ارتفعت وتيرة الاعتقالات التي يقوم فيها
النظام السوري في العاصمة دمشق في الأيام الأخيرة، بالرغم من خلو دمشق من معظم ناشطيها ومن النشاطات الثورية السلمية، في ظل القبضة الأمنية المشددة التي تطوق بها قوات النظام العاصمة، لتصل إلى عناصر من
ميليشياته الذين رفضوا القتال على جبهتي جوبر أو المليحة.
وتتكرر حملة الاعتقالات التي يقوم بها النظام السوري في دمشق بشكل شبه يومي منذ انطلاق الثورة السورية، والتي أضحت جزءا من قاموس قوات النظام في محاولة لإخماد الثورة عبر اعتقال نشطائها أو الضغط عليهم لتسليم أنفسهم عبر اعتقال أقربائهم، لكن هذه المرة أصبحت أكثر كثافة.
وبحسب أبو عمار وهو أحد سكان دمشق، "لا يمكن وصف الوضع الأمني هنا إلا بالحرب الباردة"، مشيرا إلى توتر معظم السكان من هذا الوضع، حيث أنه "فيما مضى كانت حملات الاعتقال تطال الجميع ويمكن وصف أغلبها بالتعسفي، خاصة الحملات التي كانت تقام بعد المظاهرات حيث كانت قوات النظام تعتقل كل من تراه في طريقها في المنطقة التي خرجت منها المظاهرة وإن كان غريبا، أما الآن فباتت أكثر تنظيما ودقة وهدوءا".
وأوضح أبو عمار أن "قوات النظام تتعمد الآن القيام بعمليات الاعتقال عبر المداهمات السريعة والتي تكون في وقت انعدام الحركة بالشوارع غالبا بهدف عدم لفت الأنظار، حيث يأتون بعدد قليل من العناصر ضمن سيارة أو اثنتين على أبعد تقدير".
وتابع "كما أن قوات النظام باتت تأتي للاعتقال بالاسم، فيما تقوم أغلب الحواجز المنتشرة بالتدقيق على الهويات بشكل كبير ومقارنتها مع لوائح المطلوبين لدى النظام، حيث تبقي لديها صاحب الاسم إن وجدته بطريقة أقل صخبا مما اعتدناه قبل".
فيما أكد ناشطون، أن أغلب حالات الاعتقال في الحملة الأخيرة التي طالت جميع أحياء العاصمة قد ركزت بشكل كبير على الشباب الذين هم في عمر الخدمة الإلزامية وخاصة من سكان المناطق المشتعلة ممن قدموا الى العاصمة.
وأوضح أحد الناشطين، أن كثيرا من حالات الاعتقال تمت على الحواجز التي يختلق عناصرها أي سبب لاعتقال الشباب ولو كانوا يحملون أوراق "تأجيل الالتحاق بالخدمة الإلزامية" التي لا يمكن لأي شاب في دمشق التحرك دونها أو دون دفتر خدمة العلم في حال خدمته.
كما طالت الحملة الأخيرة العديد من أهالي الناشطين أو المقاتلين في المناطق المحررة بهدف الضغط على ذويهم لتسوية أوضاعهم حيث سجلت عدة حالات لاعتقال أقربائهم من النساء من بيوتهم لما يشكل ذلك من ضغط أكبر عليهم.
أما الجديد في حملات الاعتقال أنها طالت عددا من عناصر لواء "أبو الفضل العباس" و"كتائب البعث" وحتى "اللجان الشعبية"، الذين رفضوا أو تهربوا من القتال على جبهتي جوبر أو المليحة التي ترجع العناصر منها بين قتيل ومصاب ومنهك.
فيما أفاد ناشطون أن اعتقال عناصر الميليشيات السابقة يتم عبر استدعائهم إلى المركز بشكل نظامي، فيما لم ينج من هذه الحملة أيضا العديد ممن قاموا بتسوية أوضاعهم مع النظام السوري وباتوا يمارسون حياتهم الطبيعة بعودتهم مجددا "إلى حضن الوطن" حسب ظنهم بعد تسليم سلاحهم وفق ما اتفقوا مع النظام.