ترددت أنباء عن
استقالة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى من رئاسة تحرير جريدة "التحرير" الداعمة للانقلاب، إثر خلافات مع أكمل قرطام رئيس مجلس إدارة الجريدة.
وعيسى يمثل أحد رؤوس الحربة الإعلامية على الرئيس الدكتور محمد مرسي، وتشويه الإخوان المسلمين والتحريض عليهم، ونشر العديد من الأكاذيب الإعلامية بحقهم، فضلا عن تمهيده لـ 30 يونيو، وتأييده لانقلاب 3 يوليو، وقد كشف عن لقاءت عدة جمعته بالسيسي قبل الانقلاب، كما اختاره السيسي ليحاوره مع لميس الحديدي في برنامج بثته قنوات فضائية عدة، خلال حملته للانتخابات الرئاسية الصورية.
وكشف عمرو بدر الصحفي بجريدة "التحرير" النقاب عن أن استقالة عيسى جاءت بعد أزمات بينه وبين رئيس مجلس الإدارة أكمل قرطام، بعد مطالبات الأخير بتسريح عدد كبير من الصحفيين، وإغلاق الصحيفة لمدة شهر حتى يعيد قرطام هيكلتها من جديد بعد أن خسرت الملايين خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى أزمات كثيرة عاشتها الصحيفة خلال الشهرين الماضيين وصلت إلى حد خصم نصف رواتب الصحفيين .
وأوضح أن العرض الذي وصل إلى عيسى حتى يتم التوصل لحل لأزمة الصحيفة الذي قدمه قرطام، يقوم على وجود رئيس تحرير جديد للصحيفة مع بقاء عيسي كرئيس لمجلس التحرير، وهو موقع شرفي بكل تأكيد، وقد وافق عيسى بالفعل على العرض، لكنه اشترط بقاء عدد من المقربين له دون تغيير، الأمر الذي رفضه قرطام .
وأضاف عمرو بدر في مقال له الأربعاء بجريدة روز اليوسف بعنوان "استقالة إبراهيم عيسي .. درس الصحافة الحرة"، أن إبراهيم عيسى استقال اليوم من جريدة التحرير، مضيفا أنه لم يعد في أعين الكثير من الأجيال الجديدة التي تمارس المهنة مناضلا كما كانوا يرونه في السابق بل لم يعد في وجهة نظر هؤلاء أكثر من صحفي يدافع عن السلطة وأخطائها وخطاياها لتنمو علاقاته ونفوذه، وأمواله .
وتابع القول: "عيسى عندما كان الصحفي الشجاع وقت تجربة الدستور، وعندما تعرض لأزمة مماثلة قامت الدنيا ولم تقعد، وتضامن معه كل أصحاب الرأي والفكر، وكل المدافعين عن حرية الصحافة، أما عندما تحول إلى صحفي مدافع عن السلطة وأخطائها لم يجد من يقف بجانبه".
واستدرك بالقول: "الأصعب أنه (عيسى) لم يكلف نفسه قبل تقديم استقالته بالتفوه بكلمة واحدة يدافع فيها عن الزملاء الصحفيين العاملين معه منذ سنوات، ويخلق ترتيبات تحفظ حقوقهم، بل اكتفى بالدفاع عن نفسه، وشلته، وفضل الانسحاب، وترك الصحفيين يواجهون مصيره" ، على حد تعبيره.
واختتم مقاله بالقول: "هذا هو درس الصحافة الحرة، كلما كنت متمسكا بالحق والعدل في سلوكك ومواقفك وكتاباتك زادت قيمتك وقوتك، وكلما فرطت وتراجعت وتخاذلت دفعت أثمانا كبيرة.. لكنها أثمان يستحقها كل من فرط أو تنازل أو تخاذل من أجل القوة والنفوذ والمال"، على حد تعبيره .
ومن جهتها، علقت الإعلامية ليليان داوود على خبر استقالة عيسى من رئاسة تحرير "التحرير" في تدوينة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلة: "استقالة إبراهيم عيسى هي خدمة لصحيفة حرة حملت اسم ميدان الثورة ورمزها".
ويقدم عيسى حاليا برنامج "مدرسة المشاغبين"، على فضائية "أون تي في"، وقد استخدم البرنامج في مهاجمة الجماعات الإسلامية، ووصمها بالإرهاب، ومهاجمة الحدود والخلافة.. إلخ.
وزعم في حلقة الثلاثاء من البرنامج أنه "بداية من داعش "تنظيم القاعدة في العراق والشام"، وحتى الإخوان المسلمين والسلفيين وكل التيار الإسلامي أفكارهم واحدة، ومن منبع واحد مسموم، ولديهم فكرة واحدة تجاهنا بأننا غير مسلمين، ويكفروننا كلنا"، بحسب أكاذيبه.
وقائع شائنة
وكان الكاتب الصحفي محمد الجارحي، أحد الكتاب بجريدة "التحرير"كشف في الشهر الماضي ما يحدث بالجريدة، من وقائع وصفها بأنها شائنة منها، إهدار حقوق الصحفيين بالجريدة، وتخفيض المرتبات إلى 30% مع صرف نصف المرتب فقط، والسخرية ممن يعترض، وتهديده بالفصل، وأنه عندما طلب الصحفيون من رئيس التحرير (إبراهيم عيسى) التدخل رفض، فذهبوا للقاء العضو المنتدب أنجي حداد، فتركتهم، وذهبت لتلعب مع كلبها.
وأضاف الجارحي، جريدة التحرير مملوكة لرجل الأعمال أكمل قرطام عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني دورة 2010 ونشاط البزنيس الأساسي له في قطاع البترول، ويحاول منذ زمن أن يكون له نفوذ مثل خاله صلاح دياب مالك "
المصري اليوم"، وأنه والإدارة ينفقون على أنفسهم ببذخ حتى إن بعضهم يحصل على راتب 120 ألف جنيه عدا الصحفيين، ومعظمهم يحصل على 400 جنيه فقط، وهو ما يتنافى مع العدالة الاجتماعية التي كان عيسى ينادي بها، وكان عليه أن يطبقها في نفس المكان، حتى يستطيع الصحفيون أن يدافعوا عن حقوق الآخرين.
واختتم الجارحى بالقول إن أرقام التوزيع ضعيفة، ونزيف الخسارة اليومية للجريدة مستمر، لكن حل أزمة "التحرير"، وأزمة مصر، هي العدل ثم العدل ثم العدل.
وأضاف: "حتى لا يزايد أحد فإنه ترك الجريدة بكامل رغبته دون أي مشكلة تخصه بل من أجل مبادئ يؤمن بها، وأنه قدم استقالته وليس بينه وبين من يديرون الجريدة أي خصومة، لكنه اضطر للكتابة دفاعا عن الحقيقة، وحق زملاء في المهنة"، حسبما نقل عنه موقع جريدة "الشعب".