شنت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من تنظيم
حزب الله هجوما على
السعودية يستنكر الحكم الصادر بإعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر
النمر.
وقالت الصحيفة الخميس إن التهم الموجهة للنمر "لا تستحق الحكم عليه بالإعدام" لكن على ما يبدو فإن للتطورات المتسارعة في اليمن وتوسع سيطرة
الحوثيين على المحافظات عجل في إصدار الحكم على النمر.
وأشارت إلى أن حكم الإعدام على ما يبدو "الغاية منه إيصال رسالة للمسؤولين
الإيرانيين تقول تعالوا وفاوضونا".
وأضافت ما الذي "استجد لتصحو معه قضية النمر بعد سبات طويل استغرق أكثر من 20 شهراً و17 جلسة وتأجيل مرتين للنطق بالحكم، فلعل كلمة السر تقبع في اليمن هناك، حيث الحراك الحوثي الذي أسقط صنعاء في يوم كان فيه سعود الفيصل ومحمد جواد ظريف يتبادلان الكلمات المنمقة في نيويورك".
وأوضحت أن السعوديين "أدركوا على ما يبدو، حدود قوتهم في هذا البلد، فقرروا التعامل مع المتغير الجديد والانفتاح على طهران علها تكتفي بما جرى يمنياً وتقف عند هذا الحد. وهو ما يفسر، على الأرجح، كلمات الفيصل في تلك المناسبة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس بإمكان "القصر الملكي في السعودية، ولا خارجها، تقدير ردّ الفعل الحقيقي داخل المملكة في حال تنفيذ الحكم، وخاصة من المنطقة الشرقية، أكان لناحية المبالغة أم التقليل من المخاوف".
ولفتت إلى أن الغضب على صفحات التواصل الاجتماعي الذي رافق حكم الإعدام نهاراً، انتقل بواسطة نشطاء سعوديين سموا أنفسهم "شباب الحراك الرسالي" إلى الحيّز الواقعي. حيث دعا هؤلاء إلى تظاهرات ومسيرات غاضبة حملت عنوان "يا دولة الظالمين" خرجت من العوامية (مسقط رأس النمر) إلى وسط القطيف (شرق البلاد) ذات الغالبية الشيعية المؤيدة لمواقف النمر.
ووصل الأمر بالصحيفة لحد القول إنه ربما يأتي اليوم الذي "يتخذ فيه النشطاء في السعودية والبحرين، شكلاً جديداً لمقاومتهم التهميش والأحكام التعسّفية ضد طائفة صغيرة في الوطن، كبيرة في تأثيرها في ملفات المنطقة اليوم والتحول إلى فعلٍ عنفي تجاه ما يعتبره أهالي المنطقة النفطية تمييزاً ضدهم".
وأضافت أن أحدهم دعا في هذا الصدد إلى استغلال هذه الفرصة لـ"تشكيل قوات استشهادية لضرب مصالح المملكة في كل مكان بعد تنفيذ السلطات حكم الإعدام ضد النمر".
وحول طبيعة الحكم قالت الصحيفة إن "الحكم بالموت تعزيراً وفق الأنظمة القضائية في السعودية، يعني أن الحكم لا يمكن إسقاطه إلا بمكرمة من الملك شخصياً، وهو ما يعيد ربط الحكم بالجانب السياسي، كأن يستجدي أحد ما في الداخل أو الخارج العفو مجدداً".
ونقلت الصحيفة رأيا للناشط السعودي المعارض، فؤاد إبراهيم الذي قال إن "الحكم يشير إلى حالة توتر يعيشها النظام السعودي، وتدفعه إلى أن يقطع الطريق أمام أي تسوية لحلحلة الأزمة في البلاد" مضيفا أن "النظام السعودي يعلم تماماً أن هذا الوضع الهش الذي يعاني منه في هذا الوقت لا يسمح بمثل هذه الأحكام الحمقاء ولو كان لدى النظام عقلاء فإنهم يمنعون تنفيذ هذا الحكم، لكننا نتوقع الأسوأ من هذا النظام، خصوصاً في هذا الوقت وفي هذه المرحلة التي للأسف الشديد تدير هذه البلاد مجموعة من الحمقى الذين يتصرفون وكأن هذه الدولة امتياز شخصي لهم".
وزاد إبراهيم في تغريداته على تويتر بالقول إن "كثرة الحمقى في آل سعود تعجّل في زوال حكمهم التسلّطي، وإن تآكل شعبيتهم في المنطقة الحاضنة لهم يؤشر إلى اقتراب لحظة الانهيار الكبير".
بدوره قال الكاتب اللبناني أسعد أبو خليل عبر حسابه في تويتر إن "الصمت الإعلامي العربي عن الحكم الجائر ضد الشيخ النمر يفضح زيف الليبراليّة العربيّة الرجعيّة".
من جانبها استنكرت جمعية الوفاق البحرينية المعارضة الحكم على النمر وقالت إنه قد "يؤدي إلى تداعيات تزيد من تعقيد الأمور وتصب الزيت على النار".
وطالبت الوفاق السلطات السعودية إلى إطلاق سراحه لما في ذلك من تدارك للأمور وتهدئة للأوضاع المطربة، وإيجاد سبيل للتفاهم والحوار للتهدئة وتحقيق المصالح المشتركة".
من جهته، دعا رجل الدين الشيعي علي فضل الله، في بيان أمس السلطات السعودية إلى أن تبادر إلى إطلاق عملية حوار شاملة داخل المملكة مع كل المكونات فيها، وخصوصاً مع المكون الشيعي.
وأشار إلى أن الحوار يمنع "المصطادين بالماء العكر، والساعين إلى إشعال فتنة مذهبية من إشعال الأزمة في المملكة".