تتواصل الاشتباكات لليوم السادس على التوالي بين مقاتلي
وحدات حماية الشعب الكردية وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) في الريف الغربي من مدينة كوباني الواقعة شمال شرق
حلب، بعد إعلان الأكراد عن النفير العام خلال الأسبوع الماضي من قبل الهيئة التنفيذية في الإدارة الذاتية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (بي إيه دي) الذي يسيطر فعلياً على معظم
المناطق الكردية في شمال وشمال شرق
سوريا.
ودعت الهيئة التنفيذية كل من يستطيع حمل السلاح إلى الالتحاق بوحدات حماية الشعب التي وصل عدد قتلاها نتيجة هذه الاشتباكات إلى أكثر من 10 قتلى من بينهم 5 مقاتلين قضوا بتفجير إرهابي على حاجز لهم جنوب كوباني بالقرب من شركة "غوريش" التركية لصناعة الإسمنت سابقاً، حسبما أكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي في وحدات حماية الشعب.
وذكر البيان "قيام مجموعات إرهابية أخرى بإرسال دراجة نارية مفخخة إلى حاجز قرية كورك شرق كوباني مساء أمس، إلا أن وحدات حماية الشعب تمكنت من تفجيره قبل وصوله إلى الحاجز" .
وأفاد ناشطون من داخل مدينة جرابلس لـ"عربي 21"، بأن القرى الكردية التابعة لبلدة الشيوخ في الريف الغربي من كوباني تتعرض لقصف مدفعي من قبل تنظيم داعش الذي استخدم سلاحاً ثقيلاً في ثلاث قرى كردية هناك، بعد أن وصلت إليه إمدادات جديدة إزاء سيطرته على أجزاء واسعة من شمال العراق، ما اضطر الأهالي إلى النزوح باتجاه تركيا ومدينة كوباني، وبخاصة بعد أن أقدم التنظيم على ارتكاب مجازر بحقهم.
ومن جهته، إبراهيم برو، سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا الذي يعتبر من أكثر الأحزاب الكردية تأثيراً على الساحتين الكردية والسورية، كتب على صفحته الشخصية على فيسبوك: "منذ عدة أيام نتابع تفاصيل الهجمة البربرية من قبل تنظيم داعش على الريف الغربي لمدينة كوباني بعد سقوط 3 قرى كردية هناك واستشهاد 20 شخصاً بين مدني وعسكري" على حد قوله.
وأضاف: "لقد تم نهب وسرقة ممتلكات الأكراد من السيارات والجرارات الزراعية والأغنام والأموال".
وأوضح برو في منشوره أن التنظيم قام بنحر مواطن كردي هناك، وأشار إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يدق فيها ناقوس الخطر، لذا يجب على مجلس شعب غربي كردستان التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (بي يه دي) بمراجعة حساباته بعد تهجير الكورد والحصار الذي تتعرض له معظم المدن الكردية من قبل التنظيم".
وعن آلية حل لهذا الوضع، فقد بين برو أنها "مسؤولية تاريخية لا يجوز لطرف واحد أن يقرر مصير الشعب الكردي، فقد حان الوقت لحزب الاتحاد الديمقراطي أن يوفّر المناخ الكردي عن طريق إطلاقه لسراح كافة المعتقلين السياسيين لديه، ووقف حملات التخوين بحق المناضلين الأكراد وفتح معبر سيمالكا الحدودي بين سوريا وإقليم كردستان والمباشرة بالخطوات العملية لتوحيد الصف الكردي في سوريا".
من جانبها، نفت مصادر خاصة لـ"عربي 21" في كوباني عن دخول تنظيم داعش إلى داخل (المدينة) وأكدت أن هذه الأنباء عاريّة عن الصحة، كما أنها أفادت باندلاع اشتباكات جديدة في الريف الغربي من مدينة تل أبيض الواقعة شرق كوباني، وهي منطقة متنازع عليها بين التنظيم ووحدات حماية الشعب التي خسرت 5 من مقاتليها هناك منذ ليلة أمس، وأشارت إلى وصول 6 دبابات عسكرية من مدينة الرقة إلى تل أبيض لمؤازرة تنظيم داعش، في حين تشهد تلك القرى نزوحاً جديداً من قبل السكان الأكراد وفقاً للمصادر السابقة .