما لأنها تعيش في مجتمع يعتبر جسد المرأة مقدسا ومحرما على الذكور الآخرين، ما دامت تحت نظر أحد أقاربها الذكور، وفيما عدا ذلك فإن جسدها يصبح مشاعا؟".
وقال الطبيب النفساني مصطفى حسين الذي عمل مع ضحايا التعذيب، إن محاولة الفصائل السياسية توجيه اللوم لمؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي فيها تعام عن وقوع مثل هذه الحوادث في كل التجمعات التي حضرتها أعداد كبيرة، بما في ذلك تجمعات دعت إليها المعارضة في الميدان.
وأجابت على هذا المختصة بعلوم السياسية سميطة بهوا، بأن القليل من هذه التجمعات كانت احتجاجات، وكانت في الغالب احتفالات كما حصل قبل سنوات خلال الاحتفال بالنصر في مباريات كرة القدم.
ولا تقتصر المضايقات الجنسية ضد النساء على التجمعات في الحضر، ولكن في القرى أيضا كما بين أحد أفلام الفيديو الذي أعدته مبادرة إذاعة الخدمات العامة العام الماضي.
وهناك فيديو أقل مجاملة أعدته زينب سابت في شهر آذار/ مارس واجهت فيه الشباب الذين يتعرضون للفتيات، ويلقون باللوم على الفتيات لأنهن يلبسن ملابس مثيرة.
ومع أن توجيه اللوم للضحية شائع في مصر، إلا أن الدراسة التي قامت بها الأمم المتحدة ونشرتها عام 2013 حول مشكلة التحرش في مصر، تشير إلى أن غالبية النساء اللواتي تعرضن للتحرش كن يلبسن لباسا محافظا.
وأشارت "المصري اليوم" في وقت متأخر يوم الاثنين بأن السلطات المصرية وصفت نشر فيديو الاغتصاب الجماعي في ميدان التحرير بأنه عمل إجرامي "يحث على الفجور".