قال النائب في
البرلمان اليمني منصور الزنداني إن "أي اتفاقيات سياسية مع الحوثيين تتجاوز الدستور النافذ والمبادرة الخليجية التي أجمع عليها اليمنيون، ستكون تأسيسا لمرحلة جديدة من الفوضى، بل وستلغي شرعية مخرجات مؤتمر الحوار الوطني" المنتهي في 25 من كانون الثاني/ يناير من العام الجاري.
وأضاف لــ"عربي 21" أن "اليمن في هذه الحالة، تسير نحو المجهول".
وأشار إلى أن "الشعب اليمني فقد ثقته بمصداقية
الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في البلاد، وكذا بالمبعوث الخاص لليمن جمال بنعمر، وأيضا بدور الأمم المتحدة التي استخدمت أدواتها وإمكاناتها بطريقة غير احترافية وغير مهنية ". حد وصفه.
وغادر بنعمر العاصمة صنعاء باتجاه محافظة صعدة (معقل الحوثيين) الاربعاء، ولم يلتقي حتى اللحظة بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي للوصول إلى صيغة اتفاق نهائي لحل الأزمة الحالية.
وأوضح النائب البرلماني أن "ما يجري على الأرض من قبل الحوثي والرئاسة والمبعوث الأممي والدول العشر هو انقلاب كامل على المبادرة الخليجية".
منوها في الوقت ذاته إلى أن "الشعب اليمني قادر على تجاوز الأزمة المفتعلة من قبل أطراف محليه واقليمية ودولية وسوف يفاجئ الجميع بقدرته على تحطيم كل المؤامرات التي تستهدف عقيدته ووحدته وثورته ونظامه الجمهوري" حد تعبيره.
وفي سياق آخر، يرى الباحث والمحلل السياسي رياض الأحمدي أن "رفع الحوثيون لمطلب استعادة أملاك بيت حميد الدين، الذين حكموا اليمن قبل أن تطيح ثورة 26 من أيلول/ سبتمبر 1962، يمثل خطأ سياسي لأنه سيثير توجس شرائح واسعة منهم" مضيفا أن "هذا الأمر متوقع في كل الأحوال إذا ما تمكنوا من الحكم في صنعاء أو من أجزاء فيها".
وقال لــ "عربي 21" إن "الحوثيين يريدون استعادة مملكة ما قبل عام 1962غيرممكن، لكنهم سيحاولون إقامة نظام إمامي وربما ستكون "الصيغة الخمينية للجمهورية"، ومن الممكن أن يستخدموا ادعاءات بأملاك أراضي أو غيرها لأخذها بالقوة، لكن على الأرجح أن ذلك لن يكون سهلاً بالنسبة إليهم" حد قوله .
وتقول الروايات المحلية إن "مسلحين حوثيين طالبوا بعض أهالي قرية القابل شمال صنعاء، بإخلاء منازلهم بحجة أنها من أملاك أسرة بيت حميد الدين التي حكمت اليمن، أكثر من خمسين عاما تقريبا، قبل أن تطيح بهم ثورة 26 من أيلول/ سبتمبر 1962، والتي تحل ذكراه في نسختها الثانية والخمسين.
ودخلت الأزمة اليمنية، شهرها الأول، بعد إعلان الحوثيين تصعيدهم للمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق، حيث يقيمون اعتصامات داخل العاصمة، وآخر مسلحة على جميع المداخل الرئيسي لصنعاء.
هذا وتشهد الضاحية الغربية من العاصمة صنعاء نزوح عشرات الأسر، جراء المعارك المستمرة بين الحوثيين ووحدات من الجيش اليمني.
وعلى صعيد المواجهات بين الطرفين، فقد تمكن الحوثيون من التقدم باتجاه مقر المنطقة العسكرية السادسة وجامعة الايمان، بعد معارك عنيفة بين مسلحين حوثيين، ووحدات من الجيش التي انسحبت بموجب أوامر من قائد المنطقة من شارع الستين الشمالي.