انطلقت مساء الأربعاء فعاليات الدورة السادسة لمهرجان بغداد السينمائي الدولي بمشاركة أكثر من 111 فيلما من 53 دولة مع عرض
فيلم "نجم البقال"
العراقي، في وقت تخوض بغداد صراعا لاستعادة مناطق واسعة سقطت في أيدي تنظيم الدولة.
ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان وهو من إخراج عامر علوان وكان هذا عرضه الأول.
ويتناول "نجم البقال" حقبة تاريخية تعود إلى العام 1918 وتدور أحداثه أثناء فترة الاحتلال البريطاني للعراق.
وكان من المفترض أن يعرض الفيلم وهو من إنتاج العام 2013 ومدته 90 دقيقة، العام الماضي ضمن فاعليات بغداد عاصمة الثقافة إلا أن مشاكل فنية ومادية حالت دون ذلك على ما قال رئيس
المهرجان طاهر علوان.
وأوضح طاهر علوان لوكالة فرانس برس "المهرجان أصبح فرصة لعرض هذا الفيلم إلى جانب ثلاثة أفلام أخرى لكنها ستكون خارج المسابقة من بينها فيلم "اغتيال مع وقف التنفيذ" للمخرج الراحل فاروق القيسي "الذي توفي العام الماضي بعد أيام قليلة من إنجاز الفيلم هذا.
وأشار علوان إلى أن "المهرجان سيقام سنويا وبشكل دوري ونسعى من خلاله إلى إعادة التذكير بواقع سينمائي متميز وصناعة أفلام جيدة اشتهر بها العراق قبل أن تتلاشى ملامح
السينما الحقيقية في هذا البلد".
وأضاف "لم نلمس أي توجه حقيقي ودعم مؤثر يؤدي إلى إحياء السينما العراقية بيد أننا وجدنا دعما مهما حتى لو أنه نسبي خصوصا من المركز الثقافي الفرنسي في العراق ودائرة العلاقات الثقافية وما تبقى كنا نعتمد فيه على جهودنا".
وتابع علوان "من دورة لأخرى كنا نأمل أن يصل صوت المهرجان وهدفه إلى المؤسسة الثقافية الرسمية لكن للأسف لم تكن هناك جدوى وهذا يدفعنا للإصرار على مواصلة المهرجان لرسالته الفنية والإنسانية والحياتية".
وتنظم "مؤسسة تنمية السينما والثقافة في العراق" وهي مؤسسة غير حكومية، المهرجان سنويا إلا أنها تواجه مشاكل كبيرة من بينها صعوبات مالية تحول دون توجيه دعوات لمخرجين وممثلين وكتاب سينما من خارج البلاد لحضور فعاليات أيامه الخمسة.
وأشار علوان إلى أن "مهرجان كليرمون فيران الفرنسي السنوي للسينما يعد من أبرز الداعمين لمهرجان بغداد من خلال مشاركة أفلام مرموقة حصدت جوائز المهرجان الشهير في فرنسا بعد كان، ضمن العروض" موضحا "دأب مسؤولو هذا المهرجان على المشاركة منذ ثلاث سنوات وهذا يمنحنا دفعا فنيا ومعنويا ".
وتشارك عشرة أفلام من مهرجان "كليرمون فيران" الفرنسي، في الدورة الحالية من بينها "رسائل النساء" و"جراح كمبوديا" و"صديقي نيتشه" و"عنف خاص" وجميعها من الأفلام القصيرة.
وتتنافس الأفلام المشاركة في المهرجان هذا العام في مسابقة أفضل فيلم روائي قصير وأفضل فيلم روائي طويل ومسابقة خاصة بأفلام حقوق الإنسان والمخرجات العربيات ومسابقة آفاق للمخرجين العراقيين الشباب والفيلم الوثائقي وأفضل مخرجة عربية.
كذلك خصصت إدارة المهرجان مساحة لعروض تعود لمخرجات عربيات أطلق عليها "أفلام بعيون النساء" تعنى بأعمال سينمائية لمخرجات من مدينة غزة.
ومن بين الدول المشاركة في الدورة السادسة لمهرجان بغداد الدولي السينمائي فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأوكرانيا وكوريا الجنوبية والهند وكوسوفو.
واستضافت إدارة المهرجان في الأمسية الافتتاحية الفنانين العراقي سامي قفطان والسويسرية من أصول عراقية عائشة شلتفرت، فتحدث الأول خلالها عن تجربته في فيلم "نجم البقال ".
كذلك تقام على هامش المهرجان أعمال المنتدى السادس لواقع صناعة السينما في العراق الذي سيدير جلساته رئيس المهرجان طاهر علوان.
وتأتي إقامة هذا المنتدى استجابة للواقع المرير الذي تعاني منه السينما العراقية صاحبة التاريخ العريق وهي تواجه اليوم تراجعا كبيرا وشاملا عطل الحياة السينمائية منذ تسعينيات القرن الماضي.
ويصارع العراق منذ حزيران/ يونيو الماضي في مواجهة هجوم واسع يشنه تنظيم الدولة، تمكن خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، وبات يشكل تهديدا على العاصمة بغداد.