أمنيات وأهداف إسرائيلية، يحاول الاحتلال تكرارها في كافة المحافل الدولية من أجل تهيئة رأي عام عالمي تمهيدا لنزع الشرعية عن
سلاح المقاومة، فهو السلاح الوحيد الذي تمكن على بساطته من ردع إسرائيل ولجمها عن المضي في عدوانها، فهل ما عجز عنه الإسرائيليون بالحرب يمكن أن يتحقق بالمفاوضات؟.
سلاح شرعي
النائب
مشير المصري القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، شدد على أن "رهان العدو على نزع سلاح المقاومة هو رهان خاسر، وجرب حظه وفشل وعليه ألا يطرح هذا المضوع البتة"، مضيفا "أن ما فشل في تحقيقه بالحرب فلن يحققه بوسيلة أخرى".
وأكد المصري في تصريح خاص لـ "عربي21"، " أن سلاح المقامة سلاح مقدس، سلاحنا هو روحنا التي لا ننزعها بأيدينا"، مطالبا "بنزع سلاح الاحتلال وخاصة السلاح الذي يشكل خطرا على المنطقة بأسرها".
ورفضت المقاومة الفلسطينية خلال جولات المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال وبوساطة مصرية من أن يطرح هذا الموضوع على أجندة البحث، رغم طلب العدو ذلك.
المحلل السياسي والباحث في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة من جانبه بين أن حديث قادة الاحتلال عن نزع سلاح المقاومة لا يعدو أن تكون "أمنيات يحاول الاحتلال ترويجها لتهيئة الراي العام العالمي لنزع سلاح المقاومة"، مؤكدا أن "سلاح المقاومة هو سلاح شرعي وقانوني، وهو سلاح الدفاع عن النفس" مقابل آلة الحرب التدميرية الإسرائيلية.
وأوضح البطة في حديثه لـ "عربي21"، أن الاحتلال "يحاول مقايضة ما قام بتدميره وانتهك فيه كل المواثيق والشرائع الدولية التي يجب أن يدان عليها"، في إشارة منه لربط الاحتلال ورئيس وزرائه نتنياهو إعادة إعمار
غزة بنزع سلاح المقاومة.
وأوضح أن هذا الموضوع والحديث فيه "مرفوض فلسطينيا وعربيا، والقانون الدولي لا يتيح للاحتلال نزع سلاح المقاومة، وإن كان هناك سلاح يجب أن ينزع فهو سلاح الاحتلال التدميري التخريبي الذي تجاوز القوانين والأعراف الدولية".
حجم الإبادة كبير
وأشار الباحث في الشأن الإسرائيلي أن تلك المحاولات تأتي على اعتبار أن سلاح المقاومة هو "الوحيد الذي دافع عن الشعب الفلسطيني بقوة لم يسبق لها مثيل"، مضيفا أن الاحتلال بذلك "يحاول زعزعة ثقة المقاومة وخلط أوراقها للتأثير على أدائها في تطوير أسلحة أخرى في المستقبل".
وقال: طالما هناك احتلال، يحق للشعب الفلسطيني أن يقاوم وأن يدافع عن نفسه أمام أي عدوان. داعيا السلطة وكافة شرائح الشعب الفلسطيني لإطلاق حملة إعلامية عالمية تذكر العالم أننا نعاني من الاحتلال ومن حقنا الدفاع عن انفسنا.
وخلال خطابة أمام الأمم المتحدة أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولات الإبادة من قبل الاحتلال قائلا: "حجم الإبادة كبير.. والدمار لا مثيل له".
وتمكنت المقاومة الفلسطينية من قصف المدن الإسرائيلية المختلفة بصواريخ محلية الصنع، والتي شكلت صدمة للاحتلال ورادعا من الاستمرار في ارتكاب مجازره بحق الشعب الفلسطيني.
عجزنا عن نزعه
من جانبه أكد المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة المختص بالشأن الإسرائيلي أن "نزع سلاح المقاومة هو الهدف الحقيقي من وراء حرب العصف المأكول"، موضحا أن طريقة نزع سلاح المقاومة هي النقطة المركزية في خلاف ليبرمان ونتنياهو.
وذكر جعارة في حديثه لـ "عربي21"، أن "الإسرائيليين يعتقدون أن نزع سلاح المقاومة لا يمكن أن يكون بالمفاوضات أو بالطرق السليمة، لأن ما عجزوا عنه بالحرب لن يحصلوا علية بالسلام".
وانتقد ليبرمان سلوك نتنياهو في العدوان الأخير على غزة قائلا: "سلاح المقاومة لا يمكن أن ينتزع بالمفاوضات لأننا عجزنا عن نزعه بالحرب، وان نتنياهو لم يحسم الحرب على غزة ولم يعمل على تركيع المقاومة".
وحول ربط الإعمار بنزع سلاح المقاومة أفاد المختص في الشأن الإسرائيلي أن "وقف معاناة أكثر من ربع مليون فلسطيني أصبح سلاحا سياسيا خطيرا لإحداث مكسب سياسي للاحتلال"، متهما بعض الدول الإقليمية بمساعدة إسرائيل في ذلك بـ "عدم السماح بدخول مواد البناء".
وعملت مصر منذ الانقلاب على أول رئيس شرعي منتخب محمد مرسي وتولي السيسي رئاسة مصر على خنق قطاع غزة، من خلال إعاقة دخول مواد البناء للمشاريع القطرية، وإغلاق معبر رفح الحدودي وهدم الأنفاق التي كان يعتمد عليها الغزاويون في سد بعض احتياجات مواد البناء والغذاء.