أعلنت غرفة
عمليات أهل الشام عن مقتل العشرات من قوات النظام، بعملية تفجير سيارة مفخخة في أحد الأبنية في المدينة الصناعية، وذلك كرد أولي على سقوط المدينة الصناعية بيد قوات النظام.
وأوضح المصدر نفسه أن
جبهة النصرة التي انضمت إلى غرفة عمليات أهل الشام هي من قامت بالعملية العسكرية.
وفي سياق متصل، قامت النصرة بعملية عسكرية في خناصر جنوب مدينة حلب، حيث اسطاعت أن تسيطر على حاجز برج التغطية في المدينة بالقرب من منطقة أثريا، وقتلت أكثر من 40 عنصراً من قوات النظام، وذلك بعد إطباق النظام سيطرته على المدينة الصناعية.
وفي ذات السياق أرسلت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في
سوريا رتلا عسكريا ضخما مؤلفا من 500 عنصر وآليات عسكرية وسلاح ثقيل وذخيرة، إلى مدينة حلب، حيث اتجه الرتل العسكري من مدينة دير الزور مرورا بصحراء حمص إلى مدينة خناصر، في حين أعلن تنظيم
داعش عن نصب كمين لرتل النصرة القادم من حمص، وقال إنه أوقع خسائر كبيرة في الرتل، ولكن دون تعليق يذكر عما حصل من قبل جبهة النصرة.
وأكدت مصادر لـ "عربي21" أن الرتل وصل إلى منطقة خناصر، وبدأ العمل في الريف الجنوبي بغية قطع طرق إمداد قوات النظام عن حلب.
وقال الناشط الإعلامي ماجد عبد النور لـ "عربي21"، إن "جبهة النصرة أكثر فصيل عسكري يقدم الآن لمدينة حلب، ويعمل لأجل عدم إطباق الحصار من قبل النظام، وأنا لا أنفي دور الفصائل العسكرية وما قدمته، لكن في هذه اللحظات المريرة على حلب فإن جبهة النصرة هي التي تعمل وهي التي تضرب النظام بيد من حديد، وذلك بالرغم من وضعها العسكري الصعب في دير الزور مع تنظيم داعش".
وأضاف عبد النور، أن جبهة النصرة "هي الآن آخر من بقي صامداً في المناطق الشرقية في مدينة حلب، ولحق بها خسائر كبيرة عند سيطرة قوات النظام على المدينة الصناعية".
وقالت مصادر من داخل جبهة النصرة، إنها بدأت تحشد قوة عسكرية ضخمة لعمل قوي ومرتقب في مدينة حلب، حيث ستقوم بالعمل بعناصرها المتواجدة في المدينة بعد أن تقوم بحشدهم وجلب التعزيزات من خارج مدينة حلب، وسيكون العمل لضرب مواقع والسيطرة على أخرى لقوات النظام، ولإيقاف زحف النظام إلى الريف الشمالي أو الخطر المحدق بحصار المدينة وقطع حلب عن ريفها.
يشار إلى أن جبهة النصرة من أول الفصائل العسكرية التي قامت بإنشاء معسكرات تدريبية للمقاتلين المنتسبين إليها في مدينة حلب، حيث توقفت هذه المعسكرات بعد الاشتباكات العنيفة التي خاضتها مع تنظيم داعش في دير الزور. والآن تدرس الجبهة إعادة تفعيل تلك المعسكرات والعمل على إعادة ترتيب الأوراق والخروج بالتنظيم كما كان في السابق في مدينة حلب، وبالأخص بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت به بعد الاشتباكات الضارية مع قوات النظام ومع تنظيم داعش.
ويذكر أن جبهة النصرة هي الفصيل الإسلامي الوحيد المبايع لتنظيم القاعدة في سوريا، حيث انشق عنه تنظيم الدولة وأعلن الخلافة، وطالب الأخير جبهة النصرة بالمبايعة، ورفضت ذلك على لسان قائدها أبي محمد الجولاني.
ومنذ ذلك الحين بدأت الاختلافات تتزايد بين التنظيمين، أو بين الزعيمين البغدادي والجولاني، حتى وصلت إلى حد الاشتباك العسكري فيما بين الفريقين.