شاركت وحدات خاصة من الجيش
المصري والشرطة وقوات من شركة حراسة أمنية، الثلاثاء، في اقتحام
جامعة الإسكندرية والاعتداء على طلبتها، بإطلاق الرصاص الخرطوش صوبهم أثناء تواجدهم في مدرجات الجامعة، ما أسفر عن إصابة واعتقال 58 منهم.
وقال "تجمع
طلاب ضد الانقلاب" في بيان لهم، إن قوات الشرطة والجيش اعتقلت 28 طالبا من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وأصابت 30 آخرين، وذلك بعد محاصرتها مبنى الكلية واقتحامها المدرجات الدراسية وإطلاق قنابل الغاز والخرطوش فيها.
وأضاف التجمّع، أن عناصر من شركة "
فالكون" المتخصّصة بأعمال الحراسة شوهدوا أثناء اعتقالهم مجموعة طلبة مصريين واقتيادهم داخل مدرعات الشرطة والجيش الذي قامت قواته بإخلاء مبنى كلية الهندسة ومحاصرة مجموعة من الطلبة.
وكان طلبة جامعة الإسكندرية قد خرجوا اليوم في مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، رافعين لافتات كُتب عليها "الطلبة حصن الثورة" وأخرى تضمنت أسماء الطلبة المعتقلين الذين طالبت بالإفراج عنهم، مرددين هتافات مناهضة للإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها إدارة الجامعة.
استمرار انتفاضة الطلبة في اليوم الرابع للدراسة
وشهد اليوم الرابع للدراسة في عدة جامعات مصرية، الثلاثاء، استمرار التشديدات الأمنية في محيطها وخروج الطلاب المعارضين في تظاهرات منددة بما أسموه "القمع الأمني"، وسط اشتباكات محدودة شهدتها جامعتا أسيوط (جنوبا) وبني سويف (وسط البلاد).
ورفع المشاركون من الطلاب والطالبات الذين أغلبهم من مؤيدي الرئيس محمد مرسي لافتات منددة بـ"
اعتقال" زملائهم، وذلك خلال فاعليات دعت لها حركة طلاب ضد الانقلاب (المعارضة) على مستوى جامعات مصر، وللمطالبة بالافراج عن الطلاب المحبوسين والقصاص لضحاياهم الذين قتلوا خلال اشتباكات مع العناصر الشرطية بمصر أثناء تظاهراتهم العام الماضي.
وبحسب مصادر طلابية، فقد برزت التشديدات الأمنية على مداخل جامعات المنيا وبني سويف (وسط البلاد) وأسيوط (جنوبا) والإسكندرية (شمالا)، وحلوان (جنوبي القاهرة)، وعين شمس والأزهر (شرقا).
وعلى مستوى التظاهرات، شهدت جامعة الأزهر الثلاثاء، خروج طالبات مؤيدات لمرسي في تظاهرة تندد بـ"اعتقال الطلاب"، وبالرئيس المصري قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وفي الشرقية (من دلتا النيل)، نظم طلاب معارضون للسلطات الحالية سلسلة بشرية داخل جامعة الزقازيق أمام بوابة كلية الآداب، وسط تواجد أمني مكثف.
وردد الطلاب هتافات: "اعتقال اعتقال والنضال هو النضال"، و"يا للي بتسأل نازلين ليه قولي حبسوا الطلبة ليه"، و"قولي قتلوا الطلبة ليه"، و"إحنا الطلبة ودي كلمتنا.. يرجع مرسي وحق شهيدنا".
وتظاهر طلاب مؤيدون لمرسي داخل جامعة الأزهر فرع تفهنا الأشراف، بمحافظة الدقهلية (من دلتا النيل)، ضد السلطات الحالية، مطالبين بالإفراج عن الطلاب المعتقلين.
وتكررت التظاهرات الطلابية، في جامعات المنوفية وكفر الشيخ ودمنهور وطنطا (دلتا النيل).
وشهدت جامعة بني سويف اشتباكات بين أفراد الأمن الإداري لجامعة بني سويف، وطلاب حركة "طلاب ضد الانقلاب" في محاولة لفض التظاهرة التي انطلقت ظهر اليوم للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين.
ووقعت في جامعة أسيوط اشتباكات محدودة بين طلاب معارضين لمرسي والعناصر الأمنية أثناء تظاهرة لهم داخل حرم الجامعة تتندد بما أسمته "استمرار حكم العسكر واعتقال الطلاب".
ووفقا للأناضول، فقد "أصيب 3 من أفراد الأمن الإداري بالجامعة وتم القبض على 11 طالبا عقب الاشتباكات".
واتهمت حركة "طلاب ضد الانقلاب" بالجامعة في بيان لها "أفراد الأمن الإداري وأفراد شركة الحراسة الخاصة (فالكون) بالاعتداء على الطلاب داخل جامعتهم واحتجاز عدد من الطلاب والطالبات داخل الجامعة"، الأمر الذي لم يتسن التأكد منه من مصدر أمني.
وفي السياق ذاته، قال وليد فؤاد رئيس القطاع الإعلامي لمجموعة فالكون القابضة لخدمات الأمن والحراسة (المعنية بتأمين الجامعات) إنها "تقوم بمهمة تأمين 12 جامعة مع بدء العام الدراسي".
وأضاف فؤاد في تصريحات صحفية، أن فالكون لم تفشل في مهمتها في تأمين هذه الجامعات والحفاظ على سلامة الطلبة، وأن أفرادها يتبعون أعلى درجات ضبط النفس رغم ما تعرضوا له من عمليات اعتداء منظمة وممنهجة.
وأشاد شوقي علام- مفتي الجمهورية، في لقائه برئيس جامعة الأزهر عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر بجهود رجال الأمن في ضبط العملية التعليمية وانتظامها، داعيا "الطلاب المنتمين للفئة القليلة الخارجة عن النظام العام (لم يسمّها) الاندماج في العملية التعليمية وتجنب اللعب بنار نشر الفوضى في الحرم الجامعي".
وشهدت عدة جامعات مصرية، الأحد، مظاهرات طلابية، واشتباكات مع قوات الأمن وشركة "فالكون"، أسفرت عن إخلاء الأمن الإداري لجامعة القاهرة (غرب العاصمة)، للموظفين والطلاب، عقب انسحاب شركة "فالكون" الخاصة المسؤولة عن تأمين الجامعة.
وتشهد عدة جامعات مصرية مظاهرات مع بدء أول أيام الدراسة للعام الجاري السبت الماضي ، وسط إعلان حركة "طلاب ضد الانقلاب" عن انطلاق ما أسمته "عاما ثوريا جديدا" لمناهضة السلطات الحالية التي تصفها بأنها نتاج "انقلاب عسكري".
واتهم الأمن المصري طوال العام الدراسي السابق، جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، باستغلال الطلاب في مظاهرات، هدفها تقويض استقرار البلاد. وفي المقابل رصدت منظمات حقوقية طلابية ما وصفته بأنه "انتهاكات" بحق الطلاب.