في الوقت الذي تواصل فيه استثمار مواقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس المنددة بخطف
المستوطنين، أكدت نخب سياسية وأمنية صهيونية على ضرورة توظيف الحرب التي تشنها الأنظمة العربية على جماعة "الإخوان المسلمين" في زيادة هامش المناورة أمام تل أبيب في الحرب التي تشنها حالياً على حركة
حماس.
وقال الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الحرب الصهيونية إن الحرب التي تخوضها مصر والسعودية ودول الخليج بشكل عام ضد "الإخوان المسلمين" تسهل على الكيان الصهيوني إدارة حربه ضد حماس، التي وصفها بأنها "تنظيم إرهابي متطرف وضع مهمة تصفية
إسرائيل على رأس أولوياته".
وفي مقابلة أجرتها معه صباح الخميس الإذاعة العبرية، أضاف جلعاد: "الإخوان المسلمون يسعون لإقامة إمبراطورية كبيرة، يطلقون عليها دولة الخلافة، وهذه الدولة ستقوم على أنقاض أنظمة الحكم المتحالفة مع الغرب وإسرائيل، ونظراً لأن حماس تمثل جزءاً من الإخوان المسلمين، فأن هناك حاجة لأن يتجند العالم، سيما الغرب في الحرب التي نشنها على هذا التنظيم".
وأوضح جلعاد أن "إسرائيل" بصدد تدمير البنية التحتية لحركة حماس في
الضفة الغربية نهائياً و"جباية ثمن كبير منها يلقى استحسان كل الفرقاء الإقليميين"، مشيراً إلى أن ما تقوم به "إسرائيل" ضد حماس أقل بكثير مما تقوم به مصر والسعودية ضد جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعتبر حماس جزءاً من تنظيمها العالمي.
وفي سياق متصل، ورغم إشادة الكثير من النخب الصهيونية بالتصريحات التي أدلى بها عباس أمام مؤتمر جامعة الدول الإسلامية في جدة، والتي توعد فيها منفذي عملية خطف المستوطنين، إلا أن ديوان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو اعتبر أن أوضح مؤشر على "صدق توجهات عباس يتمثل في إنهاء الشراكة مع حركة حماس".
ونقلت الإذاعة العبرية صباح الخميس عن مصدر كبير في ديوان نتنياهو قوله إن على عباس أن يتخلى عن المصالحة مع حماس فوراً "لأنه لا يمكن فهم خروج عباس ضد عملية الخطف، وفي ذات الوقت الموافقة على الجلوس مع حركة حماس".
وفي المقابل أشادت وزيرة القضاء تسيبي ليفني بموقف عباس، معتبرة أنه يمثل خطوة كبيرة على صعيد "نبذ الإرهاب"، مشيرة إلى أن أهمية تصريحات عباس تكمن في حقيقة أنها أقيت في مؤتمر علني.