قال الناشط الإعلامي في "
مخيم اليرموك" وليد الآغا، إن بعض سكان المخيم لجأوا مؤخراً إلى حفر عدة أمتار تحت الأرض بهدف الوصول إلى أنابيب لتمديد المياه المخصصة لمناطق أخرى وهي غير صالحة للشرب، بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحي، وذلك مع استمرار قطع المياه عن المخيم لـ 30 يوما بشكل متواصل.
وبين الآغا لـ"عربي 21"، أن عميات الحفر التي يقوم بها هؤلاء الأهالي تكلفهم كثيرا بما لا يتناسب مع الوضع المعيشي للسكان في مناطق جنوب العاصمة المحاصرة من قبل
النظام.
وأضاف، أن الأهالي في مخيم اليرموك وبلدات جنوب العاصمة كببيلا ويلدا وبيت سحم والتضامن يعانون من حالة إنسانية صعبة للغاية بعد انعدام مياه الشرب في مناطقهم.
وجاء انقطاع المياه عن المخيم بعد شهرين من قطع المياه عن الحجر الأسود وأجزاء من حي التضامن مما فاقم الوضع الإنساني سوء زيادة على سوئه أصلا.
وتعاني مناطق جنوب دمشق وعلى رأسها "مخيم اليرموك" أكبر مخيم للفلسطينيين في سورية من
حصار متواصل منذ سنتين من قبل جيش النظام والجبهة الشعبية في القيادة العامة، وسط انعدام
الماء والكهرباء وغياب الرعاية الصحية والخدمات، بالإضافة إلى انعدام المواد الغذائية إلا من المساعدات الشحيحة التي تقدم للمدنيين عبر الأمم المتحدة.
ويجبر الأهالي على المسير لمسافات طويلة للحصول على بعض المياه للشرب والاستخدام المنزلي والتي في غالبها تكون مياه آبار غير صالحة للشرب ما يهدد حياة العشرات من النساء والأطفال، فضلاً عن الإصابة بأمراض معوية والتيفوئيد وحالات التسمم كنتيجة طبيعية لاستخدام المياه الغير صالحة للشرب بعد انقطاع المياه عن 90% من مناطق المخيم.
وقال الآغا إن: "ضغط المياه لا يمكن أن يصل إلى الطوابق العليا من أبنية المخيم ويعاني هؤلاء الأهالي من مجهود إضافي يزيد في حال توفرت بعض المياه حتى وإن كنت ملوثة".
وحاول المجلس المحلي وبعض الجهات الخيرية بتقديم المياه للمدنيين كمياه الآبار عبر صهاريج، ولكنها لا تستطيع تغطية المخيم بشكل كامل، وذلك بكونه يضم كثافة سكانية هائلة، ويشكو كثير من الأهالي من سياسة الوساطات و المحسوبيات لدى هذه الجهات.
في حين لا تستطيع الجهات المساعدة بتوفير المياه إلا لجزء يسير من الأهالي في المخيم نتيجة قلة الموارد من جهة و نتيجة عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الآليات والآبار من فضلاً عن تفضيل المعارف والمقربين.