عادت الحياة تدريجيا السبت 18 تشرين الأول/ أكتوبر لمدينة
بنغازي الليبية بعد المظاهرة المسلحة التي دعا إليها اللواء المتقاعد "خليفة
حفتر" في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، كما أدانت ودعت
الأمم المتحدة وكندا لوقف القتال بين الأطراف المتنازعة.
وشهدت مدينة بنغازي صباح السبت حركة سير اعتيادية وفتحا للمحال التجارية في كثير من الأحياء خاصة البعيدة عن أماكن الاشتباكات، كما توقف القصف المتبادل بين الأطراف المتنازعة في المدينة نسبيا مساء الأحد وصباح السبت.
ومن جانب آخر دعت بعثة الأمم المتحدة لوقف القتال الدائر في "بنغازي" شرق ليبي و"ككلة" جنوب غرب
طرابلس العاصمة، كما قدمت مبادرة تدعو إلى وقف فوري للعمليات العسكرية لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية.
وأوضحت البعثة في بيانها الجمعة، أنه سيبدأ تنفيذ المبادرة ابتداء من منتصف ليلة 18 تشرين الأول/ أكتوبر وتمتد لأربعة أيام على الأقل، مضيفة أنها ستقوم بدراسة إمكانية تقديم طائرة لإجلاء الجرحى من الطرفين بعد التأكد من تنفيذ المبادرة.
وطالبت البعثة كافة الأطراف المتنازعة بالمنطقة بالوقف الفوري للعمليات العسكرية وإنهاء أي حصار مفروض على الأرض، مبينة أنها قد بعثت برسائل إلى مجالس بلديات مدن الزنتان وغريان وككله بخصوص هذه المبادرة، ومشيرة إلى أن هذه المبادرة قد حظيت بدعم الحكومة الإيطالية.
وفي ذات السياق دانت الحكومة الكندية تجدّد العنف في
ليبيا، داعية جميع الأطراف إلى قبول وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
وأكدت وزارة الخارجية والتجارة والتنمية الكندية في بيان نشرته على موقعها الجمعة، وجوب التزام الليبيين وممثليهم المنتخبين في مجلس النواب بمسار الحوار السياسي الذي أطلقه مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون، مؤكدة دعم كندا الكامل لجهود الحوار.
وحثّ البيان جميع الأطراف على رفض العنف وإدانة الإرهاب والعمل معا من أجل إقامة حكومة شاملة تمثل الجميع، مؤكدا ضرورة معاقبة من ينتهكون القانون الدولي الإنساني أو يعملون على عرقلة جهود وقف القتال حسب البيان.
وفي سياق متصل شهدت العديد من المدن الليبية عشية الجمعة خروج مظاهرات تندّد بما وصفوه بالاعتداءات على المدنيين في مدينتي ككله وبنغازي.
ورفع المتظاهرون بميدان الشهداء في طرابلس شعارات أبرزها "الشعب يريد إسقاط مجلس النواب، الاعتداء على المدنيين في ككله جريمة إنسانية، ونعم للتداول السلمي للسلطة"، وسط حماية أمنية لافتة من قبل أجهزة الشرطة والشرطة العسكرية.
وفي زليتن، ندّد تجمع عدد من المتظاهرين بساحة المجلس البلدي وسط المدينة بما يحدث في مدينتي ككله وبنغازي، مطالبين بقطع العلاقات مع دولتي مصر والإمارات، على خلفية أنباء نشرتها وسائل إعلام دولية بمشاركة طائرات مصرية في قصف مدينة بنغازي.
وفي غريان تجمع عدد من المتظاهرين في ميدان الشهداء بالمدينة بعد صلاة العصر مطالبين بإسقاط مجلس النواب، ومندّدين بما يحدث في مدن ومناطق جبل نفوسة.