نشر الناشط والمدون
خضر سلامة رسالة على "فيسبوك" وجهها إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن
نصر الله، بعد نشر جريدة "الأخبار" مقابلة مع السيد. ووجّه سلامة عددا من الأسئلة إلى نصر الله تتركّز حول بيئة
حزب الله وأحوال جمهور الحزب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا..
ويبدأ سلامة بأن صبّح على السيد حسن نصر الله، ليمهد بطرح أسئلة وعرض تداعيات تجول في خاطره، بعد أن عبر له عن حبه الكبير له، ذلك الحب الذي منبعه وقوف السيد ضد "إسرائيل" التي تحسب له ألف حساب، ومعتذرا في الوقت نفسه للسيد عن كونه من "غير المؤمنين".
ويستذكر سلامة الأيام الجميلة التي كان أعضاء حزب الله فيها فقراء أوائل التسعينيات، وهم يظهرون بزيهم العسكري وسياراتهم القديمة، ويخدمون الناس بكل فئاتهم، ويتندر الناس على بساطتهم وتواضعهم.. ويتساءل عما حدث في هذه الأيام، إذ استحال هؤلاء إلى تجار ببذلات رسمية، يأخذون الرشاوى من كل من أراد خدمة أو الحصول على حق ما، كدخول مستشفى إسلامي أو الحصول على غرفة مناسبة فيه، إلا إذا كان صاحب علاقة بشخصية ما.. ويتساءل عن أسباب ارتفاع أقساط المدارس في الضاحية الجنوبية، وتكاليف الحياة بعامة.
ويسأل الناشط عن أسباب إهمال نواب حزب الله لواجباتهم ومسؤولياتهم في المناطق التي تخضع لنفوذهم؛ وهو لم ينكر حقهم في احتكار السلطة، فهذا حق كل حزب، أن يحافظ على سلطته، وأن يخوض لعبته السياسية.. لكن البشر لهم حقوق أيضا؛ فالكهرباء والماء والخدمات ليست على ما يرام في مناطق الناس العاديين، وأحوال المدارس والمستشفيات الرسمية ليست كما يجب أن تكون، وذلك لنقص العناية.
ويلفت سلامة، نظر نصر الله إلى أن الكثيرين يحبونه؛ وهو يدعوه لتقليب صفحات الفيسبوك، ليكتشف أن شيوعيين وقوميين سوريين وعربا، ناهيك عن الشيعة، يحبونه.. بل إن مسيحيين ويهودا يحبونه أيضا. وهو يعلم أن السيد لا يشكك في نوازع العلمانيين –أمثاله- تجاهه ويدركها، إلا إن عليه أن يوصل هذه الفكرة لجمهوره الخاص، وأن يقول للمؤمنين "يحلو عن (..) الكفار"، وفق تعبيره.
ويذهب بعيدا، ليطالب السيد بالسماح بمظاهر الانحلال قليلا؛ فالسيد بشر ولا بد أنه استمع يوما لشيء من أغنيات أم كلثوم أو روّح نفسه بطريقة ما، فهو بشر وهذا حقه.. والناس بحاجة إلى أن تتاح لهم أشياء كثيرة في حياتهم، كالمشروبات الكحولية والموسيقى وأماكن الترفيه وما إلى ذلك.
ويستطرد في وصف ما آلت إليه أحوال أبناء الحزب الذين ولغوا في صفقات الفساد، وفي الوقت نفسه يطالبون الناس بأن يكونوا من أتباع حزب الله، موضحا أنه ليس على الإنسان حين يكون معاديا لإسرائيل أن يفكر بطريقة حزب الله نفسها.. ويشدد على أن الناس في مناطق نفوذ الحزب بحاجة إلى العدالة وإلى مساحة من الحرية في آرائهم وتصرفاتهم.
وينتقد سلامة
النظام السوري الذي يقاتل حزب الله إلى جانبه، وكأنه يعتب عليه باستحياء لذلك، قائلا "إن هذا النظام الذي يقال إنه ممانع، كرامته مثل بورصة وول ستريت.. بتطلع وبتنزل". ومع تقديره أنه يحمي الناس من داعش وجبهة النصرة والجيش الحر و"ما بعرف شو"، إلا إنه ارتكب المجازر بحق الكثيرين واعتقل الكثير من الأبرياء والأبطال وأصحاب التاريخ النضالي، ونكل بهم أشد تنكيل.
ويقول إن البعض يهرب ولا يدري إلى أين يذهب، فهو في كل الأحوال ذاهب إلى حتفه.. وليس هؤلاء أعداء للوطن وليسوا من داعش، ولكنهم أصحاب أحلام بريئة طفولية بوطن نظيف في عصر سايكس-بيكو.