فشلت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها
الجامعات المصرية في وقف الإحتجاجات الطلابية، فبدأ العام الدراسي الجديد من حيث انتهى العام الماضي، إذ شهد منذ ساعاته الأولى مظاهرات حاشدة أدخلت الحزن على قلوب مؤيدي النظام الحاكم.
واشتعلت الجامعات المصرية يوم الأحد والاثنين بمظاهرات قوية واشتباكات بين الطلاب وأفراد الأمن التابعين لشركة "فالكون" المكلفة بتأمين الجامعات، وأدت الاشتباكات إلى هروب أفراد فالكون خارج الجامعة وتحطيم الطلاب للبوابات الإلكترونية والأجهزة التابعة للشركة.
دعوات لتدخل الفرقة 777
وفي تصريح يظهر مدى العجز الذي تشعر به الحكومة وعدم تمكنها من وقف مظاهرات الطلاب، قال السيد عبد الخالق
وزير التعليم العالي، إن تلك الإحتجاجات تتطلب تدخل الفرقة 777 للسيطرة على الأوضاع، في إشارة إلى إحدى كتائب قوات
الصاعقة عالية التدريب في الجيش المصري.
وأضاف، خلال مداخلة مع قناة "صدى البلد" مساء الأحد: "لازم يكون فيه نهاية لهذه الإحتجاجات، أنا حزين بشدة بسبب ظهور الجامعات المصرية بهذا المظهر أمام أعداء البلاد".
كما كانت الهزيمة التي لحقت بشركة فالكون وعجزها الواضح على وقف الاحتجاجات الطلابية ذريعة لأنصار النظام الحالي للمطالبة بعودة الحرس الجامعي مرة أخرى إلى داخل الجامعات، بدعوى السيطرة على العنف وحماية المنشآت العامة.
وظهرت في معظم وسائل الإعلام المصرية دعوات تحريضية على الطلاب المتظاهرين وذويهم وصلت إلى حد المطالبة بإعدامهم واعتقال أقاربهم.
ويقول مراقبون إن الإجراءات الأمنية المبالغ فيها داخل الجامعات مثل البوابات المصفحة والتعاقد مع شركة أمن خاصة، وتفتيش الطلاب بشكل مهين أدى إلى زيادة الإحتقان بدلا من المساهمة في السيطرة على الأوضاع داخل الجامعات.
وأبدى معظم الطلاب سخطهم لشعورهم بالإهانة بسبب انتظارهم لوقت طويل أمام بوابات الدخول بسبب عمليات التفتيش الدقيق التى ثبت عدم جدواها بعد نجاح طلاب الإخوان في إدخال الأدوات التي يستخدمونها في التظاهر مثل الألعاب النارية والطبول ولافتات وأعلام رابعة وصور الرئيس محمد مرسي إلى الحرم الجامعي.
أغلقوا الجامعات
وإزاء هذا التطور، دعا أنصار عبدالفتاح السيسي ووسائل الإعلام المؤيدة له بإغلاق الجامعات وإلغاء سكن الطلاب في المدن الجامعية، بدعوى السيطرة على تظاهرات الطلاب المعارضين للسلطة الحالية.
واقترح الإعلامي الرياضي أحمد شوبير، غلق كل الجامعات لمدة عام كامل للتغلب على مظاهرات الطلاب والشغب الذي يحدثونه ويظهر مصر أمام العالم أنها دولة غير مستقرة.
وتابع شوبير - عبر برنامجه على قناة سي بي سي - : "إيه المشكلة، فلنلغي التعليم لمدة سنة، ايه اللي هايحصل يعني؟ لازم نقفل الجامعات لغاية البلد ما تقف على رجلها تاني".
وطالب "على السيد" رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم"، بإلغاء سكن الطلاب في المدن الجامعية نهائيا، مبررا ذلك بأنها أصبحت بيئة حاضنة للإرهاب، ويكون في المدن طلاب متطرفون يقومون باستمالة زملائهم للانضمام للجماعات الإرهابية، على حد قوله.
وأضاف السيد - في تصريحات لقناة "صدى البلد" مساء السبت الماضي أن الدولة تعالج العرض في أزمة الشغب بالجامعات ولا تعالج المرض، مشيرا إلى التيارات التي تنتهج العنف نشأت جميعها داخل المدن الجامعية.
وأكد أن تكلفة المدن الجامعية كبيرة جدا على الدولة، والأفضل توفير الأموال لصالح الدولة والطلاب في أشياء أخرى، موضحا أن شركات الأمن الخاصة لا تصلح لحماية الجامعات بل تحمي فقط الشركات أو البنوك.
تحريض على جامعة الأزهر
وطالب الأديب المصري يوسف زيدان المعروف بتشجيعه في السنوات الماضية للثقافة والعلم، بإغلاق الجامعات المصرية بشكل عام أو على الأقل إغلاق جامعة الأزهر كحد أدنى، قائلا إن ما جرى في جامعة الأزهر من مناوشات هو أمر لا يبشر بخير".
وكتب زيدان - عبر حسابه على "فيس بوك" - محذرا الحكومة من التأخر في اتخاذ هذه القرارات بقوله: "إذا لم يصدر غدا قرار بإغلاق جامعة الأزهر وتعليق الدراسة فى بعض كلياتها لمدة عامين، فسوف نندمُ ندماً فادحاً".
وفي مداخلة هاتفية مع قناة "المحور" تابع "زيدان" - المعروف بعدائه للتيارات الإسلامية - هجومه على جامعة الأزهر، مشيرا إلى أن مناهجها تساعد على صناعة التطرف وأن معظم الأساتذة بها لا يصلحون لتعليم تلاميذ في المرحلة الابتدائية.
وفي أول رد على تلك الدعوة، قال حسين عويضة، رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر إنه سيقدم بلاغا للقضاء ضد زيدان بتهمة الإساءة لجامعة الأزهر والعاملين بها وتحريض دول العالم عليها، موضحا أن 122 دولة حول العالم ترسل أبناءها لتلقي تعليمهم في جامعة الأزهر، وأن ما قاله "زيدان" يعد بمثابة تحريض واضح وصريح لهذه الدول على عدم إرسال أبناءهم إلى الأزهر.
واتخذت الحكومة قرارا - الاثنين - بإدخال قوات الشرطة إلى داخل الحرم الجامعي لجامعتي الأزهر والقاهرة، بعد زيارة خاطفة قام بها وزير الداخلية إلى الجامعتين لتفقد الأوضاع الأمنية بهما.