وصف الصحفي والإعلامي
المصري "
سليمان الحكيم" نظام حكم الجنرال عبد الفتاح
السيسي بالضعف والوهن، مستنكرا "الإقدام على اعتقال المتظاهرات صغيرات السن"، ومطالبا بإطلاق سراح "البنات الصغيرات خلف قضبان السجون"، على حد وصفه.
وكان "الحكيم" تعدى على بشر السيد، والد الطالبة سمية، وهي إحدى حرائر الإسكندرية المحكوم عليهن بالسجن 11 عاما، وذلك في برنامج بثته قناة "الجزيرة مباشر مصر"، نهاية العام الماضي، إذ قال له: "لموا بناتكم من الشارع"، ما اضطر المذيع زين العابين توفيق إلى طرده من الأستوديو بالقول: "أنت غير مرحب بك".
وأثار تطاول الحكيم على "حرائر الإسكندرية" وقتها استنكارا واسعا في مصر.
وقال ناشطون سياسيون: "سليمان الحكيم لم يقل ذلك للمذيع محمود سعد عندما تظاهرت ابنته (مي)، وتم إلقاء القبض عليها أمام مجلس الشورى، ولم يفعل ذلك مع ابنته هو (ملاذ الحكيم) التي لم تترك مظاهرة مؤيدة للسيسي، إلا وشاركت فيها".
وتساءلوا: "هل المظاهرات حلال للبنات المؤيدات للانقلاب، وحرام على البنات المناهضات لحكم العسكر؟".
لكن الحكيم في مقاله الجديد بجريدة "المصري اليوم"، الأحد، تحت عنوان: "أفرجوا عن البنات.. هن
الحرائر بحق"، طالب بالإفراج عن "الفتيات المعتقلات"، قائلا: "إذا كان تهديد مجموعة من الشباب للنظام دليلا على ضعفه.. فبماذا يمكن أن نصف نظاما يهدده بالانقلاب عدد من الفتيات صغيرات السن.. ألا يعنى ذلك أن نظاما كهذا بات يخاف من خياله؟".
وأضاف الحكيم: "ألا يخجل هؤلاء الذين أصدروا أوامرهم بالقبض على يارا رفعت سلام، وماهينور المصري، وسناء سيف، وحبسهن بحجة أنهن يهددن النظام، ويثيرن مخاوفه؟".
وتابع: "هل هذا نظام يجدر به أن يحكم أو يمكن الدفاع عنه دون خجل، وهو بهذا الضعف والوهن؟ حتى إنه بات يرى مجموعة من الفتيات قد أصبحن خطرا عليه.. ألا يعتبر هذا دليلا على ضعف النظام، وعدم رسوخه على الأرض؟".
وتساءل الحكيم أيضا: "كيف يقبل الرئيس السيسي بوجود بنات صغيرات خلف قضبان السجون، وهو الأب الذي لا يقبل أن تبيت ابنته ليلة واحدة برة البيت؟".
وأضاف: "ربما كن هؤلاء البنات قد أخطأن كما يرى من قرر حبسهن، ولكن من قال إن الإيمان بالحرية حقا هو من الأخطاء التي تستوجب
السجن للرجال.. فما بالك بالصغيرات من الفتيات؟ والأمر هكذا".
ووجه الإعلامي المصري حديثه إلى الجنرال السيسي قائلا: "يا سيادة الرئيس.. قانون التظاهر من الأخطاء التي تستوجب المراجعة بل الاعتذار.. وكل من خالفه -دون ضرر- إنما خالف ما يجب مخالفته بالضرورة.. مؤمنا بحق الاختلاف الذي هو أول مبادئ الديمقراطية الحقيقية.. فهل يستحق أي نظام وصفه بالديمقراطية، وهو لا يسمح لأحد بالاختلاف مجرد الاختلاف وليس الخلاف معه؟".
ويُذكر أن سليمان الحكيم معروف بانتمائه إلى التيار "الناصري"، كما أنه أحد أشد مؤيدي الانقلاب العسكري، وكثيرا ما هاجم طالبات الإسكندرية لخروجهن للتظاهر، وأصدرت محكمة جنح الإسكندرية حكمها بحبس كل منهن 11 عاما، قبل أن يخفف القضاء المصري العقوبة، ويأمر بإطلاق سراحهن، حيث خاطب الحكيم مذيع إحدى القنوات وقتها: "حرائرك إنت.. مش حرائري"، ولم يمنع نفسه من التطاول عليهن.