صحافة دولية

الغارديان: بلير يعمل مع السيسي نيابة عن الإمارات

توني بلير.. شريك الدمار في الشرق الأوسط - أرشيفية
توني بلير.. شريك الدمار في الشرق الأوسط - أرشيفية
كتب المحلل السياسي في صحيفة "الغارديان" شيموس ميلين عن علاقة تربط رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بنظام عبد الفتاح السيسي. 

وقال إن بلير وافق على تقديم الاستشارة لنظام السيسي الذي وصل للسلطة بعد انقلاب عسكري في العام الماضي.
 
وسيقوم بلير بمهمة المستشار ضمن برنامج تدعمه الإمارات العربية المتحدة التي تقف وراء الانقلاب ودعمته إلى جانب السعودية والكويت بمليارات الدولارات. 

ووعدت حكومة أبو ظبي بفتح الباب أمام "فرص تجارية" للمشاركين في البرنامج.

وعلمت "الغارديان" أن بلير، الذي يعمل أيضا مبعوثا للرباعية للشرق الأوسط سيقدم نصائح تتعلق بـ "الإصلاح الاقتصادي" بالتعاون مع وحدة المهام الخاصة الإماراتية  في القاهرة، والتي تدير مساعدات أبو ظبي المالية لحكومة السيسي. وهو قرار لقي انتقادات من حليف سياسي سابق لبلير.

وتدير وحدة المهام الخاصة الإماراتية شركة "إستراتيجي أند" التي كانت تعرف في السابق باسم "بوز أند كو"، والتي تعتبر جزءا من مجموعة "برايس ووترهاوس كوبرز"، وتهدف لتشجيع الاستثمار في الاقتصاد المصري الذي يعاني أزمات، وذلك قبل عقد مؤتمر الدولة المانحة الذي تموله دول النفط الغنية، السعودية الكويت والإمارات.

وجاء قرار بلير بالمشاركة في الدعم المالي الخليجي لنظام السيسي الذي قتل ما يزيد على 2500 شخص، واعتقل وسجن 20 ألف شخص.

ووصف الحليف السابق دور رئيس الوزراء السابق وتقديم النصح للنظام المصري بأنه قرار "يضر به وبإرث العمال الجدد" الذي يعتبر بلير أحد مهندسيه.

 ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم بلير قولها إن دعم الأخير هو" من أجل فتح الدعم الدولي لمصر" وليس من أجل "تحقيق مكاسب شخصية أيا كانت". ولن يحصل على أموال من مصر ولا أي من منظماته التابعة له.. وأضافت أنه "يقدم النصح، وسيقوم بعقد اجتماعات، هذا كل ما في الأمر". ومع ذلك فهو يعتبر عمل "إستراتيجي أند" في مصر مهما.

ويقول ميلين إنه يفهم من مراسلات مكتب بلير ودعمه للإصلاح الاقتصادي وبرامج الاستثمارات أن هناك "فرصا تجارية" مربحة في كل من مصر ودول الخليج والتي يتوقع أن يكون بلير جزءا منها. وتقول المتحدثة باسم بلير: "نحن لا نتطلع لأي فرص تجارية في مصر".

ونقل الكاتب عن شريك سياسي سابق لبلير قوله خلاف ما تحدثت عنه الناطقة باسم رئيس الوزراء، حيث قال: "تحول توني إلى المستشار القوي للسيسي ويعمل على خطة اقتصادية تقوم الإمارات العربية المتحدة بتمويلها. وتجمع بين الحرب الوجودية ضد الإسلاميين والفرص التجارية التي يسيل اللعاب لها، وهي عودة لنفس الدور الذي قام به وقدمه لجورج بوش في حرب العراق".

وأضاف الشريك السابق: "إنه نموذج تجاري مربح" ولكن "عليه أن لا يفعل هذا، لأنه يضع نفسه في مصيدة نظام يقوم بسجن الصحافيين، وهو يهبط عميقا وعميقا في الحفرة التي حفرها لنفسها والمشاركين معه".

