قال الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل، إن نجاح
تنظيم الدولة الاسلامية يكمن في قدرتها المنقطعة النظير على الحركة السريعة، مع حرب نفسية مُحكمة تقوم على أفعالها الفظيعة.
ونقل الكاتب في مقاله في صحيفة "
هآرتس"، الإثنين، عن خبراء إسرائيليين تفسيرهم نشاط "
داعش"، والذي عزوه إلى أمرين، وهما؛ : تحرك غير عادي لقواتها التي تستعين بقوة نارية بسيطة، لكنها فعالة، ومعها منظومة مُحكمة من الحرب النفسية التي تديرها المنظمة بأفعال تزداد تطرفا.
وأوضح هرئيل أن التنظيم نجح في أن يباغت أعداءه مرة بعد أخرى باجتياحات قوات صغيرة نسبيا في عمق مناطق صحراوية. مضيفاً أن "المركبات الرئيسة التي ينتقل فيها رجال المنظمة هي تندرات وسيارات جيب 4 x 4 يضم اليها مقاتلوها حاويات وقود كبيرة ويسلحونها برشاشات "بُشكا" قديمة من صنع روسي. وتبيّن أنه كان ذلك كافيا – التندرات والرشاشات والبنادق – لمباغتة واسقاط المنظومات الدفاعية للعراق والجيش السوري والاكراد".
وأضاف: "على حسب مقالة للباحث البروفيسور أنتوني كوردسمان، يُقدر عدد المقاتلين الأصلي للدولة الاسلامية بنحو من 15 ألف شخص فقط. لكن الدولة الاسلامية انشأت شبكة أحلاف مع قبائل سنية من وسط العراق ترى نفسها مظلومة في تقسيم أرباح النفط في الدولة. وتعتمد المنظمة ايضا على خبرة مقاتلين سنيين وضباط وجنود سابقين من جيش صدام حسين أُبعدوا من الجيش بعد اسقاط نظام صدام على إثر الغزو الامريكي في 2003".
ولفت الكاتب إلى أن الحديث ليس فقط عن الايديولوجية المتطرفة، بل عن ترجمتها الى استعداد للتضحية يميز "مخربين منتحرين"، والاستعمال الذكي لتلك العناصر على وجه خاص لبناء حملة تخويف فتاكة جعلت مئات آلاف اللاجئين يهربون منها في مناطق سيطرت المنظمة عليها (بل في مناطق أشارت اشارة خفية فقط الى الاقتراب منها في العراق).
وقال: "إن للإعدامات المصورة وقطع الأعناق بالسيوف والسكاكين والمذابح المنهجية لأبناء الطوائف الاخرى والأنباء عن اعمال اغتصاب وخطف للنساء، لكل ذلك غاية تتجاوز السادية نفسها. فالدولة الاسلامية تنجح بذلك في تخويف أعدائها وفي جعل سكان كثيرين يهربون من المناطق التي تستولي عليها خشية ايديولوجيتها الفتاكة واعمالها الفظيعة".