سياسة عربية

داعش يستبدل مقاتليه في الموصل بآخرين من خارج المدينة

عناصر من داعش في الموصل - أرشيفية
عناصر من داعش في الموصل - أرشيفية
كشف سكان محليون في مدينة الموصل شمالي العراق، أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" استبدل عناصره من داخل المدينة بآخرين من خارجها، فيما قال مصدر مقرب من التنظيم إن الاستبدال جاء بسبب خشيته من الاختراق بعد حوادث القتل والاغتيال التي حصلت مؤخرا ضده في الموصل.

وقال محمد الطائي وهو صاحب محل في منطقة الفيصلية وسط الموصل في حديث خاص لـ"عربي 21"، إنه لم يعد يرى المقاتلين من سكان الموصل الأصليين المنتمين لتنظيم "داعش" في المدينة،  مبينا أنه منذ أسبوع  ونحن نرى وجوها غريبة لعناصر تنظيم "داعش"، حيث كان أغلب المتواجدين في مناطقنا هم من السكان المحليين.

وتابع الطائي، أن أغلب المتواجدين من مسلحي "داعش" الآن هم من سكان المناطق والقرى المجاورة للموصل كمنطقة تلعفر والقيارة والبعاج وغيرها، ونعرف ذلك من خلال لهجاتهم.

من جانبه، قال مصدر مقرب من تنظيم "داعش" في الموصل رفض الكشف عن هويته، إن التنظيم عمد إلى سحب أفراده من السكان المحليين في الموصل ودفعهم إلى مناطق أخرى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، مضيفا أنه تم استبدال هذه العناصر بعراقيين آخرين من مناطق أخرى.

وأوعز المصدر أسباب ذلك إلى أن التنظيم يخشى من الاختراق بعد حوادث القتل والاغتيال التي حصلت مؤخرا  ضده  في الموصل، فيما أشار إلى حوادث سابقة حصلت كان التنظيم يروم باعتقال أو اغتيال المخالفين له، وبين أن تسريب هذا الأمر  أدى إلى فرار الشخص المستهدف من الاعتقال أو الاغتيال، لافتا إلى أن الكثير من عناصر تنظيم داعش "الموصليين" لهم ارتباطات عائلية وقبلية قد تؤدي بهم إلى التعاطف مع من ينوي التنظيم اعتقالهم أو اغتيالهم.

وأكد المصدر المقرب من "داعش"، أن صورا لعناصر للتنظيم انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما يؤثر على بنية التنظيم الأمنية في المدينة.

ويتابع المصدر، "كل هذه الأمور بُحثت داخل قيادة تنظيم داعش، ولذلك فقد لاحظ الكثير من سكان الموصل تغير الوجوه المعروفة، وتواجد وجوه عراقية جديدة لكنها قادمة من خارج المدينة، وأن الذي بقي من السكان الموصل الأصليين داخل التنظيم هم بعض طلبة العلم الشرعي، بالإضافة إلى قيادات في الحسبة والمحكمة الشرعية".

وفي سياق متصل، قال عضو في إحدى الفصائل السنية المسلحة في الموصل لقب نفسه بسعد العبيدي لـ"عربي 21"، إنه "كان هناك نية لاعتقالي وعدد من زملائي من قبل تنظيم داعش في الموصل، ولكن إخبارية أتتنا من أصدقاء لنا داخل التنظيم نفسه، فقررنا على أثرها الخروج من الموصل ما حال دون اعتقالنا"، مضيفا أن "سبب الاعتقال هو عدم مبايعتهم للتنظيم".

وأشار إلى أنه والكثير من أفراد الفصائل المسلحة في المدينة لديهم علاقات "طيبة" مع بعض الأفراد من تنظيم "داعش"، الذين ينقلون لهم الأخبار.

ويشير الكثير من المراقبين للوضع في مدينة الموصل، إلى أن تواجد أفراد تنظيم داعش في الموصل مر بثلاث مراحل، مشيرين إلى أن المرحلة الأولى والتي كانت في بداية حزيران الماضي أثناء القتال مع القوى الأمنية العراقية، وكان أغلب المقاتلين في التنظيم هم من من  يسمون بـ"المهاجرين" وهم المقاتلون الأجانب.

إلا أن المرحلة الثانية كانت بعد سيطرة التنظيم على المدينة ما أدى إلى ظهور مقاتلين من داخل الموصل وهم من الخلايا النائمة التي انصهرت بالمقاتلين الأجانب المسيطرين بعد انسحاب قطعات الجيش والشرطة من المدينة، وأن المرحلة الثالثة كانت بانسحاب المقاتلين الأجانب من المدينة وبقاء المقاتلين العراقيين داخلها.
 
التعليقات (0)