ويضيف ميلين أن أليستر كامبل، مدير مكتب اتصالات بلير الذي استقال  عام 2003 على خلفية فضيحة الملف سيئ السمعة  حول حرب العراق يقدم هو الآخر النصح للسيسي، خاصة فيما يتعلق بتحسين صورة نظامه في الغرب ويتلقى الدعم المالي مقابل ذلك، مع أنه رفض التصريح يوم الأربعاء بما يؤكد أو ينفي عمله لصالح "استراتيجي أند".

ومثل رئيس الوزراء السابق زار القاهرة في بداية هذا العام ضمن برنامج مولته دول الخليح من أجل تعزيز النظام، دارين ميرفي الذي عمل مع بلير في مقر الحكومة البريطانية، وهو جزء من البرنامج المذكور.

وقالت المتحدثة باسم بلير إن رئيس الوزراء السابق مستعد لتقديم أشخاص في القاهرة إذا كان هذا مساعدا. لكن مراقبين يقولون إن "فريق المهام الخاصة" الذي شكلته الإمارات في القاهرة تحول لحكومة ظل داخل الحكومة المصرية. 

ومنذ خروجه من السلطة في عام 2007  حصل بلير والشركات التابعة له على سلسلة من العقود التي تقدر بالملايين لتقديم الاستشارة لشركات خاصة وأنظمة ديكتاتورية وقمعية تضم قازخستان والكويت والإمارات العربية المتحدة وكولومبيا، وتضم صفقة لتقديم النصح للشركة السيادية التابعة لحكومة أبو ظبي "مبادلة".
 
ولكن تعاونه ودعمه للنظام الديكتاتوري المصري سيكون الأكثر إثارة للجدل، ليس لأنه أطاح  بنظام منتخب ديمقراطيا ولحجم الدم الذي سفكه هذا النظام، ولكن لدور مصر في الشرق الأوسط حيث يعمل بلير مبعوثا خاصا للرباعية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا.

وفي الأسبوع الماضي دعت مجموعة من السفراء البريطانيين السابقين لتنحية بلير عن مهمته، وانضم إليها عدد من المسؤولين والرموز السياسية والفكرية الذين قالوا إن ما حققه بلير خلال سبعة أعوام من تكليفه بالمهمة "لا قيمة له" وبسبب دعمه للجيش المصري وسوريا وعدم وضوح العلاقة بين دوره العام كمبعوث ومصالحه التجارية الخاصة في الشرق الأوسط. 

ونقل عن كريس دويل من  جمعية التفاهم العربي – البريطاني (كابو) قوله إن مصالح بلير التجارية ومهامه كمبعوث للشرق الأوسط تتناقض فيما بينها وتخلق تضاربا في المصالح.

وكان بلير قد هنأ السيسي على فوزه في الانتخابات التي عقدت في نهاية أيار/ مايو وقال إنه يستحق دعم المجتمع الدولي. وفي نيسان/ إبريل أشار للإخوان المسلمين وبقية الإسلاميين على أنهم العدو الذي يجب أن يحاربه الغرب، ودعا الشرق والغرب للاتحاد، واعتبر الإطاحة بمحمد مرسي "الإنقاذ الضروري المطلق للأمة". وهو نفس موقف الدول الاستبدادية في كل من الإمارات والسعودية  التي تقوم بتمويل السيسي وتنظر لنفسها على أنها رأس الحربة ضد الإسلام السياسي. 

وأدت ضغوط كل من الإمارات العربية المتحدة والسعودية على ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني إلى إجراء تحقيق في نشاطات الإخوان المسلمين والمزاعم في تورطهم في أعمال متطرفة بداية هذا العام. وقام بلير بتكليف جهة بإعداد تقرير عن الإخوان المسلمين، ونيابة عن الإمارات كما يقال.

وأكد مساعدون لبلير الأسبوع الماضي أنه يخطط لفتح مكتب له في أبو ظبي حيث يقال إن علاقاته وطيدة مع ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد. 

ويقول الكاتب إن تعاملات بلير واستشاراته تدار من خلال شبكة من الشركات والشراكات التي تسمح له بتجنب نشر حسابات كاملة، ولكنه حقق حسب بعض التقارير العام الماضي 20 مليون جنيه إسترليني.
التعليقات (0)