تساءل المعلق الأمريكي ديفيد إغناتيوس في صحيفة "واشنطن بوست" عن الهدف الذي تخطط إسرائيل لتحقيقه في
غزة، مجيبا بأن "هذا السؤال كان من الصعب الإجابة عنه"، بعد أن وسعت إسرائيل حربها من محاولة الحصول على "الهدوء" بوقف صواريخ
حماس إلى إغلاق
الأنفاق إلى تدمير مواقع إطلاق الصواريخ في غزة.
وبنى الكاتب رؤيته على تصريحات مسؤول أمني إسرائيلي كان قد أكد على أهمية استثمار ضعف حماس والإطاحة بها ومنعها من بناء قدراتها العسكرية وإعادة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة.
ويضيف أن "مأساة هذا المدخل نابعة من أنه يجلب معه الموت والدمار بدون أن يؤدي لتغيير الوضع القائم، فإسرائيل تقاتل اليوم وهي تعرف أنها ستعود مرة ثانية للقتال في غزة بعد عدد من السنوات كي تقوم بتدمير قدرات حماس العسكرية، وشبه بعض الإسرائيليين هذا المدخل بـ "جز العشب".
ويقول إغناتيوس: "سمعت عن استراتيجية غزة يوم الاثنين من الميجر جنرال عاموس يدلين، وهو مسؤول استخبارات عسكرية إسرائيلي متقاعد، ومدير المعهد القومي للدراسات الأمنية، أحد أهم مراكز البحث الإسرائيلية، فقد تحدث إلي من منزله في إسرائيل حيث كان يراقب صواريخ حماس وهي تنطلق مشتعلة باتجاه تل أبيب قبل أن يتم تدميرها من خلال منظومة القبة الحديدية".
وبحسب يدلين ومقترحه، فإنه يرى استثمار ضعف حماس من خلال السماح للفلسطينيين بالمضي قدما في حكومة الوحدة الوطنية، حسب الشروط التي تم الاتفاق عليها بين حماس وفتح في نيسان/ إبريل الماضي. ففي ذلك الوقت شجب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخطوة، ولكن يدلين يرى أن التعامل مع هذه الحكومة عبر مراقبة أدائها هي الطريقة الوحيدة لفك سيطرة حماس على غزة.
ويقوم جوهر فكرة يدلين على أن حماس لم تكن ضعيفة في يوم أكثر منها هذا اليوم؛ مشيرا إلى أن استراتيجية حماس الحربية في حالة سيئة، ولا تضرب صواريخها المدن الإسرائيلية، ولا يستطيع قادتها التسلل عبر الأنفاق والقيام بمهام انتحارية أو عمليات اختطاف للجنود، وقد فقدت قاعدتها في سوريا، وتمت الإطاحة براعيتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
ويزعم الكاتب أن مشكلة حماس الكبرى تنبع من ضعف شعبيتها بين الفلسطينيين. ويرى أنه يجب تشجيع الفلسطينيين ودعم ما يريدون. وتحديدا يجب على إسرائيل وقف الهجمات على غزة حال وافقت حماس على المبادرة المصرية التي تنص على: حكومة وحدة وطنية، وانتخابات مبكرة، وتعهد بنزع الأسلحة الثقيلة والصواريخ من غزة.
ويرى الكاتب أن زميله جاكسون ديهيل ناقش نفس الفكرة في مقال مشابه نشره في الصحيفة نفسها.
وتنص خطة يدلين على ثلاثة محاور:
الأول: قرار إسرائيلي بضرورة الإطاحة بحماس وعدم السماح لها بإعادة بناء قدراتها العسكرية.
الثاني: رفض إسرائيل لاستراتيجية تبادل الهدوء بالهدوء.
الثالث: موافقة إسرائيل على عودة السلطة الوطنية لحكم غزة.
وبخطة عمل كهذه يرى يدلين أنه من الممكن الحصول على دعم دولي وعربي وأمريكي لخطة مارشال، لإعمار غزة الفقيرة والمدمرة بعد سنوات من الحرب المستمرة.