قال البروفيسور إيال زيسر إنه لا يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية (
داعش) سيختفي قريبا أو أنه سيُقضى عليه لأنه لا يبدو أن الولايات المتحدة ستتدخل للقضاء عليه ولا توجد دولة قادرة على القضاء عليه من دول المنطقة.
وأشار في مقاله المنشور في صحيفة "
إسرائيل اليوم" الثلاثاء، إلى أن سلسلة انتصارات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في
العراق وسوريا والتي أفضت إلى إنشاء خلافة إسلامية بزعامة البغدادي، في مساحة تبلغ عشرة أضعاف مساحة إسرائيل تقريبا، هي بلا شك من أهم الأحداث التي عرفها الشرق الأوسط في السنين الأخيرة، بل ربما في عشرات السنين الأخيرة.
واعتبر الغزو الأمريكي للعراق، والثورة السورية من أبرز الظروف التي ساعدت في ولادة التنظيم قائلا: "عملت ظروف خاصة تتعلق بالزمان والمكان في مصلحة التنظيم منها انهيار الدولة العراقية في أعقاب غزو جيش الولايات المتحدة لها في 2003 ونشوب الثورة السورية بعد ذلك، وقد أبعدا أو أضعفا جدا نظامي الحكم السوري والعراقي وهما الوحيدان اللذان كانا قادرين على احتواء هذه الظاهرة بل القضاء عليها".
وتابع: "جرى على المنظمة في السنة الأخيرة تطوير حقيقي حولها من مجموعة مجانين إلى منظمة قوية تشبه دولة حتى إنها دولة في الطريق. وكبر مع المنظمة أيضا الخطر على العالم كله، أولا فصلت المنظمة نفسها عن المنظمة الأم، القاعدة، التي كانت تنتمي إليها وأصبحت كيانا مستقلا بلا حدود وبلا ضوابط، وثانيا اجتذبت المنظمة إليها مجموع قوى المعارضة التي كانت تعمل متفرقة مع شجارات داخلية في شرق
سوريا وغرب العراق. وهكذا أصبح يواجه بشار الأسد والحكومة العراقية لأول مرة منظمة متمردين واحدة تسيطر سيطرة فاعلة على مناطق واسعة باعتبارها حاكمة وحيدة لا مجموعة واحدة من مجموعات متمردين مختلفة، وثالثا انشأ التنظيم أيضا نظاما إداريا –مهما يكن بدائيا ومنفرا– في المناطق التي احتلتها وعرضت لأول مرة بديلا –لا عسكريا فقط بل مدنيا أيضا– عن حكومتي سوريا والعراق".
لكن كل ذلك بحسب زيسر كان الجزء السهل في حملة احتلال التنظيم، فالحديث عن مناطق صحراوية يسكنها سكان قليلون، والسكان فيها في الأكثر قبائل بدوية يسهل تجنيدها لمعركة الجهاد، أو سكان سنيون في قرى وبلدات نائية مليئة بالكراهية للحكومة الشيعية في العراق أو لعائلة الأسد العلوية في دمشق.
ويواجه التنظيم الآن معضلة وهي "هل تُثبت سلطتها في المناطق التي استولت عليها، دون أن يعوقها عن ذلك عائق؟ وهل تطهرها من سكان رافضين ومن أبناء طوائف أقليات تراهم كفاراً؟ وهل تبذل جهدا في تثبيت جهاز إداري وبناء قاعدة اقتصادية صلبة للدولة التي تنشئها؟ وهل تبذل جهدا في بناء جيش يحمي إنجازاتها هذه؟".
وتساءل: "في مقابل ذلك هل يجب عليها أن تحاول التقدم إلى جنوب العراق الذي يسكنه الشيعة والى مركز سوريا حيث يسيطر النظام السوري وحيث يحتشد معظم جيش بشار والى الأردن الهاشمية بل إلى تركيا؟".
كما نوه إلى أن خطر التوسع يفوق قدرة المنظمة على الاحتواء بشكل واضح، وكذلك أيضا خطر مواجهة سكان شيعة أو أكراد معادين ودول قوية نسبيا كتركيا والأردن.
وختم زيسر مقاله بأن "داعش لن تكف عن جهادها، لكن ينبغي أن نفرض أنها ستظل تحصر جهودها في العراق وسوريا حيث توجد لها مجال مداورة وقتال. وستدع الأردن وتركيا والعربية السعودية الآن إلا اذا لاحظت نافذة فرص وإغراء على هيئة ضعف أو زعزعات داخلية في هذه الدولة لن تحجم عن استغلالها. وستحاول أن تُذكر إسرائيل بوجودها، لكن قدرتها على العمل على إسرائيل ما زالت محدودة إلى أن تبلغ الحدود السورية في هضبة الجولان".