أصدرت مئات الشخصيات الفلسطينية في
أوروبا، اليوم الثلاثاء، عريضة تعرب فيها عن فخرها بصمود غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتحيِّي فيها تمسّك الوفد الفلسطيني في القاهرة بمطالب شعبه "التي لا يمكن التنازل عنها".
وشدّدت العريضة التي صدرت في أعقاب الإعلان منتصف ليلة الاثنين- الثلاثاء عن عدم توصل مفاوضات القاهرة لوقف إطلاق النار عن أي اتفاق ورفض الوفد الفلسطيني التنازل عن مطالبه، على أنّ "الشعب الفلسطيني موحد في مطالبه وقادر على حمايتها ويتابع ما يجري في التفاوض".
وجاء في العريضة التي صدرت في بروكسل: "يخوض شعبنا في قطاع غزة ملحمة الصمود والانتصار، ويكسب تأييد الأحرار في كلّ مكان الذين هبّوا ضد العدوان السافر والفظائع التي تقترفها آلة الحرب الإسرائيلية. وإننا إذ نعبِّر عن فخرنا بصمود شعبنا الرائع ومقاومته المشرِّفة للعدوان السافر عليه؛ لنحيِّي تمسّك الوفد الفلسطيني في القاهرة بمطالب شعبنا، ونشدّ على أياديه بمواصلة التشبّث بهذا الموقف الموحّد الذي يسانده شعبنا في كلّ مكان".
الشعب الفلسطيني موحد في مطالبه وقادر على حمايتها ويتابع ما يجري في التفاوض
وأكدت العريضة التي جاء في أوائل الموقعين عليها مئات الشخصيات ومسؤولو التجمعات والاتحادات والقيادات المحلية الفلسطينية من عموم البلدان الأوروبية، أنّ الشعب الفلسطيني "موحّد في مطالبه المتلازمة؛ بردع العدوان ورفع الحصار وتمكين قطاع غزة من التواصل الحرّ مع العالم عبر مرفأ بحري ومطار جوي، وإلغاء المناطق العازلة داخل القطاع، وتوسيع نطاق الصيد البحري، وإطلاق من اعتقلتهم قوات الاحتلال في حملاتها الانتقامية منذ تموز/ يوليو ومن ضمنهم محرّرو صفقة "وفاء الأحرار" لتبادل الأسرى".
ليس مقبولاً رهن شروط الحياة الأساسية في غزة لإرادة المحتلّ وحصاره الخانق
وتابعت الشخصيات الفلسطينية الموقعة على العريضة من عموم أوروبا أنّ الشعب الفلسطيني "وهو يتابع بعناية ما يجري في التفاوض لحظة بلحظة، فإنّه قادر بكلّ تأكيد على حماية مطالبه، ولن يقبل بالتخلِّي عنها قيد أنملة، فأي تنازل عنها إنّما يعني السماح بالقتل البطيء لشعبنا واستمرار تحويل قطاع غزة إلى سجن مفتوح. ولا يمكن المساومة على الحقوق الأساسية في الحياة والأمن والرزق والصحة والتنقّل، فليس من المقبول رهن شروط الحياة الأساسية لإرادة المحتلّ وسياساته في الحصار الخانق".
وأكّد الموقعون أنّ "هذه وغيرها من المطالب الأساسية المحددة، ليست سوى الحدّ الأدنى الذي لا يمكن التنازل عنه أو التهاون فيه، في أي مباحثات أو مفاوضات بخصوص العدوان على قطاع غزة. فالأصل هو تحقيق مطالب شعبنا العادلة في إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين والسيادة الكاملة غير المسبوقة على وطنه".
المطالبة بنزع قدرات المقاومة هي دعوة ساذجة للانتحار الجماعي أمام جيش الاحتلال
ومضت الشخصيات الفلسطينية في القارة الأوروبية إلى القول: "نؤكد أنّ من حقّ شعبنا الدفاع عن نفسه بكلّ ما أوتي من إمكانات، وأنّ المطالبة بنزع قدرات مقاومته هي دعوة ساذجة للانتحار الجماعي أمام جيش الاحتلال الذي لا يتورّع عن القتل الجماعي للمدنيين والتدمير الشامل للأحياء السكنية. ونؤكد في هذا الصدد أنّ هذه المطالب ينبغي أن تتوجّه بالأحرى إلى معاقبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب التي يقترفها جيشه، وفرض عقوبات رادعة عليه، ومحاسبته في محاكم الجزاء الدولية".
الوفد الفلسطيني في القاهرة قادر على فرض خيارات شعبنا
وأعربت العريضة عن ثقة فلسطينيي أوروبا بأنّ "الوفد الفلسطيني في القاهرة قادر على فرض خيارات شعبنا، ولا تملك حكومة الاحتلال من حيلة سوى الرضوخ لهذه الإرادة التي تستند إلى تضحيات عزيزة بذلها هذا الشعب الذي يستعصي على الانكسار. فلن يُفلح الاحتلال في محاولاته لأن يكسب بالتفاوض ما عجز عن إنجازه بالعدوان".
وتعهّد الموقعون بأنهم سيواصلون دعم قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة "في كلّ الأوساط وبكلّ السبل المتاحة، ومعنا كثير من المؤسسات والتجمّعات والقوى الحيّة من كل الشعوب، وجماهير غفيرة تدرك واجبها في نصرة الحق والعدل والحرية، وتعلم مسؤوليّاتها في محاصرة الاحتلال في العالم أجمع بقوّة الحق والمبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية والضمائر اليقظة"، كما قالوا.
الشعب الفلسطيني لم يعد وحده في كفاحه العادل لانتزاع حقوقه المشروعة
وخلصت العريضة إلى القول: "لم يعد شعبنا وحده في هذا الكفاح العادل لانتزاع حقوقه المشروعة، وكلّنا ثقة أنّ العالم الحرّ لن يحتمل بقاء نظام الاحتلال العنصري العدواني طويلاً، وأنّ شعبنا الفلسطيني سيسترجع حريّته حتماً بإذن الله"، حسب ما ورد فيها.
وتشهد القارّة الأوروبية تفاعلاً جماهيرياً كبيراً ضد العدوان الإسرائيلي شمل مئات العواصم والمدن التي خرجت فيها على مدار الأسابيع الستة الماضية مظاهرات ووقفات عامّة تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة، علاوة على تعاظم المواقف المدنية والسياسية المناهضة للعدوان.