أعلن الائتلاف السوري المعارض أن مدينة
حلب في شمال
سوريا باتت مطوقة، مشيرا إلى استعدادات قوات النظام لاقتحامها، وذلك بعد أيام من سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة دير الزور في شرق البلاد، منتزعة إياها من سيطرة كتائب
المعارضة المقاتلة.
وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لؤي صافي في تصريح نشر الأحد على الموقع الإلكتروني للائتلاف: "ثمة تكامل واضح بين جيش الأسد وحليفه داعش اللذين يسعيان بتوقيت زمني واحد للسيطرة على المناطق المحررة دون حدوث أدنى اشتباك بين الطرفين".
وأضاف: "الوضع العسكري حرج للغاية، وتطويق حلب أصبح واقعا".
وعزا تراجع مقاتلي المعارضة في عدد من المناطق السورية إلى "عدم جدية المجتمع الدولي ومنظومة أصدقاء سوريا والتخاذل في دعم الثورة على الصعيد العملي"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة حتى الآن، ما زالت تمنع وصول الأسلحة المتطورة للجيش الحر من أجل التصدي لإرهاب الأسد والتنظيمات المتطرفة التي شرعت بالتنسيق معه بالتمدد داخل المدن المتمردة على استبداد النظام".
ويأتي هذا التصريح بعد التقدم الذي أحرزته القوات النظامية السورية خلال الأيام الماضية، شرق حلب، إذ سيطرت على أجزاء واسعة من المدينة الصناعية، عند المدخل الشمالي الشرقي لحلب الذي يعتبر خطا أساسيا للمعارضة بين مدينة حلب وريفها.
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الأحد أن جيش النظام السوري يقف "على عتبة تحقيق إنجاز آخر بتطهير مدرسة المشاة (شمال شرق حلب) التي تمهد له الطريق للتقدم نحو قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، بوابة الدعم اللوجستي للمسلحين عبر تركيا".
وكان رئيس هيئة الأركان العامة للقوى الثورية والعسكرية السورية (الجيش الحر) العميد عبد الاله البشير وجه السبت نداء حذر فيه من "كارثة" بعد التقدم الذي أحرزه تنظيم "داعش" من جهة وقوات النظام من جهة أخرى.
وقال في بيان مصور نشر على موقع "يوتيوب": "لا بد أنكم تسمعون من خلال شبكات الأخبار ما يحصل في مناطقنا التي حررها ثوارنا وبذلوا فيها أزكى الدماء لتطهيرها من ميليشيات الاسد خاصة في دير الزور وحلب وريفهما. فبعدما قدمنا آلاف الشهداء لتحرير هذه المناطق من تنظيم داعش الإرهابي الذي لم يحارب نظام الأسد قط، وكنا قد دحرناه وأجبرناه على الانسحاب والخروج من أراضينا.. ها قد أتى التنظيم الإرهابي بالدعم والمال والسلاح من العراق، فوقعت دير الزور في قبضته وأصبحت حلب بين فكي كماشة النظام وداعش".
وتسيطر الكتائب المقاتلة ضمن المعارضة المسلحة على الأحياء الشرقية في مدينة حلب وبعض الشمالية منها.
ومن شأن سيطرة النظام الكاملة على المدينة الصناعية ومدرسة المشاة ومخيم حندرات المجاورين قطع طريق اساسي -وإن كان ليس الطريق الوحيد- على المعارضة إلى ريف حلب الشمالي المحاذي لتركيا.
بينما بات قسم من الريف الشرقي لحلب من مدينة الباب في اتجاه محافظتي الرقة ودير الزور بين أيدي "داعش".
من الجهة الجنوبية الشرقية، يتواجد النظام في السفيرة وخناصر، كما يتواجد في الأحياء الجنوبية لمدينة حلب.
وبالتالي، لا منفذ لمقاتلي المعارضة الذين يتواجدون بشكل محدود في بعض الأحياء الغربية للمدينة التي يمكن منها الولوج إلى محافظة إدلب.