أعلن الرئيس الغيني ألفا كوندي حالة الطوارئ الصحية في البلاد، مشيراً إلى سلسلة من الاجراءات لاحتواء انتشار فيروس "إيبولا".
وفي بيان أصدره، مساء أمس الأربعاء، وبثّته عدد من وسائل الإعلام الحكومية في
غينيا، قال كوندي "أعلن حالة الطوارئ الصحية الوطنية في الجمهورية الغينية، تصدّيا لفيروس إيبولا".
وأضاف الرئيس أنّه أمر بتنفيذ سلسلة من التدابير، بما في ذلك إنشاء طوق صحي يشرف عليه موظفو
الصحة والأمن والدفاع، في جميع النقاط الحدودية لجمهورية غينيا، وخاصة بالنسبة للقادمين من ليبيريا وسيراليون ونيجيريا.
وأشار إلى أنه سيتم إخضاع تنقّل الأفراد إلى جملة من تدابير الرقابة الصحية، وذلك في مختلف المعابر البرية والبحرية والمطارات في البلاد.
وعلى صعيد آخر، دعا البيان جميع الدوائر الحكومية، والناشطين ضمن القطاع الخاص والمجتمع المدني في غينيا، إلى الانضمام إلى المعركة ضد المرض في مجالات التوعية والوقاية، لافتاً إلى أنه سيتم إخضاع جميع الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس إيبولا إلى اختبارات منهجية، وعزلها بالمستشفيات، بانتظار وصول نتائج العينات من المختبرات.
وعلاوة على ذلك، حظر على جميع الأشخاص الذين كانوا أو ما زالوا على اتصال بالحالات المشتبه في إصابتها، الخروج من مناطق إقامتهم حتى نهاية فترة المراقبة والحصول على نتائج العينات، كما حظر نقل أي جسم من بلدة إلى أخرى حتى القضاء على هذا
الوباء، بحسب المصدر نفسه.
وأوصى الرئيس أعضاء الهيئة الوطنية لمكافحة إيبولا، والمسؤولين في المحافظات الرئيسية والفرعية، بإجراء تقييم يومي للوضع الصحي، وتبادل المعلومات مع أصحاب المصلحة والشركاء الوطنيين والدوليين.
وظهر وباء إيبولا (أو آكل لحوم البشر) فى صورته الحالية في جمهورية غينيا بغرب أفريقيا في مارس/آذار الماضي، ثم انتقل فيما بعد إلى دول سيراليون وليبيريا ونيجيريا.
وأدى الفيروس إلى وفاة 1069 شخصا وتسجيل 1848 إصابة مؤكدة أو مشبوهة في 4 من دول بمنطقة غرب أفريقيا، بحسب أحدث حصيلة لمنظمة الصحة العالمية.
وفيروس "إيبولا" من الفيروسات الخطيرة والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90 %، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس، كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم بواسطة أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير.
وحتى الآن لا يوجد أي علاج أو لقاح واقٍ ضد فيروس "إيبولا"، هذا بالإضافة إلى أن المرضى المصابين بهذا الفيروس يحتاجون إلى عناية مركزة، ولا يمكن السيطرة على تفشي العدوى إلا من خلال استخدام التدابير الوقائية الموصى بها طبياً.