ذكرت صحيفة "صاندي تلغراف" البريطانية أن "تنظيم الدولة" المعروف إعلاميا باسم "
داعش" أنشأ في مدينة
الرقة السورية، -مقر الخلافة- كتيبة نسوية مهمتها محاربة السلوكيات العامة، وتفتيش النساء على نقاط التفتيش، وللكتيبة التي أطلق عليها اسم الخنساء فروع في ريف الرقة.
وقالت الصحيفة إن "الجهاديات" البريطانيات يلعبن دورا مهما في قيادة وتسيير أمور الكتيبة، وذكرت منهن أقصى محمود "أم الليث"، الفتاة التي درست في مدرسة خاصة، وكانت تحلم بأن تصبح طبيبة.
وذكر "المركز الدولي لدراسة التشدد والعنف" في كلية "كينغز" في جامعة لندن، أنه حدد ثلاث فتيات أخريات يعملن في الكتيبة، وهن أم عبيدة وأم وقاص وأم حارثة.
ولأم عبيدة صلات مع السويد على ما يبدو، وتدير حسابا خاصا لـ"
كتيبة الخنساء". وفي رسالة على موقع للتواصل الاجتماعي وصفت أم وقاص بقية الفتيات بـ"الأخوات"، وفق الصحيفة.
وتم اختيار البريطانيات -حسب المعلومات التي جمعها المركز- بسبب نشاطهن وحماسهن الشديد للخلافة وتطبيق النظام والقانون.
ونقل التقرير عن الباحثة في المركز، ميلاني سميث، التي تراقب نشاط الفتيات، أن المركز جمع معلومات عن 25 بريطانية في
سوريا أعمارهن تتراوح ما بين 18- 20 عاما.
وهناك الكثيرات ممن يرغبن بالذهاب إلى هناك، حيث رصدت حركة غير اعتيادية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتل جيمس فولي.
وفي تغريدات على "تويتر" عبّرت فتيات بريطانيات في الرقة عن رغبتهن بالانضمام للخنساء.
وتقول سميث التي تراقب وسائل التواصل الاجتماعي لرصد ما إذا كان هناك نساء يذهبن لسوريا، إن هناك نشاطا في السفر وعلى قاعدة يومية.
ونقلت الصحيفة عن سميث قولها: "في الأسبوع الماضي، رأيت عددا من الحسابات على تويتر لفتيات ينتظرن العبور من تركيا إلى سوريا".
وتضيف أن ذهاب المرأة للقتال أًصبح أسهل لعدم الشك بهن.
وتعتقد السلطات الأمنية الأمريكية والبريطانية أن كلا من فولي وستيفن سوتلوف قتلا في صحراء الرقة، ولهذا فربما كانت الفتيات البريطانيات يعرفن عن الشخص الذي ظهر في شريط قتلهما والمعروف باسم "الجهادي جون"، والذي يعتقد أن لكنته تشبه لكنة أهل لندن أو جنوب- شرق إنجلترا.
وتقول الصحيفة إن قيادة "تنظيم الدولة" قررت إنشاء "كتيبة الخنساء" في شباط / فبرايرهذا العام.
واختير عناصرها من فتيات غير متزوجات يلبسن الجلباب والنقاب. وتحصل كل واحدة على راتب شهري بقيمة 25 ألف ليرة سورية (100 جنيه استرليني).
وحدد "تنظيم الدولة" مهمة الكتيبة بمراقبة السلوك العام وتطبيق الشريعة الإسلامية، وتفتيش النساء المنقبات على نقاط التفتيش، للتأكد من أنهن لسن من "العدو".
وتصف سميث، عمل الكتيبة قائلة: "هذه قوة شرطة لتطبيق الشريعة، وهي قوة لفرض النظام، ونعتقد أنها مزيج من فتيات بريطانيات وفرنسيات، ولكن حساباتها على وسائل الاجتماعي تديرها بريطانية ومكتوبة بالإنجليزية".
وتشمل مهام كتيبة الخنساء تسيير دوريات في شوارع الرقة من أجل مراقبة حركة الناس، والتأكد من عدم وجود اختلاط بين الجنسين.
وتقول سميث: "تعتبر الفتيات البريطانيات الأكثر تحمسا في تطبيق قوانين الدولة الإسلامية في المنطقة، ولهذا السبب تم اختيار أربعة منهن على الأقل للعمل في وحدة الشرطة".
وتعرف واحدة منهن بكنية "أم فارس"، ووصلت للرقة في شباط/ فبراير الماضي، ووضعت صورة لها على الإنترنت وهي ترتدي الحزام الناسف.
وتشير الصحيفة إلى أن بعض الفتيات يشعرن بالملل، ولهذا تمثل هذه الكتيبة فسحة للخروج والعمل. مع أن بعض "الجهاديات" البريطانيات حسب المركز، أصدرن تهديدات ضد الغرب، مثل خديجة داري من منطقة لويشام في جنوب لندن التي أرسلت تغريدة ترحب فيها بقتل فولي، بحسب الصحيفة.
وقالت إنها ستكون أول من سيذبح غربي في السجون السورية.
فيما قالت سالي جونز (45 عاما) من مقاطعة كينت، -اعتنقت الإسلام وتعرف بأم حسين البريطاني- في تغريدة: "كل ما يحتاجه المسيحيون هو سكينة حادة تقطع رؤسهم وتعلق على أعمدة الرقة.. تعالوا إلى هنا وسأفعلها لكم".
وجونز أكبر في العمر من بقية "الجهاديات"، وهذا يعود لأنها زوجة جهادي آخر يقاتل في الرقة، وفق الصحيفة.
ويشير التقرير إلى بعض الفتيات ممن سافرن إلى سوريا للزواج من أحد المقاتلين الذي تواصلت معه عبر "تويتر" أو "فيسبوك".
وتحفل هذه الوسائل بالكثير من عروض الزواج حسب سميث.
ويقول الباحثون إن كلا من زهرة وسلمى هلاني اللتان هربتا من بيتهما في مدينة مانشستر، تزوجتا من مقاتلين.
وتحدثت سميث عن عروض تلقاها "الجهادي هولندي" اسمه "يلماز" الذي كان له الكثير من المعجبات وتلقى 10.000 عرض زواج، ولكنه تزوج قبل عدة أشهر.