قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري إن انجلاء غبار
المعارك كشف عن أن ما يجري في
العراق الآن
ثورة سنية على الظلم والتنكيل الذي مارسه "النظام الطائفي" في العراق ضدهم طوال السنوات العشر الماضية.
وأوضح الدويري لـ"عربي 21" أن العديد من وسائل الإعلام تسلط الضوء على "داعش" لأجندات خاصة بها ولإثارة العالم على ثوار العراق واستدعاء الخارج لتوجيه عمل عسكري ضد ثورتهم وإحباطها في أرضها.
ولفت إلى أن تنظيم الطريقة النقشبندية وكتائب ثورة العشرين والآلاف من مسلحي العشائر هم المتصدرون للقتال ضد "الجيش الطائفي"، ووجود "داعش" هو وجود ضمني داخل هذه المعركة وبأعداد ليست بالكبيرة.
وأشار إلى أن الأمور في العراق تتجه نحو الأسوأ بسبب الحشد الطائفي الذي تمارسه المرجعيات الشيعية من دعوات للتطوع والتدريب للشيعة لقتال أهل
السنة في مناطقهم تحت ذريعة صد "داعش".
وقال إن هذه التحشيدات هي وصفة لحرب أهلية يتحمل مسؤوليتها المرجعيات الشيعية والتي قامت بتجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 عاما، بالإضافة إلى فتية مراهقين، وزجهم في صفوف القتال.
ورأى الدويري أنه لا مخرج من الأزمة إلا بتوافق سياسي يبدأ برحيل المالكي الذي مارس طوال 10 سنوات سياسة الإقصاء والتنكيل بأوامر من "أسياده في قم".
ولفت إلى أن زحف المسلحين وتقدمهم في العديد من جبهات القتال في المحافظات العراقية أربك حسابات المراجع التي بدأ بعضها يدعو لحل سياسي وتشكيل حكومة توافقية بعد الفتاوى التي أصدروها لحمل السلاح وإشعال حرب أهلية.
وأضاف أن الاستعراضات العسكرية التي يقوم بها أتباع المرجعيات الشيعية أمثال مقتدى الصدر وعمار الحكيم وغيره هي من باب استعراض العضلات ومحاولة الحصول على حصة أكبر من الكعكة السياسية في العراق.
ولم يقلل الدويري من خطورة هذه الاستعراضات، وقال إنها تشكل استفزازا للسنة واستدعاء لمشكلات تاريخية منذ 1400 سنة لا شأن للمسلمين بها الآن مضيفا أن فضائيات
الشيعة الآن تمتلئ بالتحريض الطائفي ضد السنة وهو أمر كفيل بإشعال المنطقة بالحرب الأهلية.
وأوضح أن المشاركين في الاستعراضات العسكرية غالبيتهم من "الدهماء" وليسوا بمقاتلين واذا ما فرضت عليهم معركة فلن يكون بوسعهم الصمود فيها.
وكشف عن أن المجموعة الأولى من المتطوعين الشيعة الذين أرسلوا لقتال مسلحي العشائر فر نحو 250 منهم مع بدء القتال.
وحول اتساع رقعة المناطق التي يسيطر عليها "داعش" وآخرها معبر القائم الحدودي مع سوريا قال الدويري إن معبر البوكمال السوري المقابل للقائم هو بيد "داعش".
ولفت إلى أن وجود "داعش" في دير الزور والبوكمال ومناطق مجرى نهر الفرات يوفر له مخزونا بشريا كبيرا نظرا لعدد السكان على مجرى النهر، بالإضافة إلى مخزون مائي كبير، ما سيغير الجغرافيا السورية والعراقية وينشئ كيانا جديدا.
وأوضح أن هذا الواقع الجديد إذا ما تم واستقر فسيشكل عبئا على الأردن، إذ إن ملتقى الحدود الأردنية السورية العراقية ستتضخم مساحتها بشكل كبير، وهو ما سيفرض تغيير الخطط العسكرية الأردنية للتعامل مع الوضع الجديد.