مسلحون معارضون للنظام السوري في غوطة دمشق - أرشيفية
شهدت غوطة دمشق الشرقية عمليات اغتيال غير مسبوقة استهدفت قادة في "جيش الأمة" الذي يضم فصائل مسلحة معارضة للنظام السوري، حيث اغتال مسلحون مجهولون في مدينة دوما السورية، الكردي فهد محمود، المعروف بـ"أبو محمود"، وهو نائب قائد لواء "فتح الشام" المنضوي تحت قيادة "جيش الأمة" المعارض في الغوطة الشرقية، وذلك بعد يوم من محاولة اغتيال فاشلة لـ"الشيخ بكري" مرافق القائد العام لـ"جيش الأمة"، أحمد طه.
وذكرت مصادر عسكرية لـ"عربي 21"، أن مسحلين زرعوا عبوة ناسفة داخل سيارة الشيخ بكري أدت لإصابته إصابة بليغة، وهو الآن في حالة حرجة.
وسبقتها محاولة اغتيال أخرى فاشلة لقائد "جيش الأمة"، محمد طه، وذلك قبيل تشكيله الجيش، حيث نجى من الموت "بأعجوبة".
وقال المواطن "أبو شريف" وهو سوري يعيش في مدينة دوما، إن حوادث الاغتيالات في دوما غير مسبوقة، "لم نشاهد حوادث اغتيال وقصف وموت كما يحدث يوميا في مدينة دوما"، على حد قوله.
وأضاف: "بتنا نخاف ركوب السيارات، وحتى الدراجات النارية، فكل شيء بات يرعبنا" في هذه المدينة.
وأوضح أن الأشخاص الذين تم استهدافهم بعمليات الاغتيال في الأيام الأخيرة هم من ضمن التشكيل الحديث الولادة المسمى "جيش الأمة"، والذي ضم أكثر من ثمانية فصائل "تلتزم بمبادئ الثورة السورية وأهدافها، وتحترم الأفراد والمواطنين المدنيين قبل كل شيء"، وفق شهادة أبو شريف.
وتابع أبو شريف: "إذا كان نظام بشار الأسد وراء عمليات الاغتيال هذه فمن المستحيل أن تكون هنالك يد خفية تقوم بمثل هذه الأعمال"، مرجحا تعاون بعض قادة الفصائل مع القوات النظامية، فهم "يعرفون الشاردة والواردة في البلد"، على حد تعبيره.
وبيّن أبو شريف أن هذه الشخصيات يجهلها أبناء المنطقة المحاصرة وجيشها الحر حتى الآن، و"هذا لا يعني أنه لا يوجد هناك جهة داخل الغوطة الشرقية تعمل لمنفعة شخصية، وتتلقى أوامر من أي بلد خارجي، غرضه إفساد ما تبقى من بناء الثورة وعزائم الثوار، ذلك أننا شهدنا التدخلات الخارجية من عدة دول مختلفة منصبة نفسها وصية على هذه الثورة اليتيمة".
ويذكر أنه تم اغتيال الناطق الإعلامي للواء "أسود الغوطة" مع مرافقه قبل أيام مضت، أثناء تجواله بالقرب من حاجز مسرابا، إبان تقديمه كعنصر إعلامي أساسي في تشكيلة "جيش الأمة".
ويعتقد أبو شريف أن عمليات الاغتيال لها علاقة بأمور سياسية بحتة.
وأشار أبو شريف إلى أن عضو المكتب السياسي لـ"الاتحاد الاشتراكي"، محمد سعيد فليطاني، كان "أول المغدروين" في مسلسل الاغتيالات في الغوطة الشرقية، حيث لم يكن لاغتياله أي علاقة بالأمور العسكرية أو بالتقدم نحو دمشق فهو مفكر وسياسي، على حد قوله.
وتلا ذلك مقتل "أبو عمار اليهودي" وهو قيادي في لواء "شهداء دوما"، وتم تنفيذ عمليات تفخيخ للسيارات حينها في شوارع سكنية رئيسية في البلدة، أفضت إلى مقتل العديد من النساء والأطفال.
وبين أبو شريف أن الأشخاص المستهدفين في عمليات الاغتيال أكثرهم من "المعتدلين الذين ليس لهم علاقة بالفصائل المنضوية تحت الجبهة الإسلامية"، معتبرا أن الهدف من ذلك "خلق فتنة بين الفصائل، وربما لأهداف أخرى لا نعرفها".