سجلت مدينة
الزبداني بريف دمشق، منذ أربعة أيام حتى الآن سقوط ما يزيد على أربعين برميلا متفجرا من قبل
قوات النظام، في قصف يعد الأعنف على المدينة منذ عامين، فيما أفاد ناشطون بأنه بالرغم من طلب النظام وقف إطلاق النار إلا أن قوات المعارضة رفضت ذلك بعد قيام قوات النظام بخرق التهدئة المتفق عليها في اليومين الماضيين.
وقال ناشطون إن "مدينة الزبداني شهدت تصعيدا متسارعا في وتيرة الأحداث خلال الأربعة أيام الماضية، إثر اشتداد المعارك بين قوات المعارضة الموجودة في المدينة من جهة وقوات النظام من جهة أخرى، حيث تعرضت المدينة لقصف جوي استهدف منازل المدنيين".
وأضافوا أنه "بعد فرض قوات النظام حصارا مطبقا على المدينة منذ ما يقارب الـ 30 يوما قطعت فيه جميع الإمدادات الرئيسية عن المدينة بما فيها الكهرباء والمياه والغاز وخدمات الاتصال والإنترنت إضافة للأدوية الطبية وحليب الأطفال، قامت قوات المعارضة بفتح معركة لكسر الحصار".
وبين ناشط ميداني لـ "عربي21"، أن "قوات المعارضة استطاعت حتى الآن السيطرة على خمسة حواجز كان أبرزها حاجز الشلاح الذي يفصل بين مدينتي الزبداني وبلودان، والذي يعد من أهم الحواجز في المنطقة وأصعبها".
وأوضح الناشط أن "المعركة المستمرة حتى الآن، بدأت في 23 من الشهر الجاري بعد قيام قوات المعارضة بشن هجوم على عدة نقاط عسكرية تابعة للجيش النظامي في الجبل الشرقي، تمكنوا خلالها من السيطرة على ثلاثة حواجز موقعين العديد من عناصر النظام بين قتيل وجريح".
وفي الأيام اللاحقة سيطرت المعارضة على حاجزي "زعطوط" و"الشلاح" الذي سجل مقتل ما يقرب من خمسة وعشرين عنصرا من عناصره، مؤكدا تمكن قوات المعارضة من أسر ضابطين مع عناصرهم من الحاجز نفسه.
وفي ذات السياق، بين الناشط، أن قوات المعارضة تمكنت من تدمير خمس دبابات والسيطرة على دبابتين بالإضافة لمدفعية من طراز "فوزديكا" وناقلة جند BMB وعدد من الأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة، في حين سجل سقوط ما يقارب 18 شخصا من مقاتلي المعارضة والمدنيين خلال هذه الحملة.
وكثفت قوات النظام قصفها المدفعي على المدينة بعد التقدم الملحوظ لقوات المعارضة، حيث تم استهداف أماكن تجمع المدنيين فيها بالقذائف والرصاص، إضافة للغارات الجوية المتتالية التي تجاوزت حصيلتها 12 غارة في اليوم الواحد أي بمعدل ثلاثة براميل في كل غارة.
في الوقت الذي أفاد فيه شهود عيان، باعتلاء عدد من القناصة التابعين للنظام للأبنية المجاورة للحواجز، ما أدى إلى صعوبة سحب بعض الجثث الملقاة في الشارع والتي تعود لمدنيين قضوا بالقرب من حاجز الشلاح أثناء محاولتهم الهروب ليلا إثر الاشتباكات المندلعة.
وبين الناشط أن قوات النظام قامت بإغلاق طريق دمشق – الزبداني على خلفية الأحداث المتسارعة الأخيرة مانعة الدخول أو الخروج عبره، في حين استقدمت تعزيزات عسكرية من مناطق سرغايا والروضة وأوتوستراد دمشق.
وبالرغم من طلب القوات الحكومية لوقف لإطلاق النار، فإن قوات المعارضة المتواجدة في المدينة رفضت بعد قيام النظام بخرق للتهدئة ووقف لإطلا ق النار تم الاتفاق عليه خلال اليومين الماضيين.
يشار إلى أن المدينة التي تبعد عن العاصمة دمشق ما يقارب الـ 45 كيلومترا والتي تحاط بأكثر من ستين نقطة عسكرية وعشرات الحواجز، شهدت خلال الأشهر الماضية عدة محاولات لإعلان هدنة باءت جميعها بالفشل بسبب تشدد النظام، حسب ما أوضح ناشطون.