تحاول وزارة الداخلية
المصرية "لملمة" فضيحة تسبب فيها ضابط يعمل لديها، وذلك عندما استغل مقتضيات وظيفته لصالح زوجته، التي تعمل مدرسة، حيث اقتحم المدرسة التي تعمل بها، وحاول إجبار مديرها على تسجيل زوجته في دفتر الحضور برغم تغيبها عن العمل.
وكشفت صحف ومواقع إخبارية عدة أن الضابط وهو برتبة ملازم بمديرية أمن
كفر الشيخ، وقد قام باقتحام مدرسة الزهور التجريبية مع قوة أمنية مسلحة من قوات الانتشار السريع، بسبب قيام مدير المدرسة بتغييب زوجته المعلمة بالمدرسة لعدم حضورها للعمل، حيث أهان المدير، والعاملين بالمدرسة، ونشر الفزع بين الطلاب.
وعندما قام مدير المدرسة بتصعيد الأمر إلى الإدارة التعليمية، تم استدعاؤه لمديرية الأمن لمعرفة أحداث الواقعة.
وقال اللواء عبد الرحمن شرف، مدير أمن كفر الشيخ، إن الواقعة "محل تحقيق"، مشيرا إلى أن ما قام به الضابط من دخول المدرسة لمعاتبة مديرها الذى شطب على اسم زوجته التي تعمل بها، لتغيبها عن العمل؛ بحسب تعبيره، يعد سلوكا مرفوضا تماما، ولن نسمح به من أي ضابط أو فرد بكفر الشيخ.
وأضاف -في مداخلة هاتفية لبرنامج "90دقيقة" على فضائية "المحور" السبت- أنه تم استدعاء مدير المدرسة إلى مديرية الأمن لمعرفة أحداث الواقعة، والاعتذار له، مضيفا أنه ستتم معاقبة الضابط لارتكابه هذا الفعل، دون أن يوضح نوع هذا العقاب.
وأكد مدير الأمن أنه برغم اعتذار الضابط لمدير المدرسة إلا أنه ستتم مجازاته فور انتهاء التحقيق معه، مشددا على أن أي تعد على أي شخص أو استخدام للنفوذ من قبل الضباط والأفراد مرفوض تماما، وأنه لابد من أن يأخذ كل ذي حق حقه.
من جهتها، لم تتخذ مديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ أي إجراء لحماية مدير المدرسة ومدرسيها، واكتفى مدير المديرية علي فايق، بالتعليق بأن الضابط وزوجته قدما اعتذارا لمدير المدرسة أمام أعضاء هيئة التدريس، عما بدر منه من تجاوزات، فيما اضطر مدير المدرسة إلى قبول الاعتذار (المشار إليه) بمديرية الأمن.
وكان فايق، تلقى اتصالا هاتفيا من مدير مدرسة الزهور التجريبية، يفيد بدخول الضابط للمدرسة ومعه قوة أمنية من
شرطة قوات الانتشار السريع، ورفض التوقيع في دفتر الزيارات، وسب إدارة المدرسة، وهددهم.
وتابع: على الفور، اتصلت بالمحافظ ووكيل وزارة التربية والتعليم، وبشرطة النجدة، حيث انتقل العميد إبراهيم عبدالعزيز، مدير إدارة شرطة النجدة، إلى المدرسة، محاولا تهدئة المدرسين، وأولياء الأمور الغاضبين.
ودخل مدرسو المدرسة، وعدد من أولياء الأمور في وقفة احتجاجية، واعتصموا داخل فناء المدرسة مستنكرين ما فعله الضابط.
وقال أولياء الأمور: كيف نربي أبناءنا على احترام الدولة وممثلي النظام، ويأتي مثل هذا الضابط، ويضرب بكل ذلك عرض الحائط؟ مضيفين أنهم سيتقدمون ببلاغات للنيابة العامة والإدارية ووزارة الداخلية لإيقاع أشد العقوبة بالضابط الذي روع أبناءهم الذين لم تتجاوز أعمارهم الـتسع سنوات.
ومن ناحيتهم، طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بأن يحال الضابط إلى النيابة، وأن تُوقع عليه العقوبة قضائيا، بتهمة ارتكاب العديد من القضايا، أبرزها: استغلال المنصب، والإخلال بمهام الوظيفة، والاعتداء على حرمة المدرسة، والتعدي على موظفين عمومين، وإشاعة الفزع والرعب في قلوب التلاميذ، واستغلال إمكانات الداخلية ومنسوبيها في غير موضعها، وإجبار الموظفين على عمل يتنافى مع العملية التعليمية، وإشاعة الفوضى، وغيرها من الاتهامات.
وطالب آخرون بنقل زوجة الضابط لعمل إداري لأنها لا تؤتمن على تربية الأجيال، وأن يتم فصل الضابط من الشرطة لأنه لا يحسن التصرف، وأن مواقفه ستكون هكذا دائما مهما كانت رتبته.
وعلق أستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف الديـن عبدالفتاح في صفحته على موقع "فيس بوك" على الحادثة بقوله: "أخدوا مراته غياب.. التحقيق مع ضابط اقتحم مدرسة بـ"قوة مسلحة".. بالذمة مش عيب لما نستخدم مصطلحات سياسية من قبيل (الدولة - النظام) على السيرك دا"؟!، على حد تعبيره.