ترى صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أن سيطرة مقاتلين تابعين لجبهة "النصرة" السورية الموالية للقاعدة في القنيطرة جنوب سوريا، وقرب الحدود مع
إسرائيل، يقدم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة ذهبية ليس لمواجهة "القاعدة"، ولكن من أجل تجنيد حلفاء جدد ضد "
حماس" في قطاع غزة.
وتقول الصحيفة إن نتنياهو والمتحدثون باسمه لم يفرقوا في تصريحاتهم بين "حماس" الحركة التي تقاتل إسرائيل في غزة وتنظيم الدولة الإسلامية (
داعش)، وهو التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
وتقول الصحيفة إن سيطرة جبهة "النصرة" على القنيطرة يخدم نقاش نتنياهو، والذي يؤكد على خطر الجماعات الجهادية على إسرائيل، فهي تريد تدمير الأنظمة العربية وكذا إسرائيل، ما يعني أنها ستقوم بالتحالف مع "حماس" من أجل تحقيق الهدف.
وفي الوقت الذي توصل فيه نتنياهو لوقف إطلاق نار دائم مع "حماس"، الثلاثاء الماضي، إلا أنه يحاول التأكيد أن الحركة تمثل تهديدا إقليميا.
وتنقل الصحيفة ما قاله المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف: "هناك تفهم كبير سواء في المنطقة أو دوليا حول طبيعة الخطر الذي تمثله هذه الجماعات"، مضيفا أن "هناك تفهم كبير لكيفية استخدام حماس للمواد ذات الاستخدام المتعدد لبناء آلتها العسكرية".
ويتوقع مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أن محاولات إسرائيل منع "حماس" من بناء ما دمرته إسرائيل خلال حرب الـ50 يوما سيلقى دعما مهما من كل من
السعودية ومصر.
وترى الصحيفة أن الحديث عن "داعش" فلسطينية قد لا يوافق عليه الكثيرون؛ فحماس هي فرع من فروع الإخوان المسلمين وتؤمن بالانتخابات وبناء دولة حديثة، وهدفها يظل محصورا بالأهداف الوطنية- تحرير الأراضي المحتلة، وليس العالمية كما هو حال "داعش" في سوريا والعراق.
كما أن عدو "حماس" الرئيس هي إسرائيل، وليس العالم الكافر، كما في حالة "داعش"، بحسب الصحيفة. وبعض داعمي "حماس" هم من الشيعة الذين يعتبرهم "داعش" روافض وكفارا.
وعليه من غير المحتمل تغير تحالفات "حماس" والتحالف مع "داعش" ما سيصعب على إسرائيل تسويق فكرتها الجديدة وإقناع العالم أن "حماس" هي مثل "داعش".
ولكن إسرائيل لديها حلفاء أقوياء في الوقت الحالي مثل عبد الفتاح السيسي، الرئيس
المصري، الذي حظر الإخوان العام الماضي، واعتبرها جماعة إرهابية، وبدأ حملة ملاحقة لها. وفي أثناء الحملة قام بتدمير الأنفاق التي تعتبر شريان الحياة لغزة.
أما السعوديون -بحسب الصحيفة- فقد عبروا ومنذ مدة طويلة عن كراهيتهم للإخوان المسلمين ومن هم على شاكلتهم مثل حماس.
وتابعت بأن "السعوديون كانوا مثل إسرائيل سعداء لوضع هذه الجماعات في سلة واحدة، ففي بداية العام الحالي صنفت المملكة الإخوان وجبهة النصرة وداعش كجماعات إرهابية"، ولكن البعد العملي لهذا القرار ليس واضحا إن أخذنا بعين الاعتبار درجة العداء لحماس الذي تكنه مصر والسعودية لها.
فهذا لم يمنع من ظهور "حماس" عام 1987 وفوزها في الانتخابات عام 2006، رغم عداء حسني مبارك المعروف للإخوان المسلمين ولحماس. وشعر مبارك بالقلق أكثر من إسرائيل لفوز "حماس" في انتخابات عام 2006 لأنه أعطى الإخوان في مصر دفعة قوية.
ولهذا قامت مصر والولايات المتحدة بتدريب 500 من مؤيدي فتح في مصر، وفتحت إسرائيل لهم معبر رفح في أيار/ مايو 2007 لمواجهة حماس، لكن الحركة انتصرت عليهم وسيطرت على غزة.
ولكن الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي عوزي ديان، والذي شارك في اللجان الأمنية مع السوريين والفلسطينيين والأردنيين، يقول إن هناك خطوط انقسام جديدة تظهر في الشرق الأوسط تقوم على معارضة الإرهاب في المنطقة وكذا إيران.
وقال: "خطوط الانقسام هذه قد تنتج تحالفات جديدة"، حيث تحدث في مؤتمر صحفي في القدس المحتلة، أن من الدول المرشحة مصر والسعودية والأردن وبعض دول الخليج.
ويقول يعقوب أميردرور الذي كان مسؤولا لمجلس الأمن القومي أثناء حرب غزة 2012، إن دعم هذه الدول قد يساعد في نزع سلاح "حماس".
ورغم الحصار، استطاعت الحركة بناء ترسانة عسكرية وصواريخ، إلا أن نائب مجلس الأمن القومي السابق شاؤول شاي متفائل من دعم هذه الدول. فموقفها والدعم الدولي قد يعزز من موقف إسرائيل في التفاوض حول مستقبل غزة والمضي أبعد من وقف إطلاق النار والبدء بعملية سلمية "ولكن ليس مع "حماس" بل مع السلطة الوطنية.