في هذه الأيام المباركة من الأشهر الحرم من كل عام .. يتوافد حجيج بيت الله الحرام من كل حدب وصوب إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة
الحج وزيارة مسجد أشرف الخلق نبي الله ورسوله محمد عليه وعلى جميع رسل الله أفضل الصلاة وأتم التسليم، وحج
البيت الحرام، تلبية لدعوة الحق.
لكن الأشهر الحرم هذا العام شهدت أيضا تلبية أخرى لرسول آخر بشر به أحد أهل العلم في مصر، وذلك حين قال إن الله بعث في أهل هذا الزمان نبياً مرسلاً.. فقد كان لهذا النبي المرسل وجهة عظيمة.. فالأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.. حيث أقلعت أفواج من مصر كنانة الله في أرضه في طائرات خاصة لرجال أعمال من خيرة الصالحين الأنقياء الأتقياء المؤدين لحق الله والوطن!! مصطحبين دعاة للتنوير ونشر الفضيلة والفكر وحرية الرأي والتعبير!! ملبين دعوة رسولهم ونبيهم المرسل! قاصدين حج "
البيت الأبيض".. ولم لا؟ فهو القائد المخلص من الإرهاب والذي ابتعثه الله ليرفع الظلم ويقيم العدل بين الناس، لتنهي مصر مرحلة سوداء من القتل والحرق والقمع والاعتقال والتعذيب والتحريض والفقر والظلمة، وتنتقل في عهده إلى واحة أمن وأمان ورخاء وحرية ونور!!
سافر النبي المرسل من الله على بركة الله، بصحبة حوارييه وأصحابه الأبرار الأطهار الأوفياء المخلصين! ولم يرد نبي الله المرسل إلا أن يجعل هذه الرحلة المباركة خالصة.. فلم يشأ إلا أن يستقبله أصحابه وحواريوه أيضاً، فمثل هذه الرحلة الطاهرة يخشى أن يدنسها رياء استقبال الرؤساء أو الزعماء أو حتى الوزراء. كي تظل الشعائر والنسك خالصة لا تشوبها شائبة من حب للذات أو إشباع لأي أهواء شخصية أو مادية… حتى وإن كان المستقبل هو من تشد له الرحال وتسكب أمامه العبرات ويعترف أمامه بالذنوب والخطايا..حبر الشرعية الدولية الأعظم قدس الله سره.
وللتأكيد على عالمية الرسول المنزل وتسامح دعوته وبعده عن الطائفية، تمت الدعوة في كل الكنائس لحشد الملبين للوقوف والرد على الإرهابيين الرافضين لنبوءته ودعوته ودينه الجديد، جاؤوا من كل فج عميق.. ما أروع هذا المشهد الإنساني الحضاري الرائع الذي لا يميز بين المصريين!!. رسول مرسل تحشد له الكنائس لتجنب الطائفية…فلو دعت له المساجد أيضاً لكانت طائفية بغيضة!
ويقترب الموعد ويقف النبي المرسل قبل اليوم الموعود، خاطباً في الناس محيياً حوارييه الذين جاؤوا خلفه .. وفي مشهد تقشعر له الأبدان يقف ليعلن ويشرح كيف تحولت البلاد، التي دخلت طواعية في دينه الجديد، إلى واحة من العدل والحق والحرية!! وسط تصفيق حاد من جميع الحضور على اختلاف مشاربهم وألوانهم إلا ثمانية من الحواريين كانوا يحضرون هذا المشهد العظيم فظلوا الوحيدين بالقاعة المطأطئين لرؤوسهم ولم يشاركوا الجمع التصفيق.. فهم ليسوا دعاة تملق أو نفاق ..فكفاهم أنهم حواريوه وفقط ينهلون من نبوءته وحكمته.. ربما يحظى أحدهم بسيفه أو ساعته.. ليكمل دعوته ومسيرته.
وفي اليوم الأعظم، وقف النبي المرسل أمام البيت الأبيض.. وخلع نعليه.. و ما إن وطئت قدماه البيت..فإذا بكل الأرواح الطيبة تحيط به من كل مكان.. وتقدم فجلس أمامه.. أمام حبر الأحبار وقدس الأقداس ومانح الغفران ومسبغ الشرعيات.. جلس أمامه محاطاً بحوارييه.. جلس وهو يحدث نفسه.. ها أنا ذا أمامك.. من يصدق هذا!!.. أجلس أمامك نبياً مرسلاً .. وأنت تحدثني وتصدق نبوءتي وتسبغ علي من شرعيتك.. والله لقد نصرنا الله بنيويورك.. يوم كنا قلة.. لكننا مسلحون بكل ما يحمل معاني الحق والعدل والحياة والحرية والبقاء والنمو والتسامح أمام هؤلاء المنظمين الذين يحملون سلاحا يستغلون العباد لشرائه ليقتلوهم.. لينتصر الحق والعدل والتسامح على الباطل والظلم والفاشية والإرهاب.. الله أكبر ..نصرنا الله بنيويورك!!وسيدخل الناس كافة في ديننا الجديد وما نبشر به الناس بعد أن أسبغ علينا قدس الأقداس وحبر الأحبار من شرعيته، فأي شرعية بعدها!
وبعدها، جمع النبي المرسل حوارييه وأصحابه وأخذ يحمد لهم الله على نصره في نيويورك، ويروي لهم تفاصيل اللقاء بقدس الأقداس ومانح الغفران ومسبغ الشرعيات، ويدعوهم لتحمل تبعات جهادهم لنشر دعوته بالكلمة الحسنة التي تجمع ولا تفرق، التي تحترم الناس وتخاطبهم بما هم أهله، وأخذ يروي لهم كم تحمل هو العنت و الإيذاء منذ نعومة أظافره وفي طفولته لتنتشر دعوته عندما يكبر.
عاد النبي المرسل وحواريوه حجيج البيت الأبيض، مؤيدين منصورين فرحين بشرعيتهم الجديدة ونصر الله بنيويورك ليصلوا العيد بمصر مهد الرسالات والأنبياء ويخطب فيهم خطيب العيد كيف أن الله أحب نبيه ورسوله الجديد وأمر جبريل عليه السلام ليلقي بحبه في قلوب كل من سمعوه في مشارق الأرض ومغاربها، وبالأخص عندما سمعوا كلمته في مشعر نيويورك!
وعلى عرفات وقف حجيج بيت الله الحرام ساعين ملبين طائفين بالبيت، مقبلين الحجر الأسود، شاربين من ماء زمزم حتى التضلع، زائرين لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، داعين الله أن ينصر الحق ويمحق الظلم وأن يقام العدل وتحفظ الدماء وتسترد الحقوق ويتحرر الناس لتزدهر الأوطان.