أبدى عدد من اللاجئينالسوريين في مخيم الأزرق، شرقي الأردن انزعاجهم من ارتفاع درجات الحرارة، علاوة على غبار الصحراء الذي يسبب المشاكل التنفسية للاجئين، حسب حديثهم لوكالة الأناضول.
فتحت الشمس الحارقة، وبين رمال الصحراء المتطايرة، يقطن أكثر من 8 آلاف لاجئ سوري في مخيم الأزرق للاجئين السوريين، وهو المخيم الذي افتتحته الحكومة الأردنية نهاية نيسان/ أبريل الماضي.
وبلغت تكلفة إنشاء المخيم 45 مليون دولار، وتصل طاقته الاستيعابية للمرحلة الأولى إلى أكثر من 50 ألف لاجئ، في حين تصل طاقته الاستيعابية الإجمالية، إلى 130 ألفا، حسبما أفاد مسؤولون بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين آنذاك.
التقى فريق الأناضول لاجئين بالمخيم، لم يمض على وصولهم للأردن سوى أسابيع قليلة، حيث اشتكى الكثيرون منهم من ارتفاع درجات الحرارة، التي تصل في بعض الأحيان إلى حدود لا يحتملها البشر، على حد قولهم، علاوة على غبار الصحراء الذي يصيبهم بمشاكل تنفسية.
وقال لاجئ أطلق على نفسه اسم "أبو مشتاق" إن "الصحراء التي بني عليها المخيم تتسم بقسوة طقسها الحار وغبارها الذي يتداخل لمساكن اللاجئين (الكرفانات) ويسبب مشاكل كثيرة لهم".
اللاجئة أم حسن، من محافظة حماة السورية، وهي أم لطفلين، أظهرت خوفها على أطفالها الذين لم يشفوا من أمراض مختلفة منذ دخولهم المخيم، محملة ظروف الطقس مشكلة الأمراض.
وفي الوقت الذي أظهر فيه غالبية اللاجئين عدم تأقلمهم مع ظروف الطقس، أكدوا أن ما دفعهم للقبول بالعيش بالمخيمات هو الأمن الذي تتمتع فيه إذا ما قورنت ببيوتهم بسوريا، التي لم ترحمها براميل البارود وصواريخ النظام السوري، حسب تعبيرهم.
كما أبدى اللاجئون رضاهم عن الخدمات المختلفة التي تقدم لهم في المخيم من تعليم وصحة وأماكن ترفيهية للأطفال، ووجود أسواق تحوي ما تحويه أسواق العاصمة عمان أو المحافظات المختلفة.
من جهته، قال مدير التعاون والعلاقات الدولية في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في الأردن، علي بيبي، لوكالة الأناضول، إن المفوضية والجهات التي عملت على بناء المخيم راعت ظروف الطقس ووضعت مساكن معزولة لمقاومة حرارة وبرودة الطقس.
وأشار بيبي إلى أن المخيم تم تجهيزه بمختلف البنى التحتية من صرف صحي وتمديدات المياه والمدارس والمستشفيات، وهو ما يميز هذا المخيم عن مخيم الزعتري، الذي دخله اللاجئون دون وجود بنى تحتية ليصار إلى إعدادها لاحقا.
وشكى لاجئون من رفض الأجهزة الأمنية للمخيم منحهم أي إجازات للخروج من المخيم أو كفالات للذهاب واستئجار مساكن في المحافظات والقرى.
ولم يتسن للأناضول الحصول على تعقيب من مدير المخيم عاطف العموش حول شكوى اللاجئين.
ويبلغ إجمالا عدد السوريين في الأردن أكثر من مليون و300 ألف، بينهم أكثر من 600 ألف مسجلين كلاجئين، ويعيش أكثر من 127 ألف منهم في المخيمات المخصصة لهم، بحسب إحصاءات رسمية.
ويوجد في الأردن خمسة مخيمات للسوريين، هي مخيم الزعتري، ومخيم الأزرق، والمخيم الإماراتي المعروف "بمريجيب الفهود"، ومخيم الحديقة في الرمثا، ومخيم سايبر ستي الذي يأوي عددا من فلسطينيي سوريا بالإضافة للاجئين سوريين.
والأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين منذ اندلاع الأزمة في عام 2011، وذلك لطول الحدود البرية بين البلدين، والتي تصل إلى 375 كم، وفيها عدد من المعابر الشرعية التي يدخل منها اللاجئون.