تدرس وزارة العدل في الحكومة
المصرية المؤقتة إنشاء دوائر متخصصة لنظر قضايا
التحرش، وهتك العرض، في وقت بدأت فيه
النيابة العامة نظر قضية تحرش حكومية اُتهم فيها مدير مكتب وزير المالية بالتحرش بسكرتيرته.
وقال المستشار مساعد وزير العدل المصري أحمد السرجاني، إن الوزارة تدرس إنشاء دوائر متخصصة لنظر قضايا التحرش وهتك العرض، بعدما أصبحت ظاهرة في الشارع المصري في خلال الفترة الأخيرة.
وفي سياق متصل، أمر مدير نيابة قسم ثان مدينة نصر، أحمد مجدي عبد الغني، باستدعاء مدير مكتب وزير المالية، لاتهامه فى واقعة تحرش بسكرتيرته داخل مكتبه بالوزارة.
وقررت المجني عليها في
التحقيقات أن المتهم تحرش بها في أثناء انشغالها ببعض الأعمال المكتبية، إذ وضع يده على أجزاء من جسدها، وتلفظ بإيحاءات جنسية، على حد قولها.
وبدأت الواقعة بتلقي قسم شرطة ثان مدينة نصر، بلاغا من موظفة تعمل سكرتيرة لمدير عام
وزارة المالية، تتهم فيه مديرا عاما في الوزارة بالتحرش بها داخل مكتبه.
جماعة ضد التحرش
إلى ذلك، تواصلت الجهود الأهلية في مواجهة هذه الظاهرة، حيث نظم عدد من النشطاء الشباب حملة في القاهرة باسم "جماعة ضد التحرش"، تسير في الشوارع لرصد أي حالة تحرش، وسرعة التعامل معها، مع وجود زي للجماعة مكتوب عليه من الخلف "جماعة ضد التحرش".
وتقوم الجماعة بضبط أي متحرش، والتعامل معه بوضع كلمة: "أنا متحرش" على الملابس التى يرتديها عن طريق "اسبراي" باللون الاسود، لا يمكن إزالته عن طريق الغسل.. وهو خاتم ضد التحرش".
وابتكرت الفتاة المصرية يمنى فرغلى "خاتما نحاسيا مزروعا به مجموعة من الدبابيس"، للتصدى لوقائع التحرش التي تتعرض لها الفتيات المصريات يوميا.
وقالت يمنى إن فكرة الخاتم بدأت منذ العام الماضي عقب حادث التحرش الجماعي بعدد من الفتيات بميدان التحرير، الأمر الذي دفعها لابتكار خاتم مصنوع من النحاس مطعم بـ"الدبابيس"، لمواجهة أي تحرش جسدي أو لفظي.
هاشتاج "#هنتحرش_بالرجالة"
كما أن ناشطات صممن وسما (هاشتاج) بعنوان: "#هنتحرش_بالرجالة"، تقدم الهاشتاجات الأكثر تداولا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في مصر، مساء الأحد، كتعبير عن سخريتهن من انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء.
وعبر المستخدمين الذين كتبوا تدوينات اختتموها بـ"#هنتحرش_بالرجالة"، عن سخريتهم من ظاهرة التحرش، وقالوا متندرين إن حل الأزمة يتمثل في التحرش بالرجال.
هاشتاج "#محدش_قالك"
وفي السياق، أطلق عدد آخر من النشطاء حملة جديدة لمواجهة التحرش من خلال هاشتاج "#محدش_قالك" الذي انتشر على تويتر أيضا، ولم يتم استخدامه لمواجهة المتحرشين فقط بل لمواجهة عيوب المجتمع كذلك.
"يوتيوب" يرفض طلب السيسي
وفي تطور ذي صلة، رفض موقع "يوتيوب" الطلب الذي تقدم به الجنرال عبد الفتاح السيسي، بحذف فيديو التحرش بالفتاة في ميدان التحرير.
وقالت إدارة الموقع إن المشاهدين والمستخدمين هم أصحاب القرار في بقاء أو حذف أي فيديو، عبر طلباتهم المباشرة لإدارة الموقع، وهو ما أوقع إدارة السيسي في حرج بالغ.
وفي الوقت نفسه قام "يوتيوب" بإخفاء معالم وجه السيدة التي تعرضت للتحرش في الفيديو، مشددا على أن الفيديو له إفادة صحافية.
وكانت رئاسة الجمهورية أصدرت بيانا السبت، أعلنت فيه أن موقع "يوتيوب"، أزال الفيديو، واستجاب للرغبة التي عبر عنها العديد من مؤسسات الدولة المصرية، والعديد من المواطنين المصريين في حذف مقطع الفيديو الخاص بواقعة التحرش، التي حدثت بميدان التحرير من الموقع، بحسب مزاعمها.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، السفير إيهاب بدوي، بأنه تنفيذا لتوجيهات السيسي فإن السفارة المصرية في واشنطن وعددا من الجهات المصرية طالبت إدارة موقع "يوتيوب"، برفع مقطع الفيديو الخاص بضحية واقعة الاغتصاب التي حدثت بميدان التحرير، وذلك بعد زيارة السيسي للضحية في المستشفى.
لكن موقع "مونيتور" الأمريكي للعلوم، أكد على أن إذعان "يوتيوب" للمسؤولين المصريين بحذف الفيديو كان سيؤدي إلى اتهام "يوتيوب" بالمساعدة على التستر على مشكلة الاعتداء الجنسي بمصر في ظل تعرض نحو 250 امرأة للتحرش الجنسي أو الاعتداء، في أثناء المظاهرات بميدان التحرير منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.
لماذا مظاهرات الإخوان بدون تحرش؟
وكانت الإعلامية هالة سرحان، هاجمت جماعة الإخوان المسلمين، بسبب عدم وجود تحرش أو اغتصاب في المظاهرات التي يقومون بتنظيمها.
وقالت -في مداخلة هاتفية على قناة "المحور" الفضائية-: "كل المظاهرات المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين بيحصل فيها تحرش دايما.. ليه كل المظاهرات اللي بيكون موجودين فيها الإخوان ما بيحصلش فيها تحرش، ولا اغتصاب، ولا أي حاجة"، في محاولة لاتهام أنصار الإخوان بالتسبب بأحداث التحرش، والاغتصاب.
ويُذكر أن مجلة "ELLE" الفرنسية، المهتمة بشؤون المرأة، أفردت صفحات عن ظاهرة التحرش التي أصبحت ظاهرة تهدد المجتمع المصري الذي وصفته بالـ"المحافظ".
ودللت المجلة على ذلك بدراسة نشرتها منظمة الأمم المتحدة عام 2013، بأن 99? من المصريات يتعرضن للعنف الجنسي.
وأضافت أن ميدان التحرير الذي شهد عام 2011 ثورة حقيقية، تطالب بالحرية وحقوق الإنسان، هو نفسه الذي يشهد حاليا حالات اغتصاب لتلك الحريات والحقوق عن طريق العنف الجنسي الذي يلحق بالمصريات، قائلة إن "النساء في مصر والعالم، ينتظرن ما سيقدمه الرئيس الجديد لوضع حد لظاهرة التحرش".