أطلقت مديرية
الدفاع المدني في مدينة حلب نداء استغاثة لجميع الجهات، من أجل توفير المعدات والآليات اللازمة للعمل، متهمةً
الائتلاف بالتقصير في دفع رواتب العاملين في المديرية ورواتب عائلات الضحايا الذين قتلوا أثناء عملهم.
وقالت المديرية في بيان لها إنها تعلن عن إفلاسها تماماً، بسبب عدم توفر أية أموال في مكتبها المالي وعجزها عن تغطية نفقاتها التشغيلية من وقود وتكاليف صيانة وما إلى ذلك.
وأوضحت المديرية أن إفلاسها جاء بسبب عدم قيام وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف الوطني السوري بصرف المبالغ المالية المستحقة، ولدى المطالبة المتكررة بتلك المبالغ كان رد وحدة تنسيق الدعم أن سبب عدم صرف المبالغ يعود لعدم قيام مديرية الدفاع المدني برفع كشوف المصاريف المطلوبة.
في حين أكدت المديرية أنها أرسلت لوحدة التنسيق كشوفاً بقيمة ثمانين ألف دولار أمريكي، لم تقدم لهم الوحدة منها سوى مبلغ لا يزيد على عشرين ألف دولار أمريكي، وبالتالي فإن كشوفاً بقيمة ستين ألف دولار تم رفعها ولم تصرف للمديرية، حسب بيان المديرية.
وتؤكد مديرية الدفاع المدني أن عناصرها سيستمرون في عملهم الإنساني مهما كانت الظروف صعبة ومحبطة، ولن يتخلوا عن القيام بواجبهم، مشيرة إلى أنها ستواصل العمل، وحتى وإن اضطرت لفتح صناديق للتبرع فإنهم سيثبتون على أدار واجبهم الإنساني.
وكانت مديرية الدفاع المدني بحلب قد نشرت ذات البيان على شكل تسجيل مرئي منذ حوالي أسبوع، حيث قال الشاب الذي يظهر في الفيديو ويرتدي زي عناصر الدفاع المدني أن حجة الائتلاف قبل الآن لم تكن الكشوفات بل كانت عدم توفر المال لديه.
يذكر أن عناصر من الدفاع المدني قاموا منذ أسابيع بوقفة احتجاجية في أحد أحياء حلب، حاملين لافتات ولوحات تعبر عن استيائهم من طريقة التعامل معهم، وقالوا إنهم يطالبون برواتب عائلات زملائهم الذين قتلوا أثناء تقديم واجبهم المهني.
وقتل العديد من عناصر فرق الإنقاذ أثناء عملهم لدى قصف النظام لمواقع تواجدوا بها بعد قصفها للمرة الأولى، وبحسب المحتجين فإن الائتلاف رفض دفع رواتب عائلات الضحايا.
وحمل المحتجون لوحات كتب عليها: "لن نقبض رواتبنا قبل أن يقبضها الشهداء"، وقال المحتجون: "راتب عنصر الدفاع المدني لا يتجاوز المائة دولار، في حين أن راتب أصغر مستخدم في الحكومة المؤقتة في مدينة غازي عنتاب التركية يتعدى الألف دولار".
وفقدت فرق الدفاع المدني بحلب عشرات العناصر خلال الشهور الأخيرة نتيجة الهجمة العنيفة التي تقوم بها طائرات النظام السوري على المدينة وريفها، حيث تقصف الأحياء الحلبية منذ حوالي عام بالبراميل المتفجرة من المروحيات والصواريخ الفراغية من الطيران الحربي، الأمر الذي أدى لسقوط آلاف الضحايا وتدمير أكثر من أربعين بالمائة من الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
وتعاني تشكيلات الدفاع المدني من نقص في المعدات اللازمة للعمل الإنساني، وبحسب أبو محمد أحد عناصر الفريق، فإن عملية إخراج الجثث أو الجرحى من تحت
الأنقاض تحتاج إلى معدات ضخمة من تركسات وبلدوزرات غير متوفرة لديهم، ويضطرون غالباً إلى أن يعملوا بأدوات بدائية وبأيديهم، في ما وصفه بالأشغال الشاقة لساعات طويلة لإنقاذ بعض الجرحى.
والعمل بهذه الطريقة حسب أبي محمد يؤدي لأمرين خطيرين جداً؛ أولهما هو انخفاض احتمال
إخراج الضحايا أحياء من تحت الأنقاض، وثانيهما أن النظام يقصف منطقة وهو يعلم أن الأهالي وفرق الدفاع المدني سيتجمعون فيها لإنقاذ الضحايا، فغالباً ما يعاود قصفها بعد نصف ساعة أو ساعة ليسقط ضحايا جدد من عناصر الدفاع المدني والمدنيين الذين يقدمون لهم المساعدة في عمليات الإنقاذ.