في الوقت الذي تحدثت فيه محافل "
إسرائيلية" عن تعهد
عباس بوقف إجراءات
المصالحة مع
حماس، قال وزير الاقتصاد الصهيوني نفتالي بنيت إن الجيش "الإسرائيلي" بصدد اتخاذ إجراءات بالغة الصعوبة ضد حماس.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، قال بنيت: "سنحرص على أن يكون وجود عناصر حماس دمارا وشؤما على كل فلسطيني يقترب منهم، بحيث يتضرر كل فلسطيني يكون بجوارهم".
وأضاف: "الحكومة المصغرة لشؤون الأمن اتخذت، مساء الاثنين، سلسلة قرارات وخطوات ضد حركة حماس، من شأنها أن تحوّل بطاقة العضوية في الحركة، إلى بطاقة إلى جهنم".
وأردف قائلاً: "قواعد اللعبة في مواجهة حماس تغيرت تماماً في أعقاب عملية الخطف، لدينا المعلومات التي تؤكد علاقة حماس بالعملية ونحن نعمل ضدها بكل قوة".
وكانت وسائل الإعلام الصهيونية قد كشفت النقاب عن أن إسرائيل تتجه إلى إبعاد العشرات من قادة حركة حماس إلى قطاع غزة، والشروع في تدمير منازل عناصرها، علاوة على جملة من الإجراءات الهادفة إلى "تجفيف منابع" الحركة المادية، إلى جانب التوسع في إغلاق مؤسساتها العاملة في أرجاء الضفة الغربية.
وفي ذات السياق، ذكر خبير الشؤون الاستخبارية يوسي ميلمان أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" في حل لغز اختطاف المستوطنين الثلاثة، إلا أنه لم يتمكن من إحداث اختراق يقربه من تحقيق هذا الهدف.
وفي مقال نشره صباح الثلاثاء موقع "معاريف أون لاين"، شدد ميلمان على أن "الشاباك" يحاول من خلال التحقيق مع العشرات من عناصر حركة حماس الذين ألقى القبض عليهم مؤخراً الحصول على معلومات تمثل طرف خيط جدي يمكن أن يؤدي إلى كشف ملابسات عملية الخطف.
وفيما يتعلق باعتقال قيادات حركة حماس في أرجاء الضفة الغربية، قال ميلمان إن اعتقال القيادات يهدف إلى تحقيق عدة أهداف، وهي: العقاب والردع، علاوة على محاولة استرضاء الجمهور "الإسرائيلي" الذي يستحسن مشاهدة قيادات حماس وهم يقادون إلى السجون.
وفي سياق متصل، كشفت قناة التلفزة "الإسرائيلية" الثانية، الاثنين، النقاب عن أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تعهد بعدم مواصلة تطبيق اتفاق المصالحة مع حركة حماس.
ونقلت القناة عن محافل رسمية "إسرائيلية" قولها أن عباس حرص على نقل رسائل بهذا المضمون إلى تل أبيب، منوهة إلى أن رئيس السلطة توعد بإجراءات صارمة ضد حماس في أعقاب انتهاء "إسرائيل" من تنفيذ عملياتها ضد الحركة.
من ناحيته أكد إسحاق هيرتزغ، زعيم حزب العمل المعارض المعلومات التي نقلتها القناة، مشيراً إلى أنه حصل على "تطمينات" من ديوان عباس بعدم مواصلة تطبيق اتفاق المصالحة مع حماس قدماً، مشيراً إلى أنه حصل على انطباع مفاده أن قيادة السلطة عازمة على إسدال الستارة على المصالحة مع حماس.
وشدد هيرتزوغ الذي كان يتحدث في القناة الثانية على مظاهر التعاون الأمني الكبير والواسع الذي تبديه السلطة في محاولاتها مساعدة "إسرائيل" في العثور على المخطوفين.
من ناحيته استهجن رئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورغ الحساسية الكبيرة التي أبدتها إسرائيل تجاه عملية الخطف، مشيراً إلى أن "الإسرائيليين" يتجاهلون حقيقة أنهم يختطفون المجتمع الفلسطيني بأسره.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الاثنين، قال بورغ: "عندما يداهم جنودنا المنازل فيعتقلون الآباء والأبناء والأشقاء، فأنهم عملياً يقومون بعمليات اختطاف بدون أي قدر من المشاعر والحساسية".