أعلن المعتقل "
نور الدين نفيعة" المعروف بـ"الشيخ أبو معاذ" المحكومة عليه بـ 18 سنة سجن على خلفية كونه أمير "الجماعة الإسلامية المقاتلة في المغرب"، براءته من تنظيم
داعش، بسبب ما وصفه بـ"حربها على المستضعفين"، والعدوان على "أهل القبلة بغير حق".
وقال نور الدين نفيعة في بيان حصلت على نسخة منه "عربي21" "إنني لن أكون حربا على المستضعفين ولن أكثر سواد من صال على أهل القبلة بغير حق كائنا من كان، ولن أسكت عن من استباح حمى علمائنا وأئمتنا أو قدح في إيمانهم وأمانتهم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير".
كلام نفيعة، رأى فيه الباحث محمد مصباح، بأنه "لا يعتبر مراجعة عميقة لمواقفه، إلا أنها تحمل رسائل ذات دلالات مهمة، لا سيما أنها صادرة من طرف شخصية تعتبر من أبرز رموز التيار السلفي الجهادي بالمغرب الذي يحظى بشعبية ومصداقية في صفوف أتباعه".
وبحسب محمد مصباح، زميل أبحاث في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية"، فإن البيان يحمل رسائل متعددة: أولها تبرؤ من منهج "داعش"، وهو موقف منسجم مع منظري التيار السلفي الجهادي، مثل محمد المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني".
ثاني الرسائل حسب مصباح تتمثل في "رفض منهج التكفير "الشامل" لكل المخالفين، بحيث يُستَشف من البيان اعتباره "داعش" من "الخوارج"، لأنها في نظره تخوض حربا على "المستضعفين" وتصول على "أهل القبلة"، ويقصد بها المسلمين وكذا فصائل المعارضة الأخرى، رغم غموض موقفه من قتل المدنيين من الأقليات الدينية الأخرى (المسيحيين، اليزيديين...".
ورصد مصباح بحسب ملاحظته النقطة الثالثة من خلال "التمايز بين الخط الجهادي "المنضبط"، عن الخط الراديكالي - الذي يكفر الدولة والمجتمع وكل مخالفيه- الذي تعتبر داعش أبرز ممثل عنه في الوقت الراهن".
ودعا مصباح "السلطات المغربية إلى التقاط هذه الإشارة، مشددا على أنه "من المفيد أن تتفاعل معها بشكل إيجابي عبر فتح قنوات حوار مع معتقلي السلفية الجهادية –الغير متورطين في جرائم دم- وربما استثمار دورهم في مواجهة التيارات الأكثر تشددا".
إلى ذلك تابع "شيخ المعتقلين" بالمغرب، في البيان الموقع الخميس، بسجن بوركايز بفاس، "هذا بيان إلى أمتنا المسلمة عامة وإلى الرأي العام بالمغرب الأقصى خاصة أبين فيه موقفي أنا العبد الفقير أبو معاذ نور الدين نفيعة موقفي من "تنظيم الدولة الإسلامية" نصحا للأمة و تبرئة للذمة".
وكان لافتا في هذا البيان حديث نفيعة عن "أهل القبلة"، يعني المسلمين من غير أهل السنة وهم الشيعة وغيرهم المن المذاهب والطوائف الأخرى، وهو ما يعني رفضه استهدافهم من قبل "داعش" وغيرها من التنظيمات بالقتل.
وأكد نفيعة إلى "كل من يبلغه خطابه على ضرورة "اجتناب الفرقة وأسبابها واجتناب العلو في الأرض والفساد ومن أصوله أن نأخذ الناس في أحكام الدنيا بظواهرهم ونكل سرائرهم إلى الله وأن من استفاضت عدالتهم وشاع الثناء عليهم لا يسأل عن عدالتهم فضلا عن تجريحهم كما أن من صحت عدالته وثبت في العلم أمانته لم يلتفت فيه إلى قول أحد".
وأضاف نفيعة، الذي يعد الشخصية الأكثر احتراما داخل معتقلي 16 ماي، وبلغة جازمة أن "الله لن يمكن لمن ظهرت أعمالهم لجميع العقلاء خلاف ما تقتضيه الحكمة وأتت على أنقص الوجوه وأشنعها وأجهزت على جل المصالح المقصودة بها خلاف لما يقصده الشرع وتقتضيه الحكمة"، في إشارة لا تخطئها إلى "داعش".
وشدد نفيعة على أن "سيرة تنظيم الدولة الإسلامية على العكس من ذلك، ففيها أكبر شاهد على أنهم أبعد الناس عن الرشاد و منهاج النبوة، و كل من علم ما هم عليه و لم يمنعه مانع من الوقوف على حقيقة الحال و ناصرهم بعد ذلك فهو منهم وحكمه حكمهم، كما نطق به علماؤنا".
وأشار نفيعة إلى انه موقفه هذا لا ينسحب على إيمانه بـ"الخلافة" من خلال تلميحه موجها كلامه "أقول لأهل الإسلام قاطبة أن ما وعد الله تعالى به حق و أن ما بشر به رسولنا صلى الله عليه و سلم واقع لا محالة".