أعتقد أن ما خرجنا به حتى الآن من التحليل لأحداث ما بعد الثورة
المصرية فى ظل قيادة المجلس العسكرى الذى عينه مبارك وكلفه بإدارة شئون البلاد تؤكد على أن هناك مؤسسات كاملة خاضعة لقيادات العسكر وأجهزتها الأمنية وليس كما أرادوا أن يوحى الينا بتسريب لقاء السيسى مع ضباط الحرب الكيماوية بأنهم فى سبيل انشاء أذرع إعلامية للسيطرة على وسائل الإعلام فهذا كلام غير صادق حيث يتم فعليا السيطرة الكاملة عليها بجانب الشرطة والقضاء، كما تؤكد هذه التحليلات المرتكزة على معلومات أن الشعب المصرى أبعد ما يكون عن العنف وأعمال الإرهاب التى حدثت بفعل هؤلاء الذين استمرأوا حكم مصر ونهب ثرواتها ومواجهة الشعب بمثل هذه الأكاذيب ! لكن ماذا حدث بعد المرحلة الثالثة التى سبق ذكرها فى المقال الأخير.
المرحلة الرابعة
في الفترة (من 29 مارس إلى 7 مايو 2011 )
(من قبل حادث هدم الأضرحة بقليوب إلى قبل أحداث كنائس إمبابة)
1- الشارع المصري:
1- قيام عناصر ال dirty works groups بالمخابرات العامة بأول عملية فعلية بعد الثورة وهي هدم الأضرحة بقليوب من خلال آليات من البلطجية وبالتنسيق مع المباحث العامة.
2- قيام قسم العمليات النفسية بالمخابرات العامة بتوجيه معظم وسائل الإعلام المختلفة بتسليط الأضواء على الحدث والتنويه إلى أن أصابع الاتهام تتجه نحو عناصر الدعوة السلفية.
3- قيام القسم ذاته بتوجيه بعض وسائل الإعلام إلى التأكيد أن عناصر الدعوة السلفية هي من قامت بعملية هدم الأضرحة.
4- قيام قسم العمليات النفسية بالمخابرات العامة باستخدام عناصر تشغيل لعمل مداخلات ببرامج التوك شو المختلفة وادعاء أنهم شهود عيان للتأكيد أن عناصر الدعوة السلفية هي المرتكبة لعملية هدم الأضرحة.
الهدف من العملية:
1- بدء تنفيذ مخطط التقسيم لقوى التوحد الثوري وذلك بفصل الدعوة السلفية عن تلك القوى.
2- اختزال شعبية التيارات الإسلامية في الشارع المصري حيث أنها أصبحت قوة لا يستهان بها بعد الثورة.
2- القوى السياسية:
1- استمرار عناصر أقسام العمليات النفسية باختزال شعبية التيارات الإسلامية من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
2- بدء عمل دعاية رمادية وسوداء للتشويه في الحركات السياسية كحركة 6 ابريل وكذلك بعض الناشطين السياسيين والشخصيات العامة الداعمة للثورة مثل أسماء محفوظ.
والهدف من ذلك الاستمرار في عملية التقسيم الثوري.
3- تعاون أقسام العمليات النفسية مع عناصر التحريات بالقوات المسلحة لاظهار ضباط 8 ابريل في ثوب المتسلقين على أكتاف الثورة بهدف تحويل مسارها من ثورة مدنية الى ثورة عسكرية وذلك لدفع القوى السياسية الى عدم التوافق الثوري مع هؤلاء الضباط.
3- القوات المسلحة:
قيام عناصر المخابرات الحربية من بعمل دعاية بيضاء ورمادية وسوداء تفيد بأن:
1- الضباط المعتصمين بميدان التحرير عبارة عن مجموعة من سفهاء الضباط ولا يعبرون عن الرأي العام داخل القوات المسلحة.
2- وأنهم بصنيعهم كادوا أن يهدموا آخر عمود قائم بالدولة وهو القوات المسلحة.
3- على جميع أفراد القوات المسلحة الاعتبار من ضباط 8 ابريل ومما سيحل بهم من عقوبات رادعة جزاء صنعهم.
4- على القوات المسلحة أن تغلق ملف ضباط 8 ابريل وتطوي صفحة الماضي وتتطلع إلى المستقبل القريب المبهر وما يحويه من امتيازات ومنح ومكافآت يشرف القائد العام بنفسه على إعدادها لجميع أفراد القوات المسلحة.
المرحلة الخامسة
في الفترة ( من 8 مايو إلى 27 يونيو 2011 )
(من قبل أحداث كنائس إمبابة إلى قبل أحداث مسرح البالون)
1- الشارع المصري:
1- قيام عناصر ال dirty works groups بالقيام بثاني عملية قذرة وهي مهاجمة كنائس إمبابة بواسطة عناصر من البلطجية تم جمعها من خلال المباحث العامة وتم تمويلها بواسطة بعض رجال الأعمال التابعين للحزب الوطني المنحل.
2- قيام عناصر أقسام العمليات النفسية بكافة الأجهزة الأمنية بعمل دعاية سوداء تفيد بأن عناصر التيار السلفي هي المرتكبة للحدث.
3- قيام عناصر أقسام العمليات النفسية بالأجهزة الأمنية بتوجيه كافة وسائل الإعلام لتغطية الحدث تغطية كاملة والتنويه اللامباشر بأن الإسلاميين هم من قاموا بارتكاب تلك الواقعة.
والهدف من ذلك:
محاولة استقطاب الأقباط والتيارات الإسلامية لحالة من الاستنفار لاستدراجهم إلى مواجهة طائفية كبرى تكون سببا لإخماد نار ثورة 25 يناير وكذلك تكون سببا في تمسك الرأي العام للشارع المصري في ضرورة بقاء المجلس العسكري على عرش السلطة لإنقاذ البلاد من براثن الفتنة الطائفية ، وإن لم تؤتي هذه العملية ثمارها فإنها على الأقل ستجلب للمجلس ايجابيات عديدة منها:
1- شحن الرأي العام شحنا معنويا مضادا تجاه كافة التيارات الإسلامية.
2- استخدام فزاعة الفتنة الطائفية للتحكم والسيطرة على الرأي العام.
3- الحدث بمثابة خطوة على خارطة طريق تأهيل الشارع لبقاء المجلس العسكري في السلطة.
4- الحدث عبارة عن صفحة رئيسية في أجندة التقسيم الثوري للشعب الثائر.
5- توليد حسا شعوريا عند الأقباط يشعرهم بأن ناقوس الخطر الإسلامي يدق وذلك لإبراز ضرورة وجود المجلس العسكري على كرسي الحكم لحمايتهم من الإسلاميين وذلك لفصل الأقباط ضمنيا عن المسرح الثوري.
2- القوى السياسية:
1- قيام كافة أقسام البحث بالأجهزة الأمنية ببدء مخطط دقيق لوضع جميع الشخصيات السياسية في مختلف التيارات السياسية المختلفة تحت المراقبة ومن ثم كتابة تقارير سرية بأنشطتهم وتحركاتهم ورفعها للمستوى الأعلى.
2- قيام أقسام العمليات النفسية بتوجيه الإعلام إلى استغلال حادث إمبابة للحد من شعبية عناصر الدعوة السلفية وجماعة الإخوان المسلمين.
3- القوات المسلحة:
1- قيام عناصر البحث بالمخابرات الحربية بمراقبة شبكة التواصل الاجتماعي ( الإنترنت ) لتحديد هوية الضباط الذين يقومون بتوجيه الانتقادات لأداء عناصر المجلس العسكري قبل وبعد الثورة.
2- قيام أقسام الضبط بالمخابرات الحربية بإلقاء القبض على العشرات من ضباط القوات المسلحة المنتقدين لسياسة المجلس العسكري ومنهم الرائد فؤاد الدسوقي والذي ألقي القبض عليه يوم 29 مايو 2011.
3- قيام عناصر البحث بالمخابرات الحربية بمراقبة جميع الهواتف الخلوية لجميع قادة القوات المسلحة.
المرحلة السادسة
في الفترة ( من 28 يونيو إلى 22 يوليو 2011 )
(من قبل أحداث مسرح البالون إلى قبل أحداث موقعة العباسية)
1- الشارع المصري:
1- قيام قسم ال dirty works groups بثالث عملية قذرة وهي التنسيق مع المباحث العامة لاستقطاب بلطجية للتعدي على أهالي الشهداء والمصابين بعد خداعهم بعملية تمويهية لنقلهم من منطقة اعتصامهم بماسبيرو إلى محيط مسرح البالون بدافع التكريم.
2- قيام أقسام العمليات النفسية بتوجيه كافة وسائل الإعلام المختلفة لتغطية رد فعل الحدث بميدان التحرير.
3- قيام أقسام العمليات النفسية باستخدام كافة وسائل الإعلام لتوجيه الرأي العام إلى أن ميدان التحرير ما هو إلا رمز لأعمال البلطجة والتعدي والإخلال بالأمن العام.
والهدف من ذلك:
1- استخدام الردع المادي والمعنوي للتخلص من فكرة الاعتصام والتظاهر.
2- شيطنة الثورة تدريجيا بالتشويه التراكمي للثوار.
3- الاستمرار في تقسيم قوى التوحد الثوري من خلال اختلاف ردود الأفعال الشعبية.
2- القوى السياسية:
1- قيام جميع أقسام البحث بعمل تحريات ونشاط جمع معلومات عن كل الشخصيات السياسية والأحزاب والقوى السياسية المختلفة.
2- الاستمرار في مراقبة جميع الشخصيات السياسية وذويهم مراقبة دقيقة وكتابة تقارير ترفع إلى المستوى الأعلى.
3- قيام أقسام العمليات النفسية بتحقيق مبدأ الاتصال الغير مباشر بالأهداف وذلك عن طريق الدفع ببعض الضباط العاملين بتلك الأجهزة والبعض من المتقاعدين وبعض الشخصيات المتنورة والمثقفة دينيا لتكوين روابط وطيدة ببعض قيمي الدعوة السلفية لتحقيق مبدأ الاختراق الأمني بالحصول على معلومات وبث الدعاية الموجهة والمضادة.
3- القوات المسلحة:
1- قيام فوج العمليات النفسية بالمخابرات الحربية بتوجيه أفواج العمليات النفسية بإدارة الشئون المعنوية ومركز الشئون النفسية وإدارة الأزمات التابعين للقوات المسلحة بعمل ندوات ومؤتمرات للضباط وضباط الصف والجنود يتم الترويج فيها إلى أن هناك قوى دولية تسعى إلى تقسيم الشرق الأوسط وتقسيم مصر إلى دولة إسلامية ودولة قبطية ودولة نوبية لتحقيق مصالح تفيد الغرب.
2- قيام تلك الأفواج بالترويج داخل المجتمع العسكري إلى أن هناك آليات داخلية تعمل على إنجاح تنفيذ ذلك المخطط مثل جماعة الإخوان المسلمين وحركة 6 ابريل.
3- قيام تلك الأفواج بالترويج ضمنيا داخل المجتمع العسكري إلى أن الثورة المصرية هي مفتاح تنفيذ ذلك المخطط فهي التي أسقطت أعمدة الدولة الرئيسية بداية من الداخلية ومرورا بالقضاء والإعلام وتود إسقاط القوات المسلحة آخر أعمدة الدولة من أجل إسقاط مصر.
المرحلة السابعة
في الفترة ( من 23 يوليو إلى 8 سبتمبر 2011 )
(من قبل أحداث موقعة العباسية إلى قبل أحداث السفارة الإسرائيلية)
1- الشارع المصري:
1- قيام أقسام ال dirty works groups برابع عملية قذرة منذ بداية الثورة حيث قامت بتنظيم التعاون مع عناصر المباحث العامة لاستقطاب البلطجية المسجلين بسجلات وزارة الداخلية وتمويلهم بمبالغ نقدية ومنحهم وعود بالإفراج عن ذويهم المحبوسين في مقابل استخدامهم في مواجهة ومجابهة المتظاهرين وإجبارهم على الانسحاب والفرار من منطقة اعتصامهم بالعباسية وفيما عرف بموقعة العباسية يوم 23 يوليو 2011.
2- قيام نفس الأقسام باستخدام مجموعات أخرى من نفس البلطجية في الاندساس وسط المتظاهرين والتحرش بعناصر القوات المسلحة وإلحاق بهم بعض الإصابات.
3- قيام أقسام العمليات النفسية بتوجيه كافة وسائل الإعلام لتغطية الحدث والتعليق عليه وتحليله كالآتي:
أ- المتظاهرون يقطعون الطريق بميدان العباسية والحركة المرورية تصاب بالشلل.
ب- تضرر أصحاب المحلات وأهالي العباسية من الاعتصام .
ت- المتظاهرون يعتدون على أفراد القوات المسلحة بالسب وإلقاء الحجارة.
أهالي العباسية يقومون بحماية عناصر القوات المسلحة من تعدي المتظاهرين عليهم.
ث- المتظاهرون يقومون بالاعتداء على أهالي العباسية والتعدي على محلاتهم التجارية.
ج- أهالي العباسية يقومون بالتصدي لاعتداءات المتظاهرين ويجبرونهم على فض الاعتصام.
والهدف من ذلك:
1- فض الاعتصام وصرف الثوار دون تحقيق أي مطلب من مطالبهم.
2- استخدام آليات خلاف الجيش والشرطة في قمع المتظاهرين لإبعاد الشبهات عن أن المجلس العسكري يريد أن يقهر الثورة ويقمع المتظاهرين.
3- إظهار الثوار في ثوب البلطجية الذين يعطلون مصالح المواطنين وبما يحول دون الاستقرار.
4- إظهار الثوار للرأي العام في ثوب المعتدين على المواطنين وعلى أفراد القوات المسلحة.
5- الترويج لإعلان ميلاد فكر جديد وهو الرأي والرأي الآخر.
6- الترويج لفكرة أن الثورة انتهت يوم 11 فبراير والثوار الحقيقيين رحلوا في ذلك اليوم أما ثوار اليوم فهم عناصر مأجورة لتنفيذ أجندات خارجية.
7- الاستمرار في مخطط شيطنة الثورة وتشويه الثوار.
8- البدء في تنفيذ مخطط جديد وهو التمهيد لتخليق عداء بين القاعدة العريضة من أفراد القوات المسلحة وبين الثوار.
9- قيام جميع أقسام العمليات النفسية يوم 3 أغسطس 2011 بتوجيه كافة وسائل الإعلام لتغطية فعاليات محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وظهوره لأول مرة بعد التنحي نائما على سرير طبي داخل قفص الاتهام بقاعة المحكمة المخصصة لذلك الشأن بأكاديمية الشرطة وبرفقته نجليه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي والبعض من قيادات وزارة الداخلية السابقين وذلك بهدف تفريغ شحنات الكبت والاحتقان والغضب الموجودة في الشارع المصري بطريقتين:
أ- التشفي من رؤية مبارك وأعوانه داخل قفص الاتهام.
ب- التعاطف الناشئ عن الإشفاق على الحالة الصحية التي وصل إليها رئيس الجمهورية السابق.
مما يؤدي إلى حدوث حالة من الهدوء والإستقرار تعم الشارع المصري فتمنح المجلس العسكري الوقت في التخطيط لكيفية الإستمرار في إدارة المرحلة الإنتقالية وتحقيق أهدافه دون تنفيذ مطالب الثورة والثوار.
2- القوى السياسية:
1- قيام أقسام العمليات النفسية بعمل حملات إعلامية مكثفة لتشويه الحركات الوطنية كحركة 6 ابريل.
2- قيام أقسام العمليات النفسية باستخدام أداتها الإعلامية قناة الفراعين للترويج بأن جميع القوى السياسية في مصر هدفها على حد وصفهم أن تنال قطعة من التورتة وذلك لاختزال شعبيتهم.
3- القوات المسلحة:
قيام أقسام العمليات النفسية بالترويج اللامباشر داخل القوات المسلحة لدعاية تفيد بأن من يطلقون على أنفسهم ثوار أساءوا إلى القوات المسلحة إساءات بالغة من خلال التعدي بالقول والفعل على أفراد القوات المسلحة في موقعة العباسية الأخيرة ، وأن هؤلاء الثوار سيعملون جاهدا على اختزال شعبية الجيش والتي زادت في قلوب شعب مصر بعد ثورة 25 يناير وأنهم كذلك يفندون دور القوات المسلحة في حماية الدولة في الثماني عشر يوما العصيبة.
والهدف من ذلك هو استكمال مخطط تأهيل القوات المسلحة نفسيا للتبرؤ التدريجي من الثورة ومن ثم الانجذاب اللاإرادي لموالاة المجلس العسكري.