وصف مسؤول بارز في حكومة الأسد دعم الحكومة البريطانية للمعارضة السورية بالعمل "الأحمق" وعليها الإعتذار للشعب السوري.
وفي لقاء أجراه محرر الشؤون الدولية في صحيفة "الغارديان" إيان بلاك دعا نائب وزير الخارجية فيصل
مقداد الدول
الغربية والولايات المتحدة للاعتراف بالواقع الجديد في مرحلة ما بعد انتخاب الأسد لولاية ثالثة.
وقال إن عددا من الدول الغربية بدأت بالإتصال بسوريا للتعاون في قضايا الأمن "ولكن التعاون الأمني ليس منفصلا عن التعاون السياسي". وقال مقداد إن الأمر رهن يد رئيس الوزراء البريطاني كي يوقف تدفق الشبان البريطانيين لسوريا "ناسف لقدوم الشبان البريطانيين كي يقتلوا ويقتلوا السوريين" و"لكننا نعتقد أن الأمر بيد الحكومة البريطانية لوقف هذه الهجمة" من الشبان.
ورفض مقداد الإقتراحات عن تعاون بين النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش، مؤكدا على إصرار النظام السوري قتال داعش وتقديم الدعم للعراق.
واتهم الدول الغربية بالفشل وعليها أن تغير مواقفها من
سوريا "في أعماق قلوبهم يشعرون بخطأ ما فعلوه وأنه كان جريمة ضد الشعب السوري. واعتقدوا أن النظام سينهار في غضون أسابيع (2011) مما أدى لانتعاش الإرهاب في داخل سوريا بشكل هدد أمن الدول الأوروبية نفسها، وبدأوا يفهموم أن ما يحدث في سوريا ليس ثورة ولكنه يمثل تهديد لأوروبا".
وعبر مقداد في اللقاء الذي جرى في دمشق عن ثقة بتحسن الأوضاع بشكل عام. وتحسن في موقع سوريا في العالم العربي، مثل الإشارات القادمة من مصر السيسي الذي يحمل نفس المواقف التي يحملها الأسد ضد الإسلاميين- وخاصة الإخوان المسلمين وتردد الأردن في قبول برنامج موسع لتدريب المعارضة السورية على أراضيه. وفي الوقت نفسه هاجم كلا من قطر والسعودية وتركيا لدعمها المعارضة.
وخص مقداد وزير الخارجية ويليام هيغ بالنقد الذي قال إنه "يتفاخر" بدعم بريطانيا للجماعات المعارضة للأسد وقال " تعتبر مواقف الحكومة البريطانية متطرفة تجاه سوريا، ولا يزالو يعتقدون ويحلمون أن عملاءهم من الإخوان المسلمين والتكفيريين يمكنهم تحقيق التغيير الذي يريدونه، فلماذ يجب علي أن أكون دبلوماسيا عندما لا يتعامل معنا هيغ وكاميرون بدبلوماسية، واثبتت التطورات صحة موقفنا، فقد كانوا حمقى ويجب عليهم الإعتراف بأنهم فشلوا".
وأثنى مقداد على موقف النواب البريطانيين الذين رفضوا في آب/إغسطس دعوة كاميرون للمشاركة في عملية عسكرية في سوريا بعد الهجوم الكيماوي الذي أدى لمقتل 1300 مدني. وقال "كان البرلمان البريطاني متقدما في تحليله أكثر من الحكومة والتي أرادت ارتكاب عدوان ضد سوريا بعدما دمرت العراق". مضيفا "كانت لدينا مواقفنا من صدام حسين ولكننا كنا ضد العدوان الذي قات به حكومة توني بلير بالتعاون مع إدارة الرئيس بوش، والآن انظرا نتائج إنجازاتهما في العراق وبعد الهجوم على ليبيا حيث لا توجد هناك حكومة وانتعش الإرهاب الذي يتم تصديره للدول المجاورة وأوروبا".
وأضاف "هذه هي الإنجازات العظيمة للحكومة البريطانية من غزة العراق وغزو ليبيا والتحضير لغزو سوريا. وهذه هي نتائج ما يطلق عليه الربيع العربي الذي دعمه الغرب وسمح للإخوان المسلمين بالسيطرة على المنطقة".
وأشار مقداد لما كشفه تقرير "نيوزنايت" في بي بي سي عن خطة اقترحتها وزارة الدفاع في عام 2012 لتدريب 100.000 معارض سوري لإجبار الاسد على الخروج من السلطة " كنا نعرف تورط بريطانيا العميق في كل الهجمات والجرائم التي ارتكبت في سوريا"، قائلا "نحن متأكدون من حصول كشف جديد يظهر تور بريطانيا العميق" في الأزمة السورية.
وفي المقابلة دعا مقداد المبعوث الجديد ستيتفان دي ميتسورا دي ميستورا والذي حلل محل الأخضر الإبراهيمي لأن يكون محايدا ويعترف بالواقع الجديد بعد انتخاب الأسد. ورفض مقداد الإقتراحات التي قالت إن اتفاقا حول المشروع النووي الإيراني يعني تراجعا في دعم طهران والتي كان دعمها إلى جانب روسيا وحزب الله ضروريا لاستمرار الأسد.
وقال "نحن لسنا خائفين من أي تقارب إيراني- أمريكي- أوروبي". مضيفا "لدينا كل الثقة بالقيادة الإيرانية وطبيعة العلاقات الإستراتيجية بين سوريا والجمهورية الإسلامية".