بيرلوف: لابد أن يبرز نموذج ثالث مبني على التعددية في المجتمع والدين والفكر - عربي 21
قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في عموده بصحيفة نيويورك تايمز، الخميس، تحت عنوان "السيسي وداعش" إن العالم اليوم يشهد نموذجين للحكم في العالم العربي، وهما نموذج السيسي العلماني المستبد ونموذج داعش الديني المتشدد، وأن الاثنين سيبوءان بالفشل لأن كليهما يعتمد على القوة في الوصول إلى الحكم ولن يستطيعا تلبية مطالب العرب والمسلمين في توفير التعليم وفرص العمل والمساواة.
ووصف فريدمان داعش بـ "الميليشيا السنية المتعطشة للدماء"، كما وصف عبد الفتاح السيسي بالرئيس الذي بدأ ولايته بالحكم "المشين" ضد صحفيي الجزيرة، وهو ما جعل مصر "الدولة العظيمة تتصرف كدولة ضئيلة للغاية".
وأجرى فريدمان حوارا مع خبيرين في شؤون الشرق الأوسط أكدا على نفس الفكرة، حيث قال المحلل الإسرائيلي والباحث في جامعة تل أبيب أوريت بيرلوف، إن داعش والسيسي هما "وجهان لعملة واحدة". موضحا أن أحدهما (داعش) تعتبر "الإله" هو الحكم في جميع الشئون السياسية، أما الآخر (السيسي) فهو يضع الدولة بمنزلة الإله الحاكم، على حد قوله.
ويرى بيرلوف أنه يتعين على العالم أن ينتظر الجيل الجديد الذي سوف "يضع المجتمع في الوسط"، وهو الجيل الذي سيهتم بخدمة المجتمع وليس الدولة أو الإله.
ويرى بيرلوف أنه لابد أن يبرز نموذج ثالث مبني على التعددية في المجتمع والدين والفكر، بدلا من نموذج داعش الذي تحركه الحرب على "الكفار" وهم الشيعة من وجهة نظرهم، أو نموذج السيسي الذي تحركه الحرب على الإرهابيين وهم من وجهة نظر السيسي الإخوان المسلمون.
ويضيف فريدمان نقلا عن بيرلوف أن "العالم العربي يجب أن يتخلى عن أسطورة الدولة العسكرية (السيسي) أو الدولة الإسلامية (داعش) التي ستجلب الازدهار والاستقرار والكرامة. ولن تواكب المنطقة القرن الواحد والعشرين حتى تعترف أن النموذجين قد فشلا ولم يعودا قابلين للتطبيق".
ويضيف فريدمان أن المشهد الآن ليس قاتما بشكل كامل، فهناك نموذجان جديدان لدول مسلمة في الشرق الأوسط نجحت في بناء أسس لحكم ديمقراطي تعددي، وهما كردستان وتونس، ويؤكد فريدمان أنهما نموذجان حديثا العهد ولم تكتمل ملامحهما بعد، ولكنهما "نابعان من المجتمع".
كما يشير الكاتب إلى "الملكيات الناعمة" مثل الأردن والمغرب، التي تتيح هامشا من الحكم التشاركي، وتسمح نسبيا بوجود معارضة، ولا تنتهج نفس وحشية الحكم العلماني المستبد.
ويقول مروان المعشر، وزير خارجية أردني سابق وباحث في معهد بروكنجز، في حواره مع الكاتب إن "النموذج العلماني المستبد متمثلا في السيسي والنموذج الديني المتطرف متمثلا في داعش قد فشلا بالفعل، لأنهما لم يخاطبا الاحتياجات الحقيقية للشعوب وهي تحسين مستوى المعيشة ودمجهم في عملية صنع القرار، وهذه نماذج إقصائية لأنها تصور أنفسها على أنها تحتكر الحقيقة وأنها الحل لكل مشاكل المجتمع".
ولكن المعشر يضيف أن "الشعوب العربية ليست غبية"، وأن الخطابات الإقصائية سوف تأتي بنتيجة عكسية وسوف تؤدي إلى تجاوز الأيديولوجيات في المستقبل، والتطلع إلى سياسات احتوائية تعطي الفرصة لكل القوى كي تشارك في النظام، وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى الاستقرار والازدهار. وبالتالي يقول معشر إن "السيسي وداعش لا يمكنهما الفوز".
ويتابع المعشر أن الأمل في الجيل الجديد من الشباب الذين يمثلون 70 بالمائة من العالم العربي، أما الجيل القديم "فلم يتعلم شيئا من فشل عصر ما بعد الاستقلال في تحقيق التنمية المستدامة، ولم يفهم كذلك خطر السياسات الإقصائية".
ويختم فريدمان بالقول إن العراق التي تأسست في عام 1921 "ذهبت مع الريح"، وأن مصر التي شاهدناها في ميدان التحرير "قد ماتت فور ولادتها"، وعبر عن أمله أن يتبنى القادة في مصر والعراق فكرا تعدديا في السياسية والتعليم والدين، وهو الفكر الوحيد الذي يمكن أن ينجح، على حد قوله.
من يؤيد كلام اليهودي فريدمان هذا ، فهو مرتد عن الإسلام ، ولا يعرف معنى الألوهية التي هي الخضوع لله في امره وحكمه ، { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهما ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}. وقال تعالى : }{ يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به} . الديمقراطية تعني عبودية غير الله في التشريع ، فمن خضع لها فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه