مواجهات عنيفة في باحات الأقصى بين جنود وشرطة الاحتلال وبين الشباب المرابطين - أ ف ب
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأربعاء، أنها لن تسمح بتهويد القدس مهما كلفها ذلك من ثمن، وستعمل بكل ما لديها من قوة لتطهيرها من الاحتلال الصهيوني، مشددة على أنها لن تعترف ولن تستسلم لأي تغيير على خارطتها السياسية أو الديموغرافية أو الدينية.
وقالت الحركة في تصريح صحفي، إن "ما يمارسه العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه وجنوده من اعتداءات متكررة ومتواصلة على المسجد الأقصى، من اقتحامات وفتح أبواب جديدة، ما هو إلا حلقة من مسلسل تهويد القدس والأرض الفلسطينية".
وأضافت أن "تسارع هذا العدوان الصهيوني يأتي في سياق الأوراق المختلطة في المنطقة العربية، حيث يستفيد العدو من تشتت الذهنية العربية والإسلامية، وانحراف الأنظار عن فلسطين ومقدساتها لممارسة جرائمه البشعة، كما حدث في غزة ويحدث في القدس الآن".
ودعت الحركة الأمة حكومات وشعوبًا للالتفات لخطورة ما يجري اليوم في القدس، وأن يجعلوها قبلتهم السياسية والثقافية أكثر من أي شيء، "لأن بقاء هذه الأمة مرتبط ببقاء مقدساتها".
وحذرت "حماس" الكيان الإسرائيلي من عملية "استسهال" التعدي على المقدسات الإسلامية، "لأن ذلك هو عنوان الصراع الحقيقي الذي لن ينتهي إلا بنهاية هذا الكيان الدخيل".
وأصيب صباح الأربعاء عدد من المصلين برضوض وحالات اختناق، إثر إطلاق شرطة الاحتلال الخاصة القنابل الصوتية وغاز الفلفل باتجاههم خلال اقتحامها باحات المسجد الأقصى المبارك.
وفرضت شرطة الاحتلال منذ ساعات الصباح الباكر حصارًا مشددًا على المسجد الأقصى، ومنعت من هم دون الـ60 عامًا من الرجال من دخوله، وجميع النساء وطلاب المدارس الشرعية.
"علماء المسلمين" يدعو إلى "حلف إسلامي عربي إنساني" للدفاع عن الأقصى
وفي سياق متصل، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى "تكوين حلف إسلامي عربي إنساني" للتصدي للاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني العادلة، ووقف الاحتلال.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلية اقتحمت، صباح الأربعاء ساحات المسجد الأقصى، مستخدمة قنابل الغاز المسيلة للدموع، لإخراج المرابطين من المسجد، قبل السماح لجماعات من المستوطنين باقتحام المسجد بمناسبة عيد "العُرش" اليهودي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشرطة والمصلين، أسفرت عن وقوع إصابات لدى الطرفين.
وتعليقا على هذه الأحداث، قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان، إنه يتابع "بقلق بالغ الأحداث الإجرامية المتصاعدة من جانب الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين تجاه المسجد الأقصى من مداهمات خطيرة للغاية".
وأعرب عن قلقه كذلك من "دعوات الاقتحام المستمرة من قبل جماعات الصهاينة، والتي وصلت إلى المطالبة بفتح باب لليهود بالمسجد الأقصى الشريف".
وقال إن "من المؤسف أن يحدث كل ذلك وأكثر وسط صمت عالمي وبخاصة صمت عربي وإسلامي، إلا من رحم ربي".
وندّد البيان "باقتحام المسجد الأقصى من قبل الصهاينة المحتلين، ومن قبل قوات الأمن الإسرائيلية المعتدية التي ألقت القنابل التي أدت لاحتراق بعض سجاد المسجد الأقصى الشريف".
كما أنه ندد بـ"الاعتداء على المقدسيين مقابل حماية الصهاينة المحاولين لاقتحام المسجد الأقصى" .
ودعا "جميع دول العالم والمنظمات الدولية للعمل على إيقاف هذا الإجرام الصهيوني، ووقف حالة الصمت غير المبررة، في الوقت الذي يقوم فيه العالم بتأسيس تحالفات ضد تنظيمات يرى أنها متشددة، بينما يقف صامتا أمام محتل مخالف للشرائع والقوانين دون أن يردعه أحد".
وطالب "الاتحاد" العالم الإسلامي والعربي والعالم الحر بـ"تنظيم فعاليات عالمية مساندة للقضية الفلسطية العادلة، والقيام بهبة عالمية حرة ترفض الاعتداءات على المسجد الأقصى والمقدسيين، وترفض تهويد القدس الشريف وفلسطين، وذلك يوم الجمعة الموافق 17 أكتوبر 2014م".
وطالب الخطباء بتركيز خطبهم في هذا اليوم على قضية فلسطين والمسجد الأقصى.
وطالب "الاتحاد" كذلك قادة الدول العربية والإسلامية بـ"القيام بمسؤولياتهم تجاه قضية الأمة الأولى والمحورية وهي قضية فلسطين".
ودعا إياهم إلى "ملاحقة المعتدين المحتلين قانونيا ودوليا، والعمل على إيقاف تلك الاعتداءات والمداهمات المتكررة، تجاه المسجد الأقصى، ومحاولات هدمه، أو حرقه، أو الاعتداء على المقدسيين".
وطالب بتشكيل تحالف إنساني لاستعادة حقوق الفلسطينيين، متسائلا: "هل لا يستحق المسجد الأقصى تكوين حلف إسلامي عربي إنساني للتصدي للاعتداءات الصهيونية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني العادلة ووقف الاحتلال؟".