تحول مؤتمر "الشبيبة الاتحادية" إلى ساحة حرب حقيقية، بعد استخدام غاز "الأكريموجين"
المسيل للدموع، والهراوات والكراسي لحل الخلاف بين أعضاء
مؤتمر شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، أكبر
حزب يساري في
المغرب، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المؤتمرات الحزبية المغربية.
وكان من نتائج المواجهات نقل أزيد من ثمانية مؤتمرين إلى المستشفى بسب الاختناق، الناجم عن رمي قنبلة غاز داخل قاعة المؤتمر، ما دفع عددا من المؤتمرين إلى محاولة توقيف المسؤول عن رمي القنبلة، الذي كان بدوره محميا من عدد من رفاقه، لتندلع اشتباكات استعملت فيها الكراسي والهراوات.
وعلمت "عربي21" أن المؤتمر الوطني الثامن لشبيبة ا?تحاد ا?شتراكي للقوات الشعبية، الذي جرى على امتداد يومي السبت والأحد بمركب مولاي رشيد بسلا، تحت شعار "التزام دائم مع الشباب من أجل الحرية والديمقراطية ضد ا?ستبداد والرجعية "، تم تعليقه بعد العنف غير المسبوق الذي شهده.
وتابع أحد أعضاء لجنة رئاسة المؤتمر، في تصريح لـ"عربي21"، بأن "الصراع انفجر حينما حاولت حسناء أبو زيد، البرلمانية الصحراوية، وعضو المكتب السياسي للحزب، توزيع لائحة بين المؤتمرين بشكل سري، تدعي أنها "توافقية"، أقصت فيها جميع الوجوه المعروفة في الشبيبة".
وأكد المسؤول في رئاسة االمؤتمر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "حسناء أبو زيد، الملتحقة حديثا بالحزب، والتي لا تملك أي صفة لحضور المؤتمر، قدمت لائحة مكونة من جميع جهات المغرب، واقترحتها لشغل عضوية اللجنة المركزية، التي تعد برلمان الشبيبة الاتحادية، تبين أنها إقصائية وغير توافقية".
وشدد المصدر ذاته، على أن "المؤتمرين فور علمهم بمخطط القيادية حسناء أبو زيد قرروا معاقبتها ورفض لائحتها، وعدم التصويت على الأسماء التي اقترحتها".
وأوضح المتحدث، أنه "في الوقت الذي بدأ فيه التوافق يسود داخل المؤتمر على لائحة أخرى غير التي اقترحتها حسناء أبو زيد، قرر المحسوبون على النائبة البرلمانية نسف المؤتمر، لتندلع المواجهات مسببة رفع أشغال المؤتمر، وتأجيله إلى موعد لاحق".
وأعرب المتحدث نفسه، عن أسفه "لوصول حزب الاتحاد الاشتراكي إلى هذا المستوى في التعاطي والتعامل"، معتبرا أنه "لم يكن الخلاف على رؤية أو على فكرة أو برنامج، بل كان على شغل مقعد داخل برلمان شبيبة حزب لا أقل ولا أكثر".
وسجل القيادي في الشبيبة الاتحادية، على أن ما جرى مساء الأحد مؤشر على أن حسناء أبو زيد بدأت تمد يدها على الحزب، وهي التي لم تلتحق به إلا قبل سنوات قليلة، وليس مستبعدا أن تكون غدا سيدة حزب الاشتراكيين في المغرب".
وكان من ضحايا المواجهات حنان رحاب القيادية في الحزب وعضو المكتب السياسي، التي أصيبت بدورها بلكمة قوية على الوجه، أصابتها في ا?نف وتسببت لها بنزيف حاد.
واتهم الحسين الحسني رئيس المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاتحادية، من سماهم بـ"بعض المندسين الذين لا يحملون شارة مؤتمر ولا أية صفة لحضور المؤتمر، والذين استغلوا الأجواء الديمقراطية والمفتوحة لمؤتمر متميز بالحوار الجاد والنقاش الرزين، محاولين نسفه مستعملين في ذلك وسائل الترهيب".
وتابع الحسين الحسني في بلاغ صادر عنه مساء الاثنين، 07 تموز/ يوليو 2014، حصلت "عربي21" على نسخة منه: "تربأ الشبيبة الاتحادية أن تنسب الأحداث إلى أي عضو منها، كان آخرها هو نسف الجلسة الختامية التي كان سيعلن فيها عن مشروع لائحة أعضاء اللجنة المركزية المتوافق عليها من خلال استعمال غاز الأكريموجين".
وذهب رئيس المؤتمر الثامن للشبيبة الاتحادية، إلى أنه "أمام هذا الوضع وحرصا منا كرئاسة للمؤتمر ولضمان نجاح ما تبقى من أشغال مؤتمرنا، قررنا تعليق أشغاله، والذي نعتبر أن نتائجه ستكتمل بانتخاب اللجنة المركزية في الأيام القليلة المقبلة، والتي سنعلن عنها في بلاغ آخر لرئاسة المؤتمر".