بعد أقل من عام على مقالها بعنوان "يا سيسي.. إنت تغمز بعينك بس!"، الذي نشرته في جريدة "
المصري اليوم"، يوم 25 تموز/ يوليو 2013، كتبت
غادة شريف الثلاثاء 1 تموز/ يوليو 2014 مقالا بالجريدة نفسها تحت عنوان "وعادت الداخلية لأيامها السودة!"، تبشر فيه بثورة ثالثة في الطريق، بعد أن أصبح
السيسي رئيسا للبلاد.
ويعكس هذا التحول من النقيض إلى النقيض بالنسبة لهذه الكاتبة، حالة عامة، وليس ظاهرة شخصية، من ارتداد عدد كبير من داعمي السيسي من الكتاب والإعلاميين والشخصيات العامة عن تأييده، ودعمه، إلى نقده، بل والانقلاب عليه، لأسباب متباينة، بعد مرور أيام قليلة من توليه رئاسة البلاد بعد انتخابات صورية، وذلك بعد أن كانوا من أشد المتطرفين في مساندته.
فقد قالت غادة في مقالها الأول: "طالما السيسى قالنا ننزل يبقى هننزل.. بصراحة هو مش محتاج يدعو أو يأمر.. يكفيه أن يغمز بعينه بس.. أو حتى يبربش.. سيجدنا جميعا نلبى النداء.. هذا رجل يعشقه المصريون.. ولو عايز يقفِل الأربع زوجات، إحنا تحت الطلب.. ولو عايزنا ملك اليمين، ما نغلاش عليه والله.. أهو هنا بقى نطبق الشريعة"!.
وقد أثار هذا المقال استنكارا واسعا في المجتمع المصري، وصدمة لدى الرأي العام، واعتبره كثيرون إساءة لسيدات مصر، ووصفوه بالإثارة، وحذفته حملة السيسي من مقالات الدعاية له على موقعها إبان إعلانه ترشحه للرئاسة.
لكن غادة شريف كتبت في مقالها الجديد مؤكدة أن الشرطة المصرية "اعتبرت وصول السيسي للحكم تأشيرة عودة لبطشها".. مضيفة أنه: "إذا لم يحسم الرئيس هذا الأمر بحزم عاجل فبشره بثورة ثالثة في الطريق".
وسردت الكاتبة عددا من تجاوزات رجال شرطة المرور مع زملائها الصحفيين. وعقبت بالقول: "هذه الوقائع لا تعني إلا أن العنف هو تعليمات مدير مرور الجيزة، ولو استمر هذا الرجل في منصبه يوم زيادة فهذا يعني أن سياسة العنف معتمدة من الوزير شخصيا، وبالتالي كل ما نسمعه عن عودة التعذيب في السجون صحيح، وضرب المحتجزين بالأقسام صحيح".
وتحدثت عن شرطة المرور، مذكرة إياها بما حدث في
ثورة 25 يناير، من انسحابها من الشوارع. فقالت: "الحديث عن شرطة المرور التي لم ننس لها انسحابها من الشوارع بعد اقتحام السجون، ونزول المجرمين الشوارع!".
وكانت روت ما اعتبرته تجاوزا من شرطي المرور معها على خلفية الخلاف بينهما على عبور الإشارة، وقولها له: "إنت مش أخذتني مخالفة؟ جاي تتخانق معايا ليه؟"، ففاجأها بالقول: "إحنا رجعنا تانى".. متسائلة: "هل ما قاله الأمين (أمين الشرطة) هو نتيجة وقوفه في الشمس أم أنه ردد كالبغبغان ما يسمعه من رؤسائه: أيامنا رجعت تاني؟".