أدانت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، الأحداث الأخيرة في
العراق، والتي أفضت إلى سيطرة مقاتلي "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (
داعش) على عدد من المناطق.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض الأمريكي، اليوم الخميس، "نعرب عن تعازينا لعوائل أولئك الذين قتلوا، ونؤكد التزامنا بمساعدة الشعب العراقي وهو يواجه الخطر الذي يمثله داعش ضد العراق والمنطقة".
وخلال الـ48 ساعة الماضية، سيطر تنظيم "داعش" على محافظة نينوي، وعاصمتها الموصل، ومدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، وذلك بعد 6 أشهر من سيطرته على مدينة الفلوجة، بمحافظة الأنبار (غرب).
وأضاف البيان أن "أفعال داعش الأخيرة في الموصل والمناطق المحيطة بيها تظهر مرة أخرى بأن هؤلاء المتطرفين لايريدون شيئاً غير الموت والخراب".
وأكد البيان "وقوف الولايات المتحدة إلى جانب القادة العراقيين بمختلف الاطياف السياسية وهم يشكلون الوحدة الوطنية المطلوبة للانتصار في معركتهم ضد داعش".
ولفت إلى عمل الإدارة الامريكية مع الكونغرس لدعم مشروع "صندوق دعم مكافحة الإرهاب، الذي سيوفر المرونة والموارد لمساعدة العراق في مواجهة تنامي خطر داعش".
وكان مجلس الأمن الدولي، أدان أمس الأربعاء، الأحداث الأخيرة في مدينة الموصل، شمالي العراق، التي أفضت إلى سيطرة مقاتلي "داعش" على المدينة.
وقال رئيس مجلس الأمن، السفير الروسي، فيتالي تشوركين، في تصريحات لصحفيين: "المجلس سيجتمع الخميس (اليوم) لينظر في اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة تطورات الوضع الحالي في العراق".
ولم يوضح رئيس مجلس الأمن طبيعة الإجراءات التي يعتزم اتخاذها.
وتلا تشوركين، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر يونيو/حزيران الجاري، بيانا علي الصحفيين، ذكر فيه أن "أعضاء المجلس أدانوا أيضا الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد الشعب العراقي الرامية إلي زعزعة استقرار البلاد والمنطقة، كما أعربوا عن تعازيهم العميقة لأسر الضحايا".
وبحسب تشوركين، جدد أعضاء المجلس التأكيد علي "دعمهم الكامل لشعب وحكومة العراق، وخاصة أولئك الذين تم تشرديهم بسبب هذه الأعمال الإرهابية، وأكدوا التزامهم بأمن العراق وسلامته والإقليمية، وأعربوا عن بالغ
القلق لفرار مئات الآلاف من منازلهم بحثا عن ملجأ في مناطق أخرى من العراق".
وأضاف: "استنكر أعضاء مجلس الأمن بشدة اخذ رهائن في القنصلية التركية وأصروا على العودة الفورية والآمنة لجميع الموظفين، كما أدانوا أعمال العنف ضد الممثلين الدبلوماسيين والقنصليين، وتعريض حياتهم للخطر".
وكانت الخارجية التركية أفادت في بيان لها، مساء الأربعاء، بأن عناصر داعش اخذوا 49 شخصا رهينة من القنصلية التركية في الموصل، ونقلوهم إلى مكان غير معروف، لافتة أن القنصل من بين الرهائن.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "القلق" إزاء سلامة حياة أفراد بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (يونامي)، في ظل سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على مناطق بشمال البلاد.
فيما عبر كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، عن "القلق العميق" إزاء تدهور الوضع الأمني في البلاد، ودعت وزيرة الخارجية الإيطالية إلى تقديم الدعم للعراق.
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجريك، قال في مؤتمر صحفي الأربعاء بمقر المنظمة الدولية في نيويورك: "الأمين العام والمنظمة الدولية قلقون للغاية ازاء سلامة أفراد بعثتنا في العراق".
وتابع: "يتابع السيد نيكولاي ملادينوف، رئيس بعثة يونامي، الوضع عن كثب في العراق، كما أن يونامي على اتصال مستمر مع السلطات العراقية والمجتمع الدبلوماسي في العراق بشأن الوضع الذي يشهد تطورا متسارعا".
ولفت دوجريك إلى أن "عدد من أفراد بعثة يونامي متواجدون في الموصل حاليا"، دون أن يذكر تفاصيل عن مصيرهم في ظل سيطرة داعش على المدينة.
وأضاف المتحدث أن "السلطات العراقية أبلغت وكالة الأمم المتحدة للاجئين بفرار الآلاف من العائلات العراقية من الموصل إلى مناطق آمنة في إقليم كردستان (شمال) العراق".
وتابع قائلا "يوجد 2500 عائلة عراقية في الموصل بلا مأوى منذ أمس، ويعيش معظم أفرادها في المدارس والمساجد".
وأضاف: "هناك أيضا ما يقدر بنحو 100 ألف نازح اتجهوا الي أربيل (في إقليم شمال العراق)، حيث تقوم مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بنصب الخيام وتوزيع مواد الإغاثة الأخرى الأساسية عليهم، كما تقدم منظمة اليونيسف وشركاؤها الدعم اللازم من المياه النقية وخدمات الصرف الصحي في المنطقة".
ومضى قائلا: "200 ألف شخص آخرين فروا إلي لدهوك (في إقليم شمال العراق)، حيث تقوم وكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني بتقديم الغذاء والماء والمأوى لهم".
وحذر المتحدث الرسمي من أن "هذه الموجة الجديدة من النزوح من الموصل ستؤدي إلى تفاقم أزمة النزوح الشديدة بالفعل في المنطقة".
ومنذ يناير/كانون الثاني من هذا العام، تشرد مئات الآلاف من العراقيين، لاسيما في محافظة الأنبار المضطربة (غرب)، وتسعي منظمات الإغاثة إلي تقديم المساعدات لهؤلاء المشردين، لكن الموارد محدودة للغاية.
وعبر كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، الأربعاء، عن "القلق العميق" إزاء تدهور الوضع الأمني في العراق ولاسيما في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوي (شمال).
وأدان البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع الوزاري الثالث بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بأثينا، "بأشد العبارات الموجة الأخيرة من الهجمات الإرهابية التي اوقعت العديد من الضحايا واجبرت الآلاف على الفرار من منازلهم".
وتابع البيان أن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية "يعربان عن تعازيهما لأسر الضحايا ويدعوان في هذه الظروف الحرجة جميع القوى الديمقراطية العراقية على العمل معا في اطار احترام الدستور العراقي للتغلب على التحدي الأمني واحترام إرادة المواطنين العراقيين".
وأكد الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية "التزامهما الحازم باحترام سلامة العراق ووحدته الإقليمية"، بحسب البيان.
فيما دعت وزيرة الخارجية الإيطالية، فيديريكا موغيريني، الأربعاء، إلى "ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي، الدعم للحكومة العراقية ضد التهديد الإرهابي".
جاء ذلك بعد لقاء عقدته مع وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، على هامش الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، في العاصمة اليونانية اثنيا.
وقالت موغيريني في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي الإيطالي "يجب تنشيط جميع الوسائل الثنائية ومتعددة الأطراف المتوفرة لدينا لتقديم المساعدة إلى الأشخاص الذين يعانون من الأحداث الراهنة'".
وحثت الوزيرة الإيطالية على "استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والسياسية'' لأن المرحلة الانتقالية التي تلي الحرب هي الأكثر صعوبة" ودعت إلى "تقديم الدعم للعراق بعد الانتخابات التي أجريت في سبيل تشكيل حكومة قادرة على توحيد البلاد وضمان الاستقرار، والأمن والازدهار الاقتصادي".