لا يغطي الثناء الذي ناله الرئيس "
الإسرائيلي" الجديد روفي ريفلين من بعض أقطاب اليسار الصهيوني وامتداحهم "توجهاته
الليبرالية"، رغم انتمائه لحزب الليكود، المواقف المتطرفة التي يتبناها.
ويعتبر ريفلين أحد أبرز المتحمسين لاستمرار الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وتعميق الاحتلال العسكري هناك، علاوة على تشجيعه على الاستيطان في قلب المدن الفلسطينية في أرجاء الضفة الغربية، سيما الخليل.
وقد زار ريفلين، كرئيس للكنيست، الجيوب الاستيطانية في الخليل، التي يقطنها أشد المستوطنين تطرفاً للتضامن معهم، وأدى "الصلاة" في الجزء المخصص لليهود في "المسجد الإبراهيمي"، في خطوة استهدفت استفزاز الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة "هارتس" في عددها الصادر أمس الثلاثاء عن ريفلين قوله أن أقصى ما يمكن أن يؤيده هو منح حكم ذاتي محدود للفلسطينيين وتحت السيادة
اليهودية.
ويرى ريفلين أنه حتى تطبيق الحكم الذاتي المحدود للفلسطينيين سيستغرق وقتاً طويلاً، معتبراً أن كل من يتبنى غير هذا الموقف " فأنما يقول هراء".
ويبدي ريفيلن معارضة قوية حتى لخطوات محدودة مثل وقف تجميد محدود للاستيطان في أرجاء الضفة الغربية، علاوة على رفضه إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، حتى ضمن صفقات تبادل الأسرى، بوصف "عملاً غير أخلاقي".
وقد كتب المعلق الإسرائيلي عكيفا الدار في موقع "إسرائيل بلاس" صباح اليوم الأربعاء قائلاً: "لا يوجد شخص يمثل فكرة أرض إسرائيل الكاملة المنغلقة أكثر من ريفلين".
ويشير إلدار إلى أن ريفيلين كان من بين أكثر المعارضين لما جاء في خطاب "بار إيلان"، الذي ألقاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب تضمينه الحديث عن إمكانية القبول بدولة فلسطينية.
ونوه إلدار إلى أن تتبع سلوك ريفلين في الكنيست يدل على أنه صوت دوماً ضد أي مشروع يتضمن رمزاً لإمكانية القبول بدولة فلسطينية.
وأشار إلدار إلى أن ريفيلين ظل يدافع حتى عن الاستيطان اليهودي في قطاع غزة، في الوقت الذي كان فيه حتى معظم نخب اليمين تعارض تواصله.
وأوضح أن ريفلين برز عندما كان رئيساً للكنيست في توظيف كل أدوات النفوذ لديه في معارضته خطة "فك الارتباط"، التي انسحب الجيش "الإسرائيلي" بموجبها من قطاع غزة عام 2005، وكان من بين قيادات حزب الليكود، الذين أجبرت زعيم الحزب في ذلك رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون على الانسحاب منه وتشكيل حزب "كاديما".
وعلى الرغم من أن القانون يمنح الرئيس في إسرائيل صلاحيات رمزية، إلا أن عدداً من الرؤساء أثبتوا أن لديهم اقدرة على التأثير بشكل كبير على مسار الحياة السياسية، مثل الرئيس الحالي شمعون بيريس.
والمفارقة أن مواقف ريفلين المعلنة لم تمنح عدداً من قادة اليسار الصهيوني من تأييده بحماس، مثل زعيمة حزب العمل السابقة شيلي يحموفيتش.