لا تزال الارتدادات لتصريحات وزير الداخلية
اللبناني نهاد المشنوق تتواصل في الأوساط السياسية اللبنانية في ظل تصريحات تطلقها مصادر أمنية وسياسية عبر وسائل الاعلام تتحدث عن أن لبنان مقبل على مرحلة من التصعيد السياسي وربما الأمني.
التصعيد السياسي والأمني له ما يعززه من ظروف حسب مراقبين، انطلاقا من الفراغ في منصب الرئاسة المتواصل منذ اكثر من مئة واربعين يوماً، مرورا بالجدل المتصاعد إزاء الانتخابات البرلمانية المؤجلة منذ حزيران/يونيو 2013 وليس انتهاء عند الاوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة للمواطن اللبناني.
أحداث أمنية
تصريحات المشنوق الذي شن خلاله هجوما قاسيا على
حزب الله، دفعت مصادر سياسية للحديث لصحيفة النهار للقول إن "البلاد ستكون مقبلة على مرحلة من التصعيد السياسي وربما الأمني أيضاً خصوصا في ضوء إعلان المشنوق عن عزمه على الاعلان عن قتلة الحسن"، في إشارة إلى رئيس شعبة المعلومات التابعة للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وسام الحسن الذي أغتيل في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 2012.
المصادر السياسية قالت إن حديث المشنوق في الذكرى الثانية لإغتيال الحسن "يرتب معادلة جديدة ستحكم الملفات السياسية والأمنية يعي تيار المستقبل مسؤولية حزب الله في زجه في مواقف لوضعه في مواجهة مع الجيش او عبر التسويق لتحول الطائفة السنية الى بيئة حاضنة للإرهاب".
وكان المشنوق هاجم حزب الله ودوره في "التشدد المذهبي" في المنطقة في اشارة لمشاركته في الحرب بسوريا، وانتقد في ذات الوقت عدم تعاون الحزب بتطبيق الخطة الأمنية ا"لتي أقرت لوضع حد للأحداث الأمنية المتكررة في طرابلس شمالا والبقاع شرقا".
طفح الكيل
في معكسر قوى الرابع عشر من آذار، كان ثمة من يبرر تصريحات المشنوق ويضعها في إطارها الطبيعي لمجريات الأمور، هذا ما يتبناه عضو كتلة حزب الكتائب النائب ايلي ماروني، الذي قال في تصريحات اذاعية إن "وزير الداخلية نهاد المشنوق انتقل من مرحلة الهدنة والانفتاح الى مرحلة الهجوم لان الكيل طفح".
وعن التدهور السياسي والأمني يتحدث ماروني، مشيراً الى أن "الحكومة ممكن ان تنهار باي لحظة، ومؤسسة الجيش مستهدفة والجماعات الاصولية التكفيرية تستهدف الجيش،وبعض المجموعات اللبنانية الصغيرة بدأت تنخرط في النصرة وداعش، والاعتقالات التي تحصل أكدت ذلك".
التدهور الأمني الذي يحذر من وقوعه سياسيون أكده مصدر وزاري لصحيفة القبس الكويتية، والذي قال إن "الوضع في الشمال غير مريح، وهناك من يهدد بـثورة ضد الجيش اذا ما حاولت الدولة تنفيذ خطة امنية في الشمال على غرار ما حدث في مدينة طرابلس التي لا تخلو من حوادث يومية ضد الجيش".
هجمة مرتدة لحزب الله
ومن حفل تأبين الحسن، إلى حفل تأبين آخر أقامه حزب الله لقتلاه في سوريا والذي شكل فرصة للحزب لرد الهجمة عليه من قبل قوى الرابع عشر من آذار، متهما قوى لم يسمها بالتحريض على الجيش.
هذا الرد جاء على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب نبيل قاووق الذي قال إن "العدوان التكفيري على الجيش أسقط الأقنعة في الشمال (طرابلس)، واتضح وانفضح الذين يدعمون ويغطون العصابات التكفيرية".
قاووق وجه رسالة لخصوم الحزب السياسيين يقول مراقبون ان لها ما بعدها، وذلك عندما قال: "ما كنا في حزب الله ننتظر إذنا من الرابع عشر من آذار لنقوم بالواجب الوطني والإنساني المقدس في دفاعنا عن أهلنا وعرضنا، أمام أي عدوان تكفيري من
داعش أو النصرة أو فلول ما يسمى الجيش الحر، هم كلهم في خندق واحد ضد الجيش ولبنان".