أعادت قضية القبض على عنصر في
حزب الله الشيعي
اللبناني متهم بإدارة حساب على تويتر باسم تنظيم سني متطرف يدعى "لواء أحرار السنة – بعلبك" (@Ahrarsunab3lbek)؛ الأذهان إلى المخططات التي يقوم عليها حزب الله وحلفاؤه في لبنان لإثارة الفتنة المذهبية والطائفية، ومنها قضية الوزير السابق ميشال سماحة الموالي للنظام السوري وحزب الله، والمتهم بالتخطيط لعمليات تفجير واغتيالات تستهدف قيادات مسيحية في مدينة طرابلس السنية.
وأُعلن الجمعة أن شعبة المعلومات في جهاز الأمن الداخلي ألقت القبض حسين شامان الحسين، وهو شيعي من مواليد عام 1995، ووالده من المجنسين بالجنسية اللبنانية، حيث ذُكر أنه من أصل إيراني في حين قالت وسائل إعلام أنه سوري، وأما والدته فهي شيعية لبنانية. واعترف الحسين خلال التحقيق معه بانتمائه لحزب الله، بحسب الصحف اللبنانية. وقد أحيل الحسين إلى المحكمة العسكرية اليوم الاثنين لمتابعة التحقيق معه.
وسبق أن تناولت وسائل إعلام هذا الحساب والشكوك حول من يقف وراءه، حيث أشارت التقارير سابقا إلى دور حزب الله والنظام السوري بهدف إثارة المسيحيين ضد السنة، إضافة إلى تبرير تدخل الحزب في سورية بحجة أن يحارب الإرهابيين.
وفي حين نفى والده التهمة عن ابنه، قالت والدته "نحن نرضى بكل ما يجري لحسين وفدا السيد حسن نصر الله" أمين عام حزب الله، بحسب ما نقلت عنهما صحيفة النهار اللبنانية التي ذكرت أيضا أن الحسين "اعترف بالتهم الموجهة إليه وأعادها الى أسباب سياسية وشخصية"، في حين لا يزال من غير الواضح علاقة حزب الله بالعمل الذي كان يقوم به الحسين لكن مصادر لبنانية شككت بقدرته على القيام بالعمل بمفرده.
ودأب حسين شامان الحسين على نشر تغريدات وبيانات باسم التنظيم الوهمي، حملت تهديدات بتفجير الكنائس وقتل المسيحيين أو من يسميهم بـ"الصليبيين" في لبنان. كما وجه الحساب تهديدات لقادة الجيش والسياسيين اللبنانيين، إضافة إلى تبني التفجيرات التي تحصل في لبنان. كما نشر الحساب بيانات وتغريدات تؤيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وفي حين حاولت الأسرة نفي التهمة عن ابنها، وتحدت عن مستواه التعليمي والحالة الاجتماعية والاقتصادية، تفيد المعلومات بأن الحسين كان يدير الحساب من هاتف جوال من نوع "بلاكبيري"، بحسب المعلومات التي توصلت إليها شعبة المعلومات التي تابعته عبر البيانات الخاصة بالاتصالات إلى أن وصلت إليه.
وفور القبض على المتهم، قامت شعبة المعلومات بوضع العلم اللبناني على الصفحة، وكتبت تحت العلم "شعبة المعلومات أوقفت المدعو (ح. ش . ح) صاحب حساب لواء أحرار السنة بعلبك، وقد اعترف بذلك". وقد تم إغلاق الحساب لاحقا.
وألقي القبض على الحسين في قرية السفري في بعلبك حيث كان يختبئ في منزل لأقاربه، في حين أن والده يسكن في حي الشروانة في المدينة ذاتها.
ونقلت صحيفة المستقبل اللبنانية عن مصادر أمنية لبنانية قولها إن "الحسين لم يشر خ?ل التحقيق معه إلى أي مسؤولية لحزب الله بتشغيل الموقع المذكور، إلا أنه اعترف بأنه ينتمي إلى الحزب، ما يثير تساؤ?ت حول إمكانية لجوء فرد حزبي من تلقاء نفسه إلى القيام بهذا العمل الفتنوي بامتياز، الذي أثار حساسيات طائفية ومذهبية بطول الب?د وعرضها"، حسب الصحيفة.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر لبنانية أن المحققين مقتنعون بأن هناك من يشغل الحسين، بدليل أنه كان يتم صياغة البيانات بشكل محكم ومن ثم تعميمها في الوقت المناسب وتزامنا مع الأحداث والتطورات، وفق ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
وقالت المصادر ذاتها إنه يجري التدقيق بسجل المكالمات التي أجراها الحسين، وبجهاز الكومبيوتر المحمول الخاص به، على أن تتضح كل الأمور خلال 48 ساعة.
من جهته، أثنى وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي، الذي شغل سابقا رئاسة قوى الأمن الداخلي، على هذا الجهاز، معتبرا أنه "على قدر مسؤولية حماية لبنان من الفتن والأخطار، وذلك بعد نجاح التحقيقات في كشف قضية ما سمي بلواء أحرار السنة، وتوقيف الفاعل، تمهيدا لملاحقته قضائيا، وإنزال اشد العقوبات به، وبمن يثبته التحقيق محرضا ومتدخلا، في هذا العمل المشبوه".
كما امتدح ريفي في تصريحات صحفية؛ شعبة المعلومات التي تتبع قوى الأمن الداخلي، وتحدث عن نجاحاتها في قضايا مثل "التحقيق باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى كشف مؤامرة فتح بشار الأسد، إلى كشف مؤامرة سماحة - المملوك التي سبقتها موجة تهديد الكنائس في عكار قبل زيارة البطريرك بشارة الراعي، إلى كشف المسؤولين عن جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس"، وكل هذه القضايا تستهدف ضرب
السنّة بالفئات الأخرى في لبنان.
والقضايا التي يشير إليها ريفي هي من تدبير موالين للنظام السوري. ولا يزال صاحب القضية الأبرز، ميشال سماحة، قيد المحاكمة منذ القبض عليه في آب/ أغسطس 2012، كما وجه الاتهام في القضية إلى رئيس مكتب الامن الوطني في اللواء علي مملوك جهاز الذي لم يمثل أمام المحكمة رغم توجيه مذكرة استدعاء بحقه. وفي وقت لاحق، اغتيل رئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن، المسؤول عن كشف مخطط سماحة.
وقال ريفي "إن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كشفت المؤامرات واللعبة المخابراتية الكبرى التي تريد زعزعة الاستقرار في لبنان، وما قامت به شعبة المعلومات هو عمل بطولي ويجنب البلد ما يحاك ضده من فتن، وقريباً سيسمع اللبنانيون إنجازاً آخر عما يسمى موقع لواء الصليبيين".
واعتبر ريفي أن اعتقال الحسين "يقطع الطريق على الكثير من الفتن الطائفية التي كانت تبث تحت لافتة اختير اسمها والبيانات التي توزع عبرها، كي تضرب الوحدة الوطنية، وتؤدي الى خلق فتنة إسلامية مسيحية" في لبنان.
وسبق أن اتُهم حزب الله بالعمل على ضرب السنة مع الجيش اللبناني، ومن ذلك دوره تفجير قضية الشيخ أحمد الأسير في صيدا، حيث بدأ الأمر بخلاف بين الحزب ومجموعة الأسير ليتم لاحقا دفع الجيش لمواجهة المجموعة، في حين أكدت تسجيلات وشهادات الشهود أن عناصر الحزب كانوا مشاركين في المعارك تحت غطاء الجيش. كما تكرر الأمر ذاته حينما دفع الحزب بالجيش لشن عملية عسكرية في عرسال التي يقطنها السنّة هذا الشهر، حيث اشترك الحزب أيضا في قصف البلدة، في حين يرى السياسيون اللبنانيون المناهضون للحزب أن المعارك مرتبطة بمشاركة الحزب في القتال إلى جانب النظام في سورية.