يرى وزير الثقافة في الحكومة
الفلسطينية السابقة أسامة العيسوي أن "الغياب الرسمي للحكومات العربية"، يشجع الاحتلال الاسرائيلي على السعي "لطمس كل المعالم الإسلامية لمدينة القدس وتهويدها بخطوات ممنهجة"، مؤكدا أن للقدس "مكانة خاصة لما لها من رمزية دينية، وفي نفس الوقت مكانتها القومية كعاصمة لفلسطين".
واعتبر العيسوي في حديثه لـ"عربي21" أن الأحداث الجارية في هذه الأيام هي "تكريس للسيناريو الذي وضعه الاحتلال للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد
الأقصى"، ولم يستبعد أن يحقق الاحتلال غايته "وتصبح المعالم الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى من الأطلال".
وكثف الاحتلال الاسرائيلي من اقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك خلال الفترة الأخيرة والتي شهدت اشتباكات مع المرابطين داخل المسجد الاقصى لمنع المستوطنين من اقتحامه والصلاة فيه.
الاهتمام الإعلامي
وأشاد وزير الثقافة بالجهود التي يبذلها أبناء القدس وأحرار مدن الداخل المحتل عام 1984 في "الدفاع المستميت"، عن القدس والأقصى، مطالبا بـ" حراك أوسع وأشمل من الجميع للدفاع عن القدس والأقصى من قبل الفلسطينيين بصفة خاصة والمسلمين والعرب بصفة عامة".
ونفى أن تكون هناك أي فائدة من "بيانات الشجب والاستنكار والتنديد"، التي لم تعد كافية، "وليست بالمانعة لمخططات الصهيونية"، متمنيا على أهل
غزة المزيد من "الاهتمام والتفاعل مع قضيتهم الأساس، مهما كان وضعهم وأيما كانت الصعوبات التي يمرون بها".
ودعا العيسوي إلى المزيد من الاهتمام الإعلامي، وتداولها بالكلمة والصورة والرسومات والشعر والأعمال السنيمائية والأفلام الوثائقية، وأن تبقى "حاضرة في كل مجالسنا واجتماعاتنا"، مبينا ضرورة التوجه إلى الله بأن "يحمي القدس والأقصى ويوحد كلمتنا، وأن يوفق المقاومة لتحرير الأقصى من دنس المحتلين".
التصدي للمخططات
من جانبه اقترح الشاب عيسى علوان أن تقوم وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الفضائيات الفلسطينية والعربية والإسلامية بالاتفاق على "بث موحد"، لكشف الانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى وحشد الجهود لنصرة القدس.
أما الشاب أحمد دلول المهتم بالجانب السياسي يعتقد أن الاحتلال
الإسرائيلي ينظر الى "المقدسيين كما كان الأمريكان ينظرون إلى الهنود الحمر الذين انتهى مصيرهم بالفناء"، مؤكدا أن الاحتلال يحاول القضاء على الوجود المقدسي وشطب المعالم الإسلامية من المدينة المقدسة.
الصحفي عبد الرحمن أبو العطا يقول إن "ما يجري في القدس والأقصى ليس جديدا، فهو امتداد للمطامع الصهيونية في السيطرة المدينة"، مبينا ضرورة توعية وتثقيف الأجيال المختلفة وخاصة الشباب منها من أجل "التصدي لهذه المخططات".
الطرق متنوعة
وشدد على ضرورة "تفعيل المقاومة بكافة أشكالها، وأهمها المسلحة"، وإجبار الاحتلال على "دفع ثمن باهظ لجرائمه".
ويتعمد الاحتلال التضييق والاعتداء بالضرب المبرح والقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع على المصلين والمرابطين داخل المسجد الأقصى، وتسعى دوما لتفريغ المسجد كي يتمكن المستوطنون من التجول داخله دون عائق، وتغلق أحيانا أبواب المسجد.
هشام سكيك شاب فلسطيني يعمل في المجال الإعلامي عبّر عن غضبه لما يجري بالقدس بقوله: "من يفرط بالقدس هو خارج عن الصف الفلسطيني ولا يمكن مناصرته أو عونه أو تأييديه"، معتبرا أن "الانقسام الفلسطيني الفلسطيني" ساهم في إضعاف الاهتمام بما يجري بالقدس من "جرائم لا يمكن لعاقل السكوت عنها".
الشباب الفلسطيني عليه أدوار كثيرة لتعزيز صمود أهل القدس، من خلال إيجاد مبادرات وحملات مناصرة من شأنها أن تدفع بقضايا القدس والأقصى إلى الأمام عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتي -كما يأمل سكيك- يجب أن يعمل الشباب على زيادة تناول قضية القدس بعد جمع المعلومات المطلوبة من المصادر الموثوقة لتدشين حملات ناجحة.
وقال: "ما نريده حقا عزيمة حقيقة، والطرق متنوعة"، من أجل نصرة القدس والأقصى